عباس في تركيا عقب أيام من الأزمة مع ألمانيا
عربي تريند_ وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإثنين، إلى أنقرة لإجراء لقاءات مع المسؤولين الأتراك، وذلك عقب أيام من الأزمة مع ألمانيا على خلفية تصريحات عن “الهولوكست”، والإعلان رسمياً عن إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب وتبادل السفراء لأول مرة منذ سنوات.
وبحسب مصادر تركية رسمية، وصلت الطائرة التي تقل عباس ووفده المرافق في مطار أسن بوغا بالعاصمة أنقرة، ظهر الإثنين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتستمر لمدة ثلاثة أيام.
ويرافق الرئيس الفلسطيني في زيارته إلى تركيا وزير الخارجية رياض المالكي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التركية فائد مصطفى.
وكان السفير الفلسطيني في أنقرة فائد مصطفى أوضح أن الرئيسين عباس وأردوغان سيبحثان خلال لقائهما العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إلى جانب إطلاع القيادة التركية على تطورات القضية الفلسطينية، فضلا عن مشاورات في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وبينما لم يعلن برنامج الزيارة بشكل كامل حتى الآن، يتوقع أن يلتقي عباس نظيره التركي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، كما ستعقد لقاءات أخرى بين وفدي البلدين، ويتوقع أيضاً التوقيع على عدد من الاتفاقيات وتأكيد الرئيس التركي على “وقوف بلاده إلى جانب القضية الفلسطينية بشكل كامل”.
وتعتبر هذه أول زيارة خارجية للرئيس الفلسطيني عقب الأزمة التي تفجرت مع ألمانيا على خلفية تصريحاته عن “الهولوكست” خلال مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره الألماني في برلين حيث شن سياسيون ألمان وإسرائيليون هجوماً على عباس، الذي يتوقع أن يحصل على رسالة دعم سياسي من تركيا وإن كان ذلك بشكل غير مباشر.
كما تأتي هذه الزيارة عقب أيام، من اتفاق تركيا وإسرائيل رسمياً على إعادة تطبيع العلاقات وتبادل تعيين السفراء لأول مرة منذ سنوات، إذ تسعى أنقرة لتجديد التأكيد على موقفها “الداعم” للقضية الفلسطينية وإيصال رسالة مباشرة للقيادة الفلسطينية بأن “التطبيع مع إسرائيل لا يعني التراجع عن دعم القضية الفلسطينية” وهي عبارات كررها مسؤولون أتراك مؤخراً.
وخلال اتصال هاتفي جرى قبل أيام بين أردوغان والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، اعتبر الرئيس التركي أن “قرار تبادل تعيين السفراء بين الجانبين خطوة مهمة في تقدم العلاقات التركية الإسرائيلية في اتجاه إيجابي”، معرباً عن تأييده لتطوير التعاون والحوار بين الجانبين “على أساس احترام كل من الطرفين القضايا الحساسة بالنسبة للآخر”.
وبالتزامن مع ذلك، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن تركيا “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية” على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل. وقال في مؤتمر صحافي “لن نتخلى عن القضية الفلسطينية”، بعد إعلان إسرائيل عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل وعودة السفيرين اللذين استدعيا عام 2018 بعد مقتل متظاهرين فلسطينيين في غزة.
وعلى مدار السنوات العشر الماضية، تعرضت مساعي إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لانتكاسات متلاحقة بسبب المواقف التركية من الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، حيث وصف أردوغان مراراً إسرائيل بـ”دولة إرهاب تقتل الأطفال”، إلا أن المسار الحالي نجح في التوصل إلى مرحلة متقدمة في إطار سياسة أردوغان لإنهاء الخلافات مع كافة دول المنطقة.
ويؤكد المسؤولون الأتراك في كافة تصريحاتهم على وقوفهم الدائم إلى جانب القضية الفلسطينية وأن التطبيع لن يدفعهم للصمت على الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، إلا أن ذهاب بعض التصريحات للقول إن التطبيع مع إسرائيل “سوف يخدم القضية الفلسطينية” ولد انتقادات من قبل شخصيات فلسطينية مختلفة.