ميشال عون يغادر قصر بعبدا إلى مقرّ إقامته في الرابية.. وهذه أبرز محطات عهده
عربي تريند_ غادر الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأحد، قصر بعبدا الجمهوري إلى مقرّ إقامته في منطقة الرابية معقله الحزبي وسط تجمع مناصريه، وذلك عشية انتهاء ولايته الاثنين 31 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، بعد عهدٍ استمرّ 6 سنواتٍ وشهد أزمات غير مسبوقة في تاريخ البلاد ومحطات استثنائية يتقدّمها انهيار العملة الوطنية، ووقوع أحد أكبر الانفجارات غير النووية في تاريخ العالم.
ولم ينتخب لبنان بعد خليفة لميشال عون بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية طيلة 4 جلسات، بفعل تعطيل “حزب الله” وحلفائه النصاب القانوني، وهو الفراغ الثالث الذي تعيشه الرئاسة الأولى بعد اتفاق الطائف (عام 1989) وبعد عهدي إميل لحود وميشال سليمان.
وينتخب رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية، ويجرى انتخابه، بحسب الدستور، بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، أي ما يعادل 86 نائباً من أصل 128، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي، أي 65 نائباً، وتدوم ولايته ست سنوات ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد ست سنوات على انتهاء ولايته، علماً أن رئيس البرلمان نبيه بري يجتهد في نصاب الجلسات، والرئيس ينتخب بالتوافق السياسي المسبق بعيداً من اللعبة الديمقراطية.
ميشال عون، وهو الرئيس الـ13 للبنان (منذ عام 1943)، والرابع بعد اتفاق الطائف، انتخب رئيساً للبلاد في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 بعد فراغ لأكثر من عامين، منذ انتهاء ولاية ميشال سليمان عام 2014، وذلك بعد تعطيل “التيار الوطني الحر”، برئاسة النائب جبران باسيل (صهر عون) و”حزب الله” و”حركة أمل” برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، جلسات الانتخاب، حتى حصول التسوية الرئاسية بأبرز أركانها، باسيل ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من خلال تفاهم معراب (مقرّ جعجع).
عون الذي ولد في 30 سبتمبر/ أيلول 1933 عاد من منفاه الفرنسي (انتقل إلى باريس في 13 أكتوبر 1990 بعد الاجتياح السوري لقصر بعبدا)، في 7 مايو/أيار 2005 إلى بيروت عقب انسحاب قوات النظام السوري من لبنان، وذلك غداة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005. وانتخب نائباً في البرلمان في 12 يونيو/ حزيران 2005، وانتخب في 18 سبتمبر 2005 رئيساً لحزب التيار الوطني الحر.تقارير عربية
أبرز محطات عهد الرئيس ميشال عون
- إقرار الموازنة العامة عام 2017 بعد غياب 12 عاماً، رغم انتقادات بعدم دستوريتها وجدواها الاقتصادية.
- إقرار قانون انتخابي جديد على أساس النظام النسبي، قسّم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية ويقوم على الصوت التفضيلي، وأجريت الانتخابات على أساسه للمرة الأولى في مايو 2018، وتمكّن المغترب اللبناني للمرة الأولى من الاقتراع في مكان إقامته.
- في 9 يناير/ كانون الثاني 2017 كانت السعودية أول زيارة خارجية لعون، قبل أن يدخل في قطيعة غير مسبوقة في تاريخ البلاد مع المملكة وعدد من دول الخليج، عزّزها ارتفاع عمليات تهريب المخدرات إلى المملكة ودول خليجية، ويُتهم بالوقوف وراءها حزب الله، والإشكالات التي أحدثتها تصاريح وزيري الخارجية الأسبق شربل وهبة والإعلام جورج قرداحي، وكانت لموقف الأخير في أكتوبر 2021 حول حرب اليمن تداعيات قاسية بقطع السعودية ودول خليجية علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع لبنان قبل استئنافها في إبريل 2022، علماً أن ما حصل ارتد باستقالة قرداحي في ديسمبر/ كانون الأول 2021، في حين زار وزير خارجية الكويت أحمد ناصر المحمد الصباح لبنان في يناير/ كانون الثاني 2022 ومعه مبادرة من 12 بنداً لإعادة بناء الثقة مع دول الخليج.
- استقالة رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري من رئاسة الحكومة في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 بتصريح متلفز أطلّ به من الرياض، بيد أن الرئيس عون رفض الاستقالة، وغمز حزب الله من قناة اعتباره معتقلاً ومرغماً على تقديم استقالته التي تذرع بأن من أسبابها خشيته من تعرضه للاغتيال، وسيطرة حزب الله والنظام الإيراني على الحكم، فغادر الحريري إلى فرنسا والتقى الرئيس ماكرون قبل أن يعود إلى المملكة فلبنان ويعاود مهامه.
- في 19 أغسطس/ آب 2017 أطلق الجيش اللبناني معركة فجر الجرود لتحرير مناطق لبنانية على الحدود من سيطرة التنظيمين الإرهابيين “داعش” و”جبهة النصرة”.
- وقّع لبنان في 9 فبراير/ شباط 2018 عقوداً مع تحالف الشركات البترولية “توتال” الفرنسية، و”إيني” الإيطالية، و”نوفاتيك” الروسية (خرجت عام 2022 بفعل العقوبات الأميركية وحلّت مكانها شركة قطرية)، للتنقيب عن النفط والغاز في مياهه الإقليمية في البلوكين 4 و9، وأعلن عون دخول لبنان نادي الطاقة، علماً أن الرقعة 4 تبيّن أنها جافة، في حين لم تبدأ الأعمال في الرقعة رقم 9 لأسباب عدة، أبرزها أمنية بفعل اعتبار البلوك متنازعاً عليه مع إسرائيل.
- في 20 يناير 2019 استضاف لبنان القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية، ولم يحضرها على المستوى الرسمي العالي إلا قائدان عربيان، هما أمير قطر الشيخ تميم بن حميد، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
- في 15 أكتوبر 2019 اندلعت أكبر حرائق في تاريخ لبنان، وسط صعوبة في إطفائها نظراً لغياب الإمكانات والمعدات والطائرات اللازمة.
- في 17 أكتوبر 2019 اندلعت انتفاضة 17 تشرين احتجاجاً على رفع تعرفة خدمة المكالمات عبر “واتساب” وتوسّعت رقعة الاحتجاجات وامتدت أسابيع طويلة، أقفلت فيها المصارف للمرة الأولى وبدأ مسار ارتفاع سعر صرف الدولار التصاعدي وانهيار العملة الوطنية.
- في 29 أكتوبر 2019 استقال سعد الحريري عقب الاحتجاجات في الشارع اللبناني التي طاولت للمرة الأولى معاقل حزبية، خصوصاً في بيئة حزب الله وحركة أمل.
- في 21 فبراير/ شباط 2020 سجّلت أول إصابة بكورونا في لبنان، بينما كان القطاع الاستشفائي يعاني من تدهور حادّ ونقص في المستلزمات والاودية نتيجة الأزمة الاقتصادية، فيما ساهمت الجائحة بخسائر اقتصادية كبيرة طاولت مختلف القطاعات، خصوصاً السياحية والتجارية عقب قرارات إقفال البلاد.
- في 7 مارس/ آذار 2020 أعلن لبنان تخلفه عن سداد مستحقات الديون السيادية الأجنبية.
- في 4 أغسطس/ آب 2020، وقع انفجار مرفأ بيروت؛ أحد أكبر الانفجارات غير النووية في تاريخ العالم، وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصاً، وآلاف الجرحى والمشردين وألحق خسائر مادية كبيرة في العاصمة والمناطق المحيطة، وكان المسؤولون يعرفون بوجود نيترات أمونيوم في المرفأ ولم يتحركوا فيما عمدوا إلى عرقلة التحقيقات المتوقفة منذ 23 ديسمبر 2021، وشهدت البلاد سلسلة تظاهرات عقبه كانت الأعنف بوسائل المواجهة التي اعتمدتها الأجهزة الأمنية. وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر من مرة وجمع قادة البلاد على طاولة واحدة في خطوة اتهم بأنه عوّم بها السياسيين.
- في 14 أكتوبر 2020 انطلقت المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية الجنوبية في الناقورة بوساطة أميركية ورعاية أممية وامتدت 5 جولات قبل أن تتوقف أكثر من سنة ومن ثم يتوصل الطرفان لاتفاق وقع نهائياً في 27 أكتوبر 2022.
- في 24 يناير 2022، أعلن سعد الحريري اعتزاله الحياة السياسية وعدم مشاركة تياره “المستقبل” في الانتخابات النيابية للمرة الأولى منذ تأسيسه وغادر البلاد. وبدأت أنباء تتحدث عن عودته بعد انتهاء ولاية عون.
- في 15 مايو 2022 شهدت البلاد انتخابات نيابية حافظت فيها السلطة على مواقعها وعلى المراكز الأساسية، خصوصاً على مستوى رئاسة البرلمان التي بقيت في يد نبيه بري، بيد أن أي فريق لم ينل الأكثرية النيابية، في حين ظهر نواب تغييريون برزوا في الانتفاضة لكن سرعان ما تزعزع تكتلهم النيابي.
- في 7 إبريل 2022 توصل لبنان إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي وتعهد فيه بجملة إصلاحات لم ينفذها باستثناء بعض البنود التي أتت على حساب الشعب اللبناني وحمت المسؤولين السياسيين والمصارف.
- وفي عهد عون، أقرّت سلسلة الرتب والرواتب بعد تظاهرات شهدتها البلاد التي كانت لها انعكاسات كبيرة على البلد باعتبار أنها أتت عشوائية ولا يزال لبنان يدفع ثمنها حتى تاريخه، كذلك شهد القطاع العام في الفترة الماضية سلسلة إضرابات شلّت المرفق العام، وانضم إليه القضاة للمطالبة بتصحيح الرواتب.
- وشهد عهد عون أيضاً انهيار العملة الوطنية وفقدانها أكثر من 90 في المائة من قيمتها، فوصل الدولار إلى أكثر من 40 ألف ليرة، فكان أن ارتد غلاء غير مسبوق بأسعار المواد الغذائية والسلع التجارية والمحروقات، خصوصاً بعد رفع البنك المركزي الدعم عنها، ما أدى إلى تراجع كبير في القدرة الشرائية، كما كان تمدد السوق السوداء، والمهربين والتجار والمحتكرين والمخزنين.
- وسجل أيضاً ارتفاع كبير في معدلات الهجرة والبطالة والفقر والجوع، وبينما برزت أزمة جوازات السفر، ارتفعت ظاهرة الهجرة غير الشرعية بحراً، خصوصاً شمالاً، فكانت قوارب الموت التي طبعت سواداً في الساحة الشعبية، وكذلك وقع انفجار التليل في شمال لبنان نتيجة تخزين المحروقات.
- وبينما لا تزال المصارف تحتجز ودائع الناس منذ عام 2019، برزت أسعار صرف عدة، فاقمت معاناة اللبنانيين وألحقت بهم خسائر كبيرة بحصولهم على ودائعهم الدولارية بأقل من قيمتها الفعلية، في حين شهدت المصارف سلسلة اقتحامات من قبل المودعين لاستيفاء الحق بالذات، ما دفع المصارف إلى الإقفال والإضراب واتخاذ إجراءات حادة قيدت حركة المودعين ومعاملاتهم.
- وبلغت أزمة الكهرباء أوجها في عهد عون فكانت العتمة الشاملة، والتقنين الحاد، ما استغله أصحاب المولدات الخاصة، خصوصاً بعد رفع الدعم عن المازوت لتصبح التعريفات بالدولار أو بأسعار تفوق المليون ليرة لخمسة أمبيرات فقط.
- كذلك، كانت أزمة النفايات، وطوابير الذل على محطات المحروقات والأفران والصيدليات، وسجلت إشكالات كثيرة في المحلات التجارية حتى بين المواطنين، وأيضاً سجلت إشكالات في المستشفيات نتيجة عدم استقبال المرضى واشتراط الدفع المسبق. وقد شهد القطاع الاستشفائي تراجعاً كبيراً على مستوى الخدمات، وارتفاع أسعار الفواتير الاستشفائية، وزيادة في هجرة الأطباء والكادر التمريضي والطبي، مع تسجيل انقطاع حاد في الأدوية ومن ثم ارتفاع كبير في أسعارها.
- وبدل الإصلاحات ومحاسبة المسؤولين على هدر المال العام، عمدت وزارة الاتصالات إلى رفع التعرفة أكثر من 3 أضعاف بينما لا تزال الخدمات متردية، في حين أقر الدولار الجمركي بـ15 ألف ليرة بينما كان على سعر الصرف الرسمي، الذي تتجه الدولة لاعتماده أيضاً على سعر 15 ألفاً.
- وبحسب “الدولة للمعلومات”، انقضى من عهد عون 949 يوماً في ظل 4 حكومات تصريف أعمال، أي ما يمثل 43.3% من أيام العهد التي بلغت 2191 يوماً، إضافة إلى اعتذارين عن التأليف، للسفير اللبناني الأسبق لدى ألمانيا مصطفى أديب، وسعد الحريري. علماً أن الحكومات الأربع التي شكّلت، اثنتان منها للحريري، وثالثة لحسان دياب ورابعة لنجيب ميقاتي، مع تكليف ثانٍ له في 23 يونيو 2022 لكنه لم يتمكن حتى الساعة من تأليف حكومته.
- كذلك، كانت للعهد أرقام غير مسبوقة تاريخياً في قمع الحريات، إذ تقول الباحثة في مؤسسة سمير قصير “سكايز” (مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية) وداد جربوع لـ”العربي الجديد” إن المركز رصد أكثر من 800 انتهاك إعلامياً وثقافياً في عهد الرئيس عون، مشيرة إلى أنه عهد قمع حرية التعبير وكمّ الأفواه.
- وفي 5 أكتوبر، سجل لبنان أول حالة كوليرا منذ عام 1993 للاجئ سوري شمالاً قبل أن تتسع رقعة الحالات على مستوى مناطق لبنانية في ظل تردٍّ كبير بمستوى الخدمات والبنى التحتية.
- وفي 26 أكتوبر، استأنف لبنان تنفيذ خطة العودة الطوعية للاجئين السوريين (عددهم الرسمي في لبنان مليونان و80 ألفاً) التي انطلقت عام 2017، في ظل قلق دولي من ترحيل قسري وغير آمن نظراً للانتهاكات المستمرة للنظام السوري للاجئين عند عودتهم، وقد ضمت الدفعة الأولى نحو 750 لاجئاً، على أن تستكمل الأسبوع المقبل، علماً أنه تمت إعادة 540 ألف لاجئ منذ عام 2017، في حين شهدت هذه الفترة ارتفاعاً للخطاب التحريضي السياسي ضد اللاجئين، ورفع لبنان حدة هجومه على المجتمع الدولي والمنظمات المعنية.
- وفي 28 أكتوبر، توصّل لبنان إلى صيغة اتفاق مع قبرص على الحدود البحرية، في حين أرجئت زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق لبحث الترسيم شمالاً بحجة عدم التنسيق، وجدول النظام السوري المزدحم.