أنغام في برنامج حواري… شاهدة أكثر من مقدمة
عربي تريند_ لم تخطئ أنغام في القبول أخيراً بتولي كرسي التقديم التلفزيوني، وذلك على غرار ما فعل عدد من زميلاتها خلال سنوات طوال كأصالة ولطيفة وشيرين. اقتنعت أنغام بدخول عالم التلفزيون وتولي مسؤولية برنامج كامل، في محاولة بدت لها “عجيبة”، بعدما فضلت لسنوات الابتعاد عن هذه الخطوة رغم العروض الكثيرة. لكنها وافقت أخيراً وصوّرت في القاهرة 13 حلقة من برنامج يحمل اسمها “أنغام” بدأ عرضه قبل أيام على شاشة DMC المصرية.
في الشكل، ربما لم تخرج أنغام من تقليد بعض البرامج المشابهة لـ”أنغام”، وذلك من ناحية أدوات الاستديو، والفرقة الموسيقية، والمسرح الصغير، والإضاءة الخافتة، وخلفية صور، وألبومات لـ”عمالقة الزمن الجميل” من أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من الملحنين. أما في المضمون، فبدت المحاولة جادة، إذ تحاور أنغام بشغف في مواضيع متعددة، مثل تحول الأزمنة الفنية، ورأيها في مسار زملائها، كإعجابها مثلاً بكليب “سهروني الليل”، وهي أغنية من ألحان عمرو مصطفى وإخراج شريف صبري. وكان من أوائل الكليبات العربية التي تطرح مشاركة رسوم متحركة بطريقة مبتكرة جداً.
في الحلقة الثانية التي استضافت فيها المطرب مدحت صالح، لم تخرج أنغام عن أدبياتها وتحفظها. إذْ بدت وكأنّها المعدة للمقدمة، أو للبرنامج عموماً، وكأنّها لم تلتزم بالبنية الخاصّة بتوقيت الحلقة ومحاورها الرئيسية. بل على العكس ظهرت وكأنها تجلس في منزلها في التقديم أو الكلام عن الفنان مدحت صالح، والذي بادرها بعبارات تؤكد علاقتهما الطويلة، كالحديث عن الذكريات الطويلة التي ذكرها صالح عن بدايات أنغام في المسرح القومي، مؤكداً أن إجابة واحدة تأتي اليوم لدى سؤال البعض عن أصوات مصر في هذه الفترة، وأنغام هي “الحيلة”، كما قالها مثنياً على فنها وأغنياتها.
قد يجد البعض سيلاً من المجاملات في مثل هذا النوع من البرامج، خصوصاً إذا كانت علاقة صداقة تربط الفنان الضيف بضيفه. الأمر نفسه حصل في “صولا” للمغنية السورية أصالة نصري، والتي كانت تتفنن في حوار الصداقة الذي يربطها بضيوفها، حتى أولئك الذين لم ترتبط بصداقة معهم، إذْ كانت تبالغ بكيل المديح والتهليل لهم لمجرد أنهم ضيوفها. تبدو أنغام في برنامجها شاهدة على بدايات ونشأة زملائها. حكايات البداية مع الفنان مدحت صالح تستعيد أنفاس الذاكرة لثمانينيات القرن الماضي. سير ذاتية تخرج من كونها مذكرات، بل تتحول لنوع من شهادات أصحابها على أواخر الزمن الجميل، كتعارف مدحت صالح على الموسيقار الراحل بليغ حمدي، ومواكبة أنغام تلك الحقبة كونها تربّت في منزل فني غني بالثقافة والموسيقى والغناء والألحان.
في الغناء ضمن الحلقة، لا تستعرض أنغام عضلاتها، ولا تفوقها في الأداء والصوت، بل تُماشي ضيفها بما هو عليه. غياب تام للخروج عن النوتة، في ظل تأرجح بعض ضيوفها عن ذلك، كما حصل في الحلقة الأولى مع راغب علامة الذي بدا استعراضياً، يحاول أن يتماشى مع طبقة أنغام الصوتية في أغنية “توبة” كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي.