لبنان.. بري يرفض إضافة 6 وزراء إلى الحكومة ويشن أعنف هجوم على “تشاطر وتذاكي” التيار
عربي تريند_ عاد الملف الحكومي إلى الواجهة مع الزيارة الخامسة التي قام بها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، إلى قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون لاستكمال البحث في التشكيلة مع اتجاه لتعويم حكومة تصريف الأعمال واقتصار التعديل على وزيرين أو ثلاثة. ودام اللقاء في القصر حوالي ثلاثة أرباع الساعة غادر بعدها ميقاتي، مكتفياً بممازحة الإعلاميين “الرئيس بري بالجنوب ما فينا نطلع مراسيم اليوم”.
وألقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر خطاباً لم يخل من هجوم حاد على التيار الوطني الحر ورئيسه من دون تسميتهما، منتقداً عبارة “ما خلّونا”.
وقال بري “مع بداية اليوم الأول للمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية ومع بدء بروز المرشحين الطبيعيين لهذا المنصب، وهذا حق طبيعي ومشروع، ولكن ما هو ليس مشروعاً أن يعمد البعض لتصوير الأمر لدى اللبنانيين بأن نهاية الفترة الدستورية لأي سلطة هو نهاية للبنان، فيما الطبيعي أن تكون الاستحقاقات محطة أمل للبنان”.
واعتبر “أن ما ليس مشروعاً على الإطلاق الاستسلام لبعض الإرادات الخبيثة لإسقاط البلد في دوامة الفراغ”، معلناً دعمه وتشجيعه “لتذليل كل العقبات لتشكيل حكومة قادرة على مواكبة التحديات”، لكنه سأل “أما المطالبة بـ6 وزراء دولة لماذا؟ فحكومة الرئيس تمام سلام التي عاشت سنتين كل وزير فيها أصبح رئيساً للجمهورية، فهل يريدون إرجاعنا لتلك الأيام؟ ألا يكفينا ما نحن فيه؟”.
وأضاف بري “ليس مسموحاً العبث بالدستور لأهداف تلبّي مطامع أو مطامح هذا أو ذاك من المرشحين الطبيعيين”. وأكد “أن الطائف أو الدستور وجد ليطبّق، فلنحتكم إليه وهو أقصر الطرق لنجنّب الوطن الانزلاقات الخطرة. وأؤكد على ما سبق وقلته حرفياً في انتخابات رئاسة المجلس على عاتق المجلس النيابي الحالي مهمة إنقاذ لبنان وأن نكون جميعاً الـ128 صوتاً لإنقاذ المؤسسات الدستورية في مواقيتها ولإنجاز القوانين الإصلاحية التي تبدّد قلق الناس وتطمئنهم إلى حاضرهم ومستقبلهم”.
وغمز بري من قناة التيار العوني لجهة بقاء رئيس الجمهورية في بعبدا أو تعيين جبران باسيل رئيساً لحكومة انتقالية فقال “نذكّر من يحاول أن يتشاطر ويتذاكى بإعادة عجلة الزمن إلى الوراء إلى ما قبل الطائف بأن المجلس النيابي هو المؤسسة الأم التي تمثل الشعب وهو الوحيد المناط به تفسير الدستور، ومسؤولية المجلس ورئيسه فرض احترام المهل الدستورية، ونشجّع أي لقاء يمكن أن يفضي إلى توافق وطني عام، والمجلس بكل لجانه يكثّف من عمله التشريعي ويطلب من الحكومة المؤازرة لتعبيد الطريق أمام الرئيس العتيد”.
وحدّد بري مواصفاته للرئيس المقبل بقوله “سنقترع للشخصية المؤمنة بلبنان وعروبته، سنقترع للشخصية التي تجمع ولا تطرح، وتوحّد ولا تفرّق، وللشخصية التي بقدر ما تحتاج إلى حيثية مسيحية تحتاج إلى حيثية إسلامية ووطنية لا أن تكون الشخصية هي التحدي لإرادة اللبنانيين”.
وبعدما استهجن بري الشائعات والأضاليل التي تطال “حركة أمل”، أكمل انتقاده لأداء التيار العوني وللعهد قائلاً “إن لبنان يمر بأسوا وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه، والبعض يقاربها بأسوأ وأخطر عقلية كيداً ونكداً ونبشاً للقبور وانفصالاً عن الواقع”. وسأل “هل هناك بلد في الكون نسبة التغذية فيه بالتيار الكهربائي صفر؟ هل من أحد في هذه السلطة المختبئة خلف شعارات “ما خلونا” أن تجيب على سؤال ما هي المبررات لعدم تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، فهي تحرمنا الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، وهي شرط من شروط البنك الدولي والغرب، لعلّها ذريعة ولكن لماذا لا ننفّذها؟ هذه الهيئة الناظمة استنزفت أكثر من ثلث مالية الدولة والدين العام”.
وجاء خطاب بري قبل ساعات من انطلاق المهلة الدستورية لدعوة مجلس النواب إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وفي هذا السياق، كان لافتا اجتماع جديد لعدد من نواب المعارضة في ساحة النجمة للتنسيق حول المرحلة المقبلة، وذلك قبل ايام من مؤتمر صحافي سيعقده نواب التغيير لإعلان مبادرتهم الرئاسية، إذ من المتوقع ترشيح نحو ثلاثة أسماء إلى الرئاسة، في وقت أكدت فيه النائبة ستريدا جعجع رفض ما سمّتها “كل ألاعيب الخفّة الدستورية التي بدأنا بسماع طلائعها عبر مصدر وهمس من هنا ومقال وموقف مبطّن من هناك”. وأعلنت “أن الدستور واضح ومواده واضحة ولا تحتمل أي لبس أو تأويل، فبالنسبة لمدة ولاية رئيس الجمهورية، نصّت المادة 49 من الفصل الرابع: السلطة الإجرائية من الدستور اللبناني وبشكل واضح على أن الرئيس تدوم رئاسته ست سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد ست سنوات لانتهاء ولايته… وبالتالي فلا إمكانيّة لإطالة ولاية رئيس الجمهورية، لأي سبب من الأسباب، سوى بتعديل دستوري يتطلب تصويت ثلثي مجلس النواب عليه، من هنا ليس هناك أي مبّرر دستوري لبقاء رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري ولو لدقيقة واحدة فقط بعد انتهاء ولايته”.
على خط ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، لفت دخول البيت الأبيض على الخط من خلال إعلانه “أن حل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل أولوية لإدارة الرئيس جو بايدن والتوصل لاتفاق ترسيم الحدود محتمل، ونحاول تضييق الخلاف بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود”، موجّهاً “التحية لروح التشاور للمفاوضين اللبنانيين والإسرائيليين حول الحدود”.
وفي تعليقه على موضوع الترسيم قال بري “بعيداً عن الاستعراضات وتوزيع الشهادات ونحن نوزّع الشهادات، سيادتنا لا تقبل التنازل وإننا في المبدأ والاستراتيجيا نعتبر أن كل متر مكعب من الغاز والنفط والحدود البحرية مغتصبة ومحتلة لأنها حدود مع أهلنا في فلسطين. ومستعدون للمفاوضات غير المباشرة ولكن ليس للأبد، وفي انتظار الوسيط الأمريكي الذي مضى على غيابه شهر فأين الجواب، نؤكد أن حدودنا وسيادتنا هي كما شرفنا لا نقايض عليها قيد أنملة بكل ما نملك من قدرات، وكما دافعنا في البر سندافع في البحر، والكرة الآن في الملعب الأمريكي، ونحن هنا لسنا هواة حرب ولكن اذا هُدّدت سيادتنا وبحرنا سنكون في موقع الدفاع عن حدودنا ولا يغرّنكم وسائل التواصل كله ضد كله، ولا أحد يراهن على خلاف بين الحركة والحزب، ولا أحد يخيّط بهذه المسلّة، وماذا يمنع شركتي توتال وإيني من بدء الحفر في المناطق غير المتنازع عليه غير التسويف حتى تؤكل حقوقنا”.