الغارديان: للملك تشارلز الثالث آراء وشغف.. لكن هذه هي وظيفته الأولى
عربي تريند_ تحت عنوان “للملك تشارلز الثالث آراء وشغف، لكن وظيفته الأولى هي إصلاح صورة النظام الملكي”، اعتبر الكاتب سايمون جينكينز في مقال بصحيفة “الغارديان” أن الملك تشارلز الثالث قضى أكثر من سبعة عقود من حياته في ظل والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية. كما أنه تدرب على كل تفاصيل دور الجالس على العرش. ويعرف أن الأمة كانت تنظر للملكة على أنها صورة مجيدة للملكية الدستورية، وأنه لن يحكم طويلا ولن يخون ميراث أمه. واعتبر الكاتب أنه عند هذه النقطة فإن أي مقارنة بين الملك تشارلز والملكة إليزابيث ستنتهي. والسبب حسبه هو “أن وظيفة الملك اليوم أصبحت شكلية إن لم تكن روبوتية، لكنها عمل يقوم به إنسان. وسيتمكن تشارلز من مواصلة عمل أمه والقيام بالواجبات المملة والتوسط وبروح من الدعابة. كما أن نضجه خفف من مخاوف سوء التصرف أو الشائعات التي لاحقته في شبابه”.
لكنه يرى أنه “في النهاية تظل الأم والابن شخصيتين مختلفتين. وهذا مهم من الناحية الدستورية والدور الموكل للملك وتعامله مع الحكومة والبرلمان، ومن المتوقع أن يحترم الموقف غير المتحزب للملك المتجسد في الممارسة والأعراف. فقد ذهبت الأوقات التي كان الملك فيها يختار أو يدعو رئيس وزراء سيحظى بدعم البرلمان”.
يمكن لتشارلز وقف الكثير من الهراء الذي ارتبط بالعائلة المالكة في ظل والدته. وكان تحويل أبنائها وأحفادها إلى جيش من النجوم خطأ كبيرا، وربما قام تشارلز بوقف هذا
وينوه إلى أنه طبعا هناك أزمات قد تتدخل فيها الملكية كما حدث عندما فشل حزب المحافظين عام 1963 باختيار خليفة لرئيس الوزراء المريض هارولد ماكميلان. وحدثت مشاكل أخرى عام 1974 في برلمان معلق بظل إدوارد هيث وغوردون براون حيث تم التفاوض على حلها مع مسؤولي القصر بناء على الممارسة والعرف. ويذكر أنه نفس المشكلة حصلت عندما حاول بوريس جونسون في 2019 توريط القصر في منح البرلمان امتيازا غير قانوني. وفي كل هذه الحالات منع البرتوكول القصر من التدخل، لكن تشارلز قد يشعر بأن لديه استحقاقا للتدخل. وربما ظهرت مشاكل في المستقبل لأن تشارلز يحمل مواقف حول كل موضوع تحت الشمس، فآراؤه معروفة حول الطب البديل والزراعة والتغيرات المناخية والحفاظ على المباني التاريخية والمعمار. وكما هو الحال فإنه كان يقول إن مواقفه شخصية وليست ملكية، مع أنها تظل آراء.
ويلفت الكاتب إلى أن رئيس الوزراء يعقد لقاء أسبوعيا مع الملك وضمن السرية، وربما وجد تشارلز في اللقاء فرصة للتعبير عن مواقفه من الأحداث لرئيس الوزراء التعيس. ويمكن لتشارلز أن يقدم إصلاحاته في الملكية، ففي الوقت الذي كانت تريد فيه الملكة الالتزام بالتقاليد كان تشارلز يدعو إلى تخفيف الشكليات المحيطة بالعرش. وهناك شائعات بأنه يريد الانتقال من باكنغهام بالاس وتحويله إلى مكتب ملكي ومتحف والحفاظ على قصر كلارنس كمقره في لندن.
وبحسبه “يمكن لتشارلز وقف الكثير من الهراء الذي ارتبط بالعائلة المالكة في ظل والدته، وربما كانت هناك حاجة لوريث للعرش، لكن عائلة ممتدة ليست بحاجة للتمتع أو تحمل الدعاية وطريقة الحياة غير المعروفة للكثير من العائلات المالكة في أوروبا. وكان تحويل أبنائها وأحفادها إلى جيش من النجوم خطأ كبيرا، وربما قام تشارلز بوقف هذا”.
ويختم الكاتب بالقول “إن الملكية البريطانية واحدة من الأشياء المثيرة للفضول في التاريخ، فقد منحت الدولة بإرثها الإمبريالي، الكومنولث ورأس دولة مستقرا بشكل مدهش. ويمكن الدفاع عن الجانب الوراثي فيها من ناحية كونه أساسيا. والملكية هي بالضرورة تعبير عن شكل إنساني من التماسك الوطني والتبجيل المفترض، لكنها تحافظ على الاستقرار من خلال الاحترام وتجنب الجدل. والملك الجديد متفاخرو مثير للجدل، وعهده لن يكون مملا على الأقل”.