وزير العمل القطري يندد أمام البرلمان الأوروبي بخطاب الكراهية والعنصرية- (فيديو)
عربي تريند_ انتقد مسؤول قطري رفيع أمام مسؤولين أوروبيين، الهجمة التي تتعرض لها أول دولة عربية وشرق أوسطية تستضيف بطولة كأس العالم.
وأكد الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل القطري، أن “الافتراءات والادعاءات والحملة السلبية ضد قطر بدأت تأخذ منحى آخر في تبني خطاب كراهية وعنصرية بهدف الإساءة للشعب القطري ومنتخبه الوطني”. ورفض المسؤول ما أكد أنه “خطاب الكراهية والعنصرية الممنهج تجاه شعبنا وبلدنا ومنتخبنا”.
وأوضح وزير العمل القطري، أن الحملة التي يديرها البعض ضد قطر زادت وتيرتها خلال الأسابيع الماضية دون وجود أي مبررات حقيقية، مشيراً إلى أن ما تتعرض له بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 “يرقى إلى إرهاب فكري وإعلامي وحرب نفسية بدواعي عنصرية من بعض الجهات التي لا يروق لها تنظيم البطولة في قطر”. ولفت المري إلى “أن المونديال هو حلم لأجيال عربية ومسلمة سيتحقق على أرض قطر”.
وجاء تصريح الدكتور علي المري، خلال مداخلة في جلسة استماع أمام البرلمان الأوروبي حول الإصلاحات العمالية في دولة قطر. وكانت مشاركة وزير العمل القطري في الجلسة، بدعوة من اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان وبعثة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي، وبمشاركة منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للنقابات العمالية ومنظمة هيومان رايتس ووتش، بحضور أعضاء اللجنة وعدد كبير من البرلمانيين والدبلوماسيين.
وطالب وزير العمل القطري، المنظمات الحقوقية الدولية “اتخاذ مواقف حازمة ضد كل من يمارس الهجمة العنصرية والكراهية ضد الشعب القطري ومنتخبه الوطني”، مؤكداً “ضرورة أن تقوم المنظمات برصد كافة الانتهاكات العنصرية غير المبررة”.
وأوضح علي بن صميخ المري، أن “من يدير الحملة السلبية ضد قطر لم يفقد بوصلة الحقيقة فقط وإنما فقد أيضاً المنطقية والعقلانية في الطرح”. وبين وزير العمل القطري، “أنه من غير المنطقي نشر وسائل إعلامية أن 6500 عامل لقوا حتفهم خلال فترة بناء وتجهيز منشآت كأس العالم FIFA قطر 2022، أي بمعدل حالتي وفاة يومياً، الأمر الذي ينافي المنطق ولا يستطيع العقل تصديقه”.
ونوه المسؤول القطري في هذا الصدد “أن ما روجت له بعض وسائل الإعلام بشأن أعداد الوفيات، أبعد ما يكون عن الأخلاق المهنية والمبادئ الأساسية، مع تعدد الروايات حول أعداد الوفيات، فهناك من قال إنها 6500 حالة وفاة وآخرون قالوا 10 آلاف وغيرهم تحدثوا عن 15 ألف حالة وفاة فيما يشبه المزاد”.
وأشاد وزير العمل القطري، بتواصل الحوار القطري مع الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي بشكل دائم في مجالات عديدة، منها قضايا حقوق الإنسان، كما أعرب عن شكره وتقديره لماريا أرينا رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي وأعضاء اللجنة، على إتاحة الفرصة أمام دولة قطر لطرح الحقائق والوقائع حول قطاع العمل في الدولة بعيداً عن الافتراءات والادعاءات التي لا تستند لأي حقائق تذكر.
وأشار إلى أن الحوار والتشاور والتعاون مع اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان وبعثة العلاقات لشبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي سيبقى متواصلا خلال الفترة المقبلة، لا سيما وأن التعاون أثمر عن العديد من الإنجازات المشتركة على صعيد قطاع العمل. كما كشف المري، عن مشاورات بين وزارة العمل والمفوضية الأوروبية لتوقيع قريباً مذكرة تفاهم تهدف إلى دعم سبل التعاون المشترك في مجالات قطاع العمل.
وأضاف أن “حجم الافتراءات والادعاءات التي تم نشرها خلال الشهرين الماضيين ضد استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 لم تتعرض لها أي دولة استضافت البطولة في السابق، الأمر الذي بات يثير تساؤلات كثيرة حول الدوافع الكامنة وراء هذه الحملة الشرسة وأهدافها.
إصلاحات قطرية
وأكد الدكتور علي بن صميخ المري، أن “دولة قطر تبنت بشكل متسارع، خلال السنوات الماضية، تنفيذ سلسلة من الإصلاحات العمالية، وبشهادة من منظمات العمل واتحادات العمال المتخصصة، إلا أن بعض الجهات تحاول تجاهل كل تلك الحقائق، وأن تلك الجهات تعيد نشر وتبني إحصاءات وادعاءات لا أساس لها من الصحة في حملتها الممنهجة ضد قطر”.
وشدد المسؤول القطري على أن بلاده “طالبت مراراً وتكراراً في العديد من المحافل الدولية، من مدعي الافتراءات تزويدها بالوثائق حول أعداد الضحايا وأسمائهم والمنهجية العلمية التي اعتمدوا عليها في تحديد مبالغ التعويضات، لكنه لم يتم تقديم أي وثائق فعلية، حيث لا يتعدى الأمر سوى فقاعات إعلامية تصدر هنا وهناك”.
وقال “إن ما يتم ترويجه من احصائيات تفتقر للدقة والمصداقية والنزاهة، بالإضافة إلى كونها لم تصدر عن جهات معنية أو موثقة، مشيرا إلى أنه لا يمكن تبني تلك الاحصائيات والتعامل معها أو بناء القرارات والأحكام عليها كونها ليست دقيقة ولا موضوعية.
وأكد الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل، في مداخلته أمام جلسة الاستماع في البرلمان الأوروبي بشأن الإصلاحات العمالية في دولة قطر، أن “العمل الحقوقي يعتمد على أسس وقيم ومعايير دولية، من أهمها احترام التخصصية والمهنية.
وأضاف أن “النقابات والاتحادات العمالية الدولية طرحت العديد من الانتقادات البناءة لقطاع العمل في الدولة، وتم الأخذ بمعظمها في مسيرة الإصلاحات في قطاع العمل، الأمر الذي يفرض على الجميع الاستماع لهذه المنظمات والاتحادات العمالية بشأن أوضاع العمال في دولة قطر، كونها كانت جنباً إلى جنب معنا خلال مسيرة الإصلاحات العمالية”.
وأبدى المسؤول القطري، استغرابه من طرح مسألة إنشاء صندوق دولي للتعويضات، متسائلاً “عن الأسس والمعايير والمنهجية العلمية التي استند إليها دعاة تلك الفكرة والأسس التي تم اعتمادها من قبلهم لتحديد المبالغ”.
وأشار وزير العمل القطري، إلى “وجود صندوق دعم العمال في دولة قطر منذ أعوام ويعمل ضمن أسس واضحة، وهو من أوائل الصناديق في المنطقة والعالم، حيث لا يوجد سوى 7 صناديق على مستوى العالم في كل من قطر وسنغافورة وألمانيا والنمسا وكوريا الجنوبية وفرنسا وهونغ كونغ”، موضحاً أن هناك آلية معتمدة لتعويض العمال عن الحوادث التي تتم خلال فترة عملهم في دولة قطر.
وأوضح أن “جميع من ينتقدون قطر يعرفون جيداً حجم الإصلاحات التي تم تنفيذها خلال العقد الماضي، لكنهم يتجاهلونها كونها لا تخدم رواياتهم المضللة ضد قطر والتطور الذي شهدته بيئة العمل، وأن الحملات السلبية ضد الإصلاحات العمالية لن تثني دولة قطر عن تنظيم نسخة تاريخية من بطولة كأس العالم لكرة القدم على أرض قطر”.
وشدد وزير العمل القطري على أن الدوحة ترحب بكل جماهير كرة القدم دون تمييز، مشيرا إلى أنهم سيجدون في قطر الترحيب والود والاحترام المتبادل، كما أن البطولة سوف تكون أجمل وأروع بطولة ترسم البهجة والسلام وتصحح المفاهيم الخاطئة عن منطقتنا العربية والإسلامية.
وأكد الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل القطري، في ختام مداخلته أمام البرلمان الأوروبي، “أن سياسة التهويل والتخويف والتشويه التي يمارسها البعض لن تثني دولة قطر عن الاستمرار في مسيرة الإصلاحات العمالية التي بدأتها من منطلق قيمها الإسلامية والعربية، وليست بدافع تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، لا سيما وأن تلك المسيرة بدأت بالفوز باستضافة البطولة وسوف تستمر إلى ما بعد كأس العالم”.
اعتراف أوروبي بإصلاحات قطر
من جانبها، أكدت ماريا أرينا رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، أن “هناك العديد من منظمات حقوق الإنسان التي تحدثت عن أوضاع العمالة في دولة قطر، لا سميا التي تعمل ضمن مشاريع بناء وتجهيز منشآت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، منوهة بترحيب منظمة العمل الدولية بالتقدم الذي أحرزته دولة قطر فيما يتعلق بالتشريعات العمالية على الرغم من وجود بعض التحديات”.
وأوضحت أرينا أن دولة قطر حققت خطوات ملموسة ونفذت مبادرات في قطاع العمل لاقت ترحيباً من قبل المنظمات الدولية، لا سيما ما يتعلق بإلغاء نظام الكفالة وإعطاء الحرية الكاملة للعمال في تغيير جهة العمل.
وأكدت أن الحوار بين دولة قطر والمنظمات الدولية يشكل وسيلة مهمة لمعرفة حقيقة أوضاع العمال في قطر، بالإضافة إلى أنه سيتيح الفرصة لمواصلة تنفيذ الإصلاحات العمالية والجهود المتميزة التي بذلت في مضمار الحفاظ على حقوق العمال لما بعد تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
ونوهت رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي “بوجود إرادة حقيقية لدى دولة قطر للتوجه نحو الأفضل فيما يخص حقوق الإنسان والعمال”، وأكدت “ضرورة استمرار التعاون لتنفيذ تلك التشريعات الجديدة خلال المرحلة المقبلة، لا سيما وأن هناك العديد من التقارير التي تفيد بأن أوضاع العمالة في قطر تسير نحو الأفضل”.
وأكد ماكس تونيون رئيس مكتب منظمة العمل الدولية في دولة قطر، “أن دولة قطر أقرت خلال السنوات العشر الماضية سلسة من التشريعات والقوانين والأنظمة لتحسين بيئة العمل، لافتا إلى أنه خلال العامين الماضيين، وضمن إلغاء نظام الكفالة، تم تغيير جهة العمل لأكثر من 350 ألف عامل.
كما نوه تونيون بقرار حظر العمل خلال ساعات الظهيرة في فصل الصيف لما له من أثر إيجابي في التخفيف من آثار الإجهاد الحراري، مشيرا إلى أنه وبعد تطبيق القرار تبين انخفاض الحالات التي تتعرض للإجهاد الحراري خلال فصل الصيف بنسبة 77 بالمئة عما كانت عليه في السابق.
وأوضح أن دولة قطر اعتمدت في العام 2013 تشريعاً يتيح للعمال الوافدين الالتحاق باللجان العمالية المشتركة، مشيرا إلى أن المنظمات والاتحادات النقابية العمالية الدولية نفذت سلسة من الاجتماعات مع قطر خلال السنوات الماضية بهدف تحسين بيئة سوق العمل.
وبين أن الاصلاحات العمالية التي تم اعتمادها خلال السنوات الماضية في دولة قطر عظيمة، مشيراً إلى أن 86 بالمئة من العمال أكدوا، وفقاً لاستبيان بحثي، أن الإصلاحات العمالية كان لها الأثر الإيجابي على حياتهم.
من جانبه، أكد جوال أوديغي الأمين العام المساعد لاتحاد النقابات العمالية في أفريقيا أن الجميع يرى التحديثات الجيدة على مستوى قطاع العمل في دولة قطر مثل إلغاء نظام الكفالة وإقرار قانون الحد الأدنى للأجور، بالإضافة إلى إصلاح القوانين الخاصة بالسلامة والصحة المهنية. وأوضح أن الاتحادات العمالية الدولية قامت بزيارات عديدة إلى دولة قطر، للاطلاع على الإصلاحات العمالية، مشيرا إلى أنه كان يجري الاستماع للعمال خلال تلك الزيارات ومعرفة التأثير الإيجابي لتلك القوانين على حياتهم.
ورأى أن البعض قد يشعرون بأن الانتقادات التي تتعرض لها دولة قطر ليست بدفع تحسين أوضاع العمال، وإنما بدافع الانتقام، مشيراً إلى أن تلك الانتقادات ربما تكون بدوافع عنصرية ممنهجة ضد تلك الإصلاحات بغرض تقويضها والعودة إلى الوراء.
وحول ما يتردد عن أعداد الضحايا في أوساط العمال المشاركين في تجهيز منشآت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، قال إنه زار دولة قطر واطلع على الحقائق فيما يخص العمال، وتحقق من عدم وجود أي أساس من الصحة لتلك المزاعم.
قطر تنتقد ازدواجية المعايير
وانتقد مسؤولون قطريون الحملة التي تتعرض لها أول دولة عربية تنظم بطولة كأس العالم.
كما انتقدت مصادر مختلفة في العاصمة القطرية ما اعتبرتها حملة مستهدفة تتعرض لها أول دولة عربية وفي الشرق الأوسط تنظم بطولة كأس العالم، وأرجعت السبب لحقد دفين على الدولة الخليجية، مع تجاهل كامل للإصلاحات التي تشهدها الدوحة.
وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، أن بلاده تتعرض لحملة تشويه غير مسبوقة منذ إعلان تنظيمها كأس العالم، مشدداً على أن قطر لن تتراجع عن دورها الإيجابي، ورحب بالجميع خلال بطولة كأس العالم التي تنظم لأول مرة في دولة عربية وفي الشرق الأوسط.
وجاء تصريح أمير قطر، خلال افتتاحه دورة الانعقاد العادي الـ51 لمجلس الشورى المنتخب.
وأشار في هذا السياق، إلى أن افتتاح دورة مجلس الشورى هذه المرة، تعقد “في ظل انشغال الدولة والشعب في التحضير لاستضافة حدثٍ تاريخي يشكل أحد أهم مشاريعنا الوطنية وهو كأس العالم”.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة خص بها صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن الأسباب المقدمة لمقاطعة مونديال قطر 2022 ليست صائبة.
وأضاف رئيس الدبلوماسية القطرية بالقول، إن هناك الكثير من النفاق في هذه الهجمات على قطر، ويتم الترويج لها من قبل عدد قليل جدا من الناس في عشرة بلدان على الأكثر، والتي لا تمثل على الإطلاق بقية الكوكب. والحقيقة أن العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال، حيث تم بيع أكثر من 97 في المئة من التذاكر، ومن بين الدول العشر التي اشترت أكبر عدد من التذاكر، نجد دولا أوروبية مثل فرنسا.
ورداً على سؤال “لوموند” حول حقوق العمال، قال الوزير القطري إن بلاده اعترفت بالمشاكل المتعلقة برعاية العمال، ودعت المنظمات غير الحكومية للحضور ومراقبة نظامها، مؤكدا أن قطر قطعت شوطا طويلا لإصلاح تشريعاتها. وأوضح أن هذه الإصلاحات تستغرق وقتا، كما هو الحال مع أي بلد آخر. بالطبع، مازالت هناك ثغرات، يقر رئيس الدبلوماسية القطرية، مشدداً في الوقت نفسه على أن بلاده مصممة على إصلاحها. لكنه تساءل، في الوقت عينه، لماذا يتم إلقاء اللوم بشكل منهجي في هذه المشكلات على عاتق الحكومة القطرية، بينما في أوروبا، في أقل حادثة، يتم إلقاء اللوم على الشركة؟ لماذا هذا الكيل بمكيالين؟.
كشفت مصادر غربية تفاصيل عن الحملة التي تتعرض لها قطر وهي أول دولة عربية وإسلامية تستضيف بطولة كأس العالم في التاريخ. واعتبرت المصادر أن الحملة التي تقودها جهات في أوروبا وعدد من الدول، تنطلق من حسابات خاصة، وتعتبر هجوماً غير مبرر ضد قطر. وانتقد المسؤولون القطريون ما اعتبروه حملة ممنهجة من قبل جهات غربية على الدولة الخليجية التي تتجه الأنظار لها قبيل انطلاق صافرة الحدث الرياضي العالمي.
ورصد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، تصاعد حدة الانتقادات الموجهة ضد قطر وانخرطت فيها صحف بريطانية وفرنسية تحرض على بطولة كأس العالم المقررة في قطر هذا الشهر.
واعتبرت أوساط إعلامية وحقوقية بحسب بيان المرصد “أن ما يجري نشره من تقارير في صحف بريطانية وفرنسية عشية انطلاق كأس العالم، يندرج في إطار التحريض المكشوف من دون تقديم أدلة أو إثباتات”.
رد المحرر
نعتدر عن النشر