دخول قافلة مساعدات إنسانية إلى إدلب عبر مناطق النظام
عربي تريند_ وصلت، ظهر اليوم السبت، قافلة مساعدات أممية إلى مدينة إدلب عبر مناطق التماس مع قوات النظام السوري، وذلك بالتزامن مع غارات جوية روسية، وقصف مدفعي لقوات النظام.
وتتكون القافلة من 16 شاحنة مُحمّلة بالمواد الإغاثية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي، ووفق مراسل “العربي الجديد”، وقد دخلت من مناطق سيطرة النظام السوري إلى مناطق سيطرة المعارضة عبر معبر الترنبة في ريف إدلب الشرقي، وسط انتشار أمني لعناصر “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على معظم المحافظة.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن القافلة هي الثانية بعد تمديد قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود في يوليو/ تموز الماضي، مقدمة من برنامج الأغذية العالمي والسابعة منذ بدء دخول أول قافلة وفق الآلية المذكورة.
وأعلن “برنامج الأغذية العالمي” أن “هذه العمليات مكملة للمساعدات المقدمة عبر الحدود، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2642″، مشيراً إلى التزامه بتقديم المساعدات الغذائية إلى 1.4 مليون شخص في شمال غرب سورية، يعتمدون بشكل أساسي على تلك المساعدات.
وكان البرنامج أعلن مطلع أغسطس/ آب الماضي دخول قافلة تضم 14 شاحنة تحمل حصصاً غذائية منها، دقيق القمح، ومكملات غذائية من حلب إلى مستودعات البرنامج في سرمدا بإدلب.
وعبّر فريق “منسقو استجابة سورية” عن مخاوفه من دخول هذه القافلة، والتي قال إنها مشابهة للقافلة الأممية الأولى التي دخلت عبر معبر باب الهوى، مما يعني أن دخول المساعدات الإنسانية بات بشكل متزامن، ضمن مبدأ واحد مقابل واحد، أي يقابل كل إدخال للمساعدات من معبر باب الهوى إدخال مماثل من مناطق سيطرة النظام، إذ يسعى النظام إلى حصر دخول المساعدات عبره فقط، وإلغاء الدخول عبر معبر باب الهوى.
وأوضح الفريق أنه منذ الإعلان عن القرار الأممي الجديد لإدخال المساعدات الإنسانية لم تعبر إلى المنطقة سوى قافلتين، الأمر الذي يظهر التجاهل الكبير للاحتياجات الإنسانية المتزايدة وذلك بعد شهر تقريباً منذ بدء تطبيق القرار، وبالتالي فإن القوافل الإنسانية أصبحت تحت رحمة التجاذبات السياسية الدولية.
وقال محمد حلاج مدير الفريق لـ” العربي الجديد”، إن دخول قافلة اليوم وخلافا للقوافل السابقة تزامن مع غارات روسية على إدلب “وهذا أمر معيب”، معتبرا أن دخول القوافل عبر مناطق النظام ليس له قيمة حقيقية، وله فقط أهداف سياسية تخص النظام وروسيا.قضايا وناس
ورأى حلاج أنه كان الأولى من الجهات المسيطرة في إدلب منع دخول القافلة بسبب الغارات الجوية، و”كأن المشكلة التي يعاني منها السكان المدنيون في المنطقة هو تأمين الغذاء فقط، متناسين أن الخروقات المستمرة ومنع عودة النازحين هي القضية الأساسية”.
ولفت حلاج إلى العراقيل الكبيرة التي يضعها النظام السوري وروسيا أمام دخول القوافل الإنسانية عبر خطوط التماس، إضافة إلى استغلال المساعدات الإنسانية من قبل النظام في تمويل عملياته العسكرية ضد المدنيين.
ويتهم ناشطون “هيئة تحرير الشام” بالموافقة على دخول القوافل من مناطق النظام بهدف كسب الشرعية، من خلال توليها حماية القوافل الأممية وإدخالها عبر مناطق النظام، متجاهلة أن ذلك كان يصب في مصلحة النظام وروسيا، ويوفر لهما مجالاً للمراوغة ومحاولة تقويض آلية دخول المساعدات “عبر الحدود”.