رئيس الحكومة الإسبانية يتودد للجزائر: سيسعدني أن أزورها
عربي تريند_ لم يخف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، رغبته في أن يكون الضيف الأوربي المقبل للجزائر، على الرغم من الأزمة الكبرى التي يشهدها البلدان، على خلفية تحول الموقف الإسباني من قضية الصحراء الغربية.
وقال سانشيز، في ندوة صحفية مع المستشار الألماني أولاف شولتز في بون، على هامش مشاركته كضيف في اجتماع الحكومة الألمانية حول الأمن والطاقة: “بشأن الجزائر أقول لك يسعدني أن أكون أنا من يذهب إلى الجزائر”، وذلك في رده على سؤال حول تطورات الأزمة الإسبانية مع الجزائر.
وفي خلفية دعوة سانشيز السلطات الجزائرية لاستقباله، الرغبة في استعادة حصة الغاز التي ضاعت من إسبانيا عقب تفجر الأزمة بين البلدين منذ آذار/مارس الماضي، بحيث نزلت واردات الغاز الإسبانية من 40 بالمائة إلى نحو الربع الذي تستهلكه إسبانيا. وقد اضطرت مدريد لشراء كميات هائلة من الغاز الأمريكي عبر الناقلات، مما كلفها أعباء جديدة كبيرة، انعكست على فواتير الكهرباء والغاز في البلاد التي ارتفعت بنحو 60 بالمائة، وفق الإعلام الإسباني.
وتأتي رغبة سانشيز في إنهاء الأزمة مع الجزائر، في ظل دعم المستشار الألماني، أولاف شولتز، لفكرة إنشاء خط أنابيب للغاز عبر جبال “البيرينيه” الفرنسية من أجل “تحسين الربط بين شبكة الغاز الأوروبية”، وهو المسعى الذي لا يلقى حماساً لدى السلطات الفرنسية التي لا تعتمد على الغاز سوى بنحو 20 بالمائة في مزيجها الطاقوي.
وقال المستشار الألماني، خلال الندوة الصحفية ذاتها مع نظيره الإسباني، “أريد التأكيد مرة أخرى على أنني أؤيد بقوة مثل هذا المشروع”، مشيراً إلى أن خط الأنابيب هذا سيكون قادراً على “تحسين الربط بين شبكة الغاز الأوروبية على المدى البعيد، كما سيهم الاستغلال المشترك للهيدروجين” الأخضر في أوروبا.
وسيسمح مشروع خط أنابيب الغاز المسمى “ميدكات” إسبانيا والبرتغال بنقل الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة أو قطر، إلى وسط أوروبا عبر فرنسا، لكن في حال قررت الجزائر رفع حصتها التصديرية لإسبانيا، فسيكون بالإمكان تقليص التكلفة بشكل كبير في ظل وجود أنبوب مباشر للغاز يربط الجزائر بإسبانيا.
في خلفية دعوة سانشيز السلطات الجزائرية لاستقباله، الرغبة في استعادة حصة الغاز التي ضاعت من إسبانيا عقب تفجر الأزمة بين البلدين.
ويواجه سانشير مع اقتراب موسم الشتاء انتقادات لاذعة من المعارضة الإسبانية بسبب طريقة تسييره للأزمة الجزائر، والتي أدت إلى تضرر إسبانيا بشكل بالغ في ظل استعمال روسيا للغاز كسلاح ضد أوروبا بعد دخولها في حرب مع أوكرانيا.
ويبدو الموقف الجزائري لحد الآن قاطعاً في رفض التعامل مع حكومة سانشيز. وكان عمار بلاني المبعوث الجزائري الخاص للصحراء الغربية والمغرب العربي، قد قال في حزيران/جوان الماضي، في تصريحات لجريدة “كونفيدنسيال” الإسبانية، إنه سيتعين انتظار حكومة جديدة لإنهاء الأزمة، تصوب من التوجه الحالي في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.
ويعتقد بلاني، وفق تصريحه، أنه بنهاية المجلس التشريعي في إسبانيا “سيسود وضع آخر في أوروبا” في ما يتعلق بالصحراء الغربية. وجاء حديث الدبلوماسي الجزائري، بعد تصريحات المسؤولين الإسبان في الاتحاد الأوربي التي تحدثت عن دور روسي في دفع الجزائر لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسبانيا، وهو ما أثار انزعاجا شديدا لدى السلطات الجزائرية.
وتعاني العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإسبانيا ركودا تاما بعد قرار الجزائر وقف المبادلات التجارية بينها وبين مدريد منذ 9 حزيران/جوان الماضي، وذلك إثر تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين البلدين.
وكانت الرئاسة الجزائرية، قبل ذلك، قد أعلنت عن الشروع في التعليق الفوري معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها الجزائر في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2002 مع مملكة إسبانيا، والتي قامت حتى الآن بتأطير تنمية العلاقات بين البلدين “.
وتشير الأرقام الرسمية الجزائرية إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجزائر ومدريد يبلغ نحو 9 مليار دولار، قبل الأزمة الحالية. وتعتبر الجزائر من أهم زبائن الشركات الإسبانية في القارة الإفريقية، حيث أدى وقف الاستيراد إلى تضرر الكثير منها، وهو ما يفسر جانبا من الضغوط التي يتعرض لها الوزير الاول الإسباني.