العرب تريند

«لآخر نفس» فعالية لبنانية ينظمها نفسانيون والجمهور توافد إلى المحاضرات ومعرض الكتب

 عربي تريند_ جاذب عنوان فعالية تجمع بين العلاج النفسي والتزود بالكتاب، والاستماع إلى ندوات وحوارات مع متخصصين في الميدان. وأن يكون العنوان “لآخر نفس”، فهو بحد ذاته أمر يدعو للأمل، بحسب مقدرة استيلاده. ففي مسرح “دوار الشمس” في الطيونة، كانت الحركة الظاهرة للعيان تتحدث عن ذاتها معلنة عن تجمُّع حيوي.
في الطابق السفلي، حيث لوبي المسرح انفردت الكتب أمام الزائرين. بعضها مختص بعلم النفس، ومنها كتابان حديثان صدرا عن دار النهضة. الأول تُرجم حديثاً بعنوان “التحليل النفسي العصبي: جدل وحوارات”، للمحلل النفسي الفرنسي جان بنيامين ستورا، نقلته للعربية الدكتورة مارلين الحداد. وكتاب “الفحص النفسي” للبروفسور مصطفى حجازي.
للسنة الثانية على التوالي يقيم “نفسانيون” معرضاً للكتب في “دوّار الشمس”. في السنة الأولى “بقعة نفس” كان العنوان، وفي الثانية بات “لآخر نفس”. ففي كل عام يتخّذ المعرض ثيمة مختلفة، والسبب كما تقول هبة خليفة: شعرنا بأن بقعة نفس لم تعد كافية، والصعوبات، تتضافر علينا من كافة الاتجاهات.
هبة خليفة متخصصة بعلم النفس العيادي، أسست مع علي الأطرش “نفسانيون”.
وفعالية “لآخر نفس” تقام مع شركاء هم دار النهضة العربية، دار العربية للعلوم، مكتبة فيلوزوفيا، دار أصالة لأدب الأطفال، إلى جانب كتابي، التي تعرض كتباً مستعملة. ومركز تبييّن المختص بالعلاج والتكوين النفسي. والشريك الداعم مسرح دوّار الشمس ودعمه.
وتعلن خليفة أنّ زوّار المعرض ليسوا من بيروت، بل من كافة مناطق لبنان.
عن حيثية جمع معرض الكتب مع نشاط “نفسانيون” تقول خليفة: نهتم منذ أربع سنوات بترجمة ونشر الكتب بالتعاون مع محللين نفسانيين من لبنان والعالم العربي والعالم، انطلاقاً من معاناة الطلاب وبخاصة في الدراسات العليا بالوصول إلى المراجع، بسبب الأسعار الخيالية للمراجع أطلقنا مبادرة معرض “نفسانيون” سنوياً.
تأسس “نفسانيون” قبل سبع سنوات وأعضاؤه منتشرون في كل لبنان، وهم من يسوّقون للمعرض. تقول هبة خليفة: لهذا يتوافد الجمهور من كافة المناطق، وهو يعرف سلفاً أنه سيجد العناوين التي يبحث عنها، ولن يتشتت بينها، كونه معرضاً متخصصاً. وكوننا زملاء للطلاب والباحثين عن الكتاب فنحن نتبادل المعرفة والخبرات.
المفارقة أن “نفسانيون” في نسخته الأولى عرض للبيع مكتبته الخاصة. تقول هبة خليفة: “نجاحنا في النسخة الأولى عزز ثقة دور النشر بنا. ليس الطلاب وحدهم المقبلون على كتب علم النفس، فالقراءة النفسية ليست حكراً عليهم. نحن نعمل ليكون الجمهور بالكامل متمتعاً بالثقافة النفسية، وتضييق الفجوة بين المتخصص والعامة. فمن يتمتع بالثقافة النفسية ويحرص على صحته النفسية، فهذا ينعكس إيجاباً على إنتاجه وعلاقاته بمحيطه. اهمّ انجازاتنا أنه بات لعلم النفس معرضاَ متخصصاً، وهذه سابقة. ونحن في “نفسانيون” نهتم بالإضاءة على اهمية اختصاصنا”.
ماذا عن الاهتمام بترجمة كتب علم النفس إلى العربية؟ تقول خليفة: رسالتنا من البدء أن ننقل علم النفس من الإنكليزية والفرنسية إلى العربية ليصبح بمتناول الجميع. ونهتم بتعريب مصطلحات علم النفس، خاصة وأن كل من البلدان العربية يعرِّبها بشكل مختلف عن الآخر. لا ندّعي أننا نقوم بالمهمة على مستوى عربي جامع، لكن اقله في بلاد الشام من فلسطين والأردن وسوريا ولبنان.
تتحدث هبة خليفة عن معرض الكتاب بالقول: أصدر “نفسانيون” إلى الآن ستة كتب. ولبينا حاجة الطلاب للاختبارات والمقاييس، في ظل اسعارها الخيالي.
ماذا عن سلسلة المحاضرات التي تخللت يومي فعالية “لآخر نفس”؟ تقول هبة خليفة: محاضرون مخضرمون وأساتذة كبار في علم النفس أغنوا الفعالية بينهم البروفسور عباس مكي، والبروفسور مصطفى حجازي، ونقيبة المعالجين النفسانيين الدكتورة ليلى عاقوري الديراني.
تؤكد هبة خليفة أن الهدف الذي يعمل عليه “نفسانيون” ليس مستنسخاً عن أي من الجمعيات أو الروابط التي تجمع المعالجين النفسيين في لبنان. تقول: نحن تجَمّع لا يبغى الربح، وتمويلنا ذاتي، ونحن نرغب بحريتنا في العمل، فالحرية صنو الإبداع وهذا ما ننشده. جميعنا متطوع، ولسنا رهائن الموظفين والرواتب.
رداً على سؤال عن مدى اقبال اللبنانيين على العلاج النفسي؟ تقول هبة خليفة: لا احصاءات رسمية في لبنان، إنما يومياً يتواصل كثيرون مع “نفسانيون” طلباً للعلاج النفسي. وهؤلاء نوجههم إلى موثوقين من المعالجين لديهم إذن مزاولة المهنة من وزارة الصحة، ومنتسبون للنقابة. نسبة طالبي العلاج النفسي في صعود حاد، والمشكلة في كلفة العلاج المرتفعة.

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى