قصف سوري – روسي على ريف إدلب شمال غربي سوريا… والدفاع المدني يوثق 138 هجوماً
عربي تريند_ واصلت قوات النظامين السوري والروسي، أمس الجمعة، هجماتها الصاروخية والمدفعية على إدلب والأرياف القريبة منها في ريف اللاذقية، بينما ردت الفصائل المسلحة باستهداف مواقع وتجمعات قوات النظام السوري في بلدة صلنفة بريف اللاذقية، وقرية ناعورة جورين في ريف حماة، وريف حلب حيث قتل عنصر من قوات النظام.
وقال نائب مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى، في اتصال مع «القدس العربي» إن قوات النظام السوري، استهدفت بقذائف المدفعية، بلدات الغانية والسرمانية والشيخ سنديان والعنكاوي والقرقور، والزيارة وقسطل الروج ودوير الأكراد غربي إدلب، وأطراف البارة وبينين ومنطف جنوبي المحافظة. معتبراً أن «هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف المدنيين وتهدد استقرارهم في المنطقة هي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة والوقوف بوجه مرتكبي هذه الجرائم الممنهجة بحق السوريين، ومحاسبتهم عليها».
قصف عشوائي
وقال المسؤول لدى الدفاع المدني إن «القصف العشوائي جاء بعد يوم دام وليلة صعبة عاشتها إدلب، نتيجة مجزرة مروعة ارتكبتها القوات الروسية التي استهدفت منشرة للحجارة ومنزلاً ملاصقاً لها، في قرية حفسرجة غربي إدلب بثلاث غارات جوية ما أدى لمقتل 7 مدنيين بينهم طفلان، وإصابة 10 آخرين بينهم 4 أطفال، أغلب الضحايا عمال في المنشرة، وذلك بموازاة قصف مشابه حيث «شنت الطائرات الحربية الروسية أكثر من 10 غارات جوية على أطراف قرية الغفر في سهل الروج غربي إدلب، بالتزامن مع استهدف المنطقة بصاروخ أرض ـ أرض (9M79 Tochka) يحمل قنابل عنقودية نوع (9n24)، ما أدى لإصابة 5 أشخاص بجروح».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام المتمركزة في ناحية جورين بريف حماة الشمالي الغربي، نفذت قصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف قرى العنكاوي والزيارة والسرمانية بسهل الغاب بريف حماة، وقريتي غانية والشيخ سنديان في ريف إدلب الغربي، وتلال كبانة في ريف اللاذقية الشمالي.
ورداً على المجزرة التي ارتكبها الطيران الحربي الروسي، في ريف إدلب، الخميس، قصفت الفصائل المسلحة مواقع قوات النظام السوري، حيث قتل عنصر برصاص الفصائل، قنصاً، على محور الفوج 46 بريف حلب الغربي. وحسب المرصد السوري، فإن غرفة عمليات «الفتح المبين» استهدفت مواقع وتجمعات قوات النظام في بلدة صلنفة بريف اللاذقية، وقرية ناعورة جورين بريف حماة الشمالي الغربي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
تدمير المدارس
في غضون ذلك، نشرت مديرية الدفاع المدني السوري، سلسلة تغريدات الخميس الذي يصادف إحياء «اليوم العالمي لحماية التعليم» مشيرة إلى أن قوات النظام السوري شنت بدعم روسي أكثر من 138 هجوما على مدارس ومبان تعليمية في شمال غربي سوريا، منذ شهر نيسان 2019.
وقال المتطوع لدى الدفاع المدني توفيق الأسعد إن «حرب النظام وروسيا تركت دمار كبير بالمدارس يلي كانت تستهدفها طوال السنوات بمناطق شمال غربي سوريا، منحاول من خلال أعمالنا المساعدة في ترميم المدارس وإعادة تأهيلها وتقديم كل الخدمات الممكنة، على أمل ينتهي القصف، ويتلقى كل الطلاب تعليم جيد ضمن بيئة آمنة وصحية».
وأضافت المنظمة «دمر نظام الأسد وروسيا آلاف المدارس في سوريا بهجمات ممنهجة، منذ عام 2019 حيث استجاب الدفاع المدني السوري، لأكثر من 138 هجوماً لقوات النظام وحليفها الروسي على مدارس ومنشآت تعليمية في شمال غربي سوريا، وكانت الهجمات موزعة على 89 هجوماً في عام 2019، و40 هجوماً في 2020، وأكثر من 7 هجمات في عام 2021، وهجوم واحد في عام 2022».
وثمنت المنظمة كل الجهود الداعمة لاستمرار عملية التعليم التي تعد الاستثمار الأكبر في الإنسانية مطالبة بمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهما في سوريا واستهدافهما الممنهج للمدارس.
وتسببت العمليات العسكرية والقصف الممنهج الذي تقوم به روسيا وقوات النظام، بتضرر آلاف المدارس منذ عام 2011، كما تعرض شمال غربي سوريا منذ 2019 لحملات عسكرية متواصلة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في آذار 2020 لكن الاتفاق لم يوقف الهجمات بشكل نهائي وإنما تراجعت حدتها نسبيًا.
ووفقاً لتقارير منظمة اليونيسف، يوجد أكثر من 2.4 مليون طفل سوري غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40% تقريباً من الفتيات، ومن المرجح أن يكون العدد قد ارتفع. وتقول المنظمة إن 6.1 مليون طفل سوري في حاجة إلى المساعدة، مضيفة أن تزايد الفقر ونقص الوقود وارتفاع أسعار المواد الغذائية تجبر الأطفال على تركهم المدرسة والتوجه إلى العمل.
نتائج كارثية
وتحدثت المنظمة عن تهديد مستقبل جيل من الأطفال نتيجة استهداف المرافق التعليمية، ما قد يخلف نتائج كارثية تبقى لعقود قادمة، حيث أوضحت أن «التعليم في سوريا يشبه أي تفصيل آخر أنهكته سنوات الحرب، وبات ندبة واضحة، ويدفع الأطفال ثمن ذلك فاتورة باهظة من مستقبلهم».
ولم تكن الهجمات المباشرة للنظامين السوري والروسي، واستهداف المدارس هي الخطر الوحيد الذي يواجه الطلاب، لكن نزوحهم المتكرر خلّف آثارًا كارثية، وخاصة أن موجات النزوح تزامنت مع تصعيد عسكري، ودمار البنى التحتية، وعدم القدرة على استيعاب أكثر من مليون ونصف مليون مدني نزحوا خلال فترة قصيرة، ما أدى لتوقف التعليم نحو عام كامل بسبب الخوف أيضاً من استمرار استهداف المدارس. وحسب مديرية التربية في إدلب، التي تضم مناطق إدلب وريف حلب الغربي، يبلغ عدد المدارس أكثر من 1200 مدرسة تختلف حالتها الأمنية، فمنها الآمن، ومنها الآمن نسبياً، ومنها الخطر، إذ خرج عدد كبير منها عن الخدمة لقربها من خطوط التماس.