الدراما السعودية: أهلاً بالمسلسلات التركية
عربي تريند_ تحسّنت في السنوات الأخيرة عجلة الإنتاج السعودي، خصوصاً على صعيد الدراما المحلية. وبلغ مجموع الأعمال التي صوّرت هذا العام حوالي 18 عملاً، عُرض منها أكثر من 12 مسلسلاً في موسم رمضان 2022. ورغم زحمة الإنتاج فإنّ آراء النقاد في السعودية وخارجها اختلفت: منهم من رأى في الأعمال خطوة إلى الأمام في مجال صناعة المسلسلات، بينما رأى آخرون أن الأعمال تحمل ازدواجية في الأفكار المطروحة، إلى جانب تكرار القضايا المُعالجة.
طبعاً ليست صناعة الدراما مستجدّة على السعودية، إذ عرفت السنوات السابقة، حتى قبل الانفتاح الفني والثقافي الذي شهدته المملكة أخيراً، إنتاج مجموعة من المسلسلات، خصوصاً الاجتماعية الكوميدية الساخرة، بعيداً عن شكل الدراما العربية التقليدية، القائمة على قصص الحب “الجادة” والمتوقعة.
ثمّ جاء إنشاء هيئة الترفيه السعودية وما رافقها من حركة نشطة على الصعيد الفني، لتعطي المسلسلات دفعة إضافية، وإن بشكل أبطأ من باقي القطاعات الفنية، كقطاع الحفلات أو صناعة السينما أو الإنتاج الموسيقي. وقد انعكست هذه الدفعة على نوعية وأعداد الأعمال المنتجة سنوياً، وآخرها نسخة سعودية من المسلسل التركي الشهير “حب للإيجار”، الذي لاقى نجاحاً كبيراً في العالم العربي عند عرضه عام 2018، ولا يزال يحتلّ مراتب متقدمة بين الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة “شاهد”. المسلسل الجديد سيكون سعودياً بحتاً بلا مشاركات عربية، عكس السائد في الدراما العربية، حيث تستند شركات الإنتاج عند تعريب فورمات تركي أو أجنبي إلى ممثلين من دول عربية مختلفة، في محاولة للوصول إلى شريحة أكبر من المشاهدين.
وبحسب المعلومات الأولية فإنّ العمل سيصوّر في إسطنبول، على أن يلعب دور البطولة الممثل السعودي مهند الحمدي، بينما تمتدّ أحداث العمل على 60 حلقة.
ولعلّ المفاجئ في هذا المسلسل تحديداً أن الاتفاق كان مختلفاً في البداية، إذ كان سينفّذ مع ممثلين سوريين ولبنانيين، كأغلب الأعمال التركية المعرّبة، وهم الممثل السوري مكسيم خليل ومواطنته شكران مرتجى، والممثل اللبناني طلال الجردي، وكان من المتوقع أن يبدأ التصوير في تركيا هذا الشهر، لكن القرار السعودي النهائي كان بتحويل العمل إلى نسخة سعودية فقط، من دون مشاركة عربية.
طبعاً تملك السعودية عبر منصة شاهد (مملوكة لمجموعة mbc) شاشة العرض الأنجح والأكثر انتشاراً في العالم العربي. وهي قادرة على الترويج لأعمالها بشكل يضمن نجاح أغلبها. فبعدما كانت المجموعة السعودية تمتلك حقوق عرض أنجح المسلسلات الرمضانية ها هي تفتح منصتها لعرض الأعمال طيلة أيام السنة، وتقدّم كل شهر مجموعة إنتاجات جديدة لمشتركيها. وقد شكّلت غزارة العرض هذه باباً واسعاً للدراما السعودية، لتجد بدورها هي الأخرى خطواتها الأولى نحو الانتشار العربي. سينما ودراما
هذا التحوّل في تعريب المسلسلات لجعلها سعودية، بعيداً عن الخليط العربي، هل يضع حداً للصيغة التي اعتادها المشاهد في السنوات الأخيرة؟ إذ درجت الأعمال المشتركة والمعرّبة من مسلسلات أجنبية قبل عقد ونيف، وكان لمسلسل “مطلوب رجال”، للمخرجين حاتم علي وسامر البرقاوي وسامي الجندي (90 حلقة) ومن بطولة سامح الصريطي ونادين نسيب نجيم، وجمانة مراد، إلى جانب مسلسل “روبي “للمخرج رامي حنا (60 حلقة) من بطولة سيرين عبد النور ومكسيم خليل وأمير كرارة، الدور الأساسي في انتشار هذا النوع من الأعمال في المشرق العربي والخليج ومصر وحتى المغرب العربي.
وفي انتظار عرض المسلسل الجديد، فإن آفاق التعاون بين السعودية وتركيا على الصعيد الفني يبدو أنها تتوسّع، سواء لناحية شراء مسلسلات ودبلجتها أو شراء حقوق أخرى وتحويلها إلى نسخ عربية خالصة.