وفد دبلوماسي أوروبي يصل غزة الثلاثاء لتفقد آثار العدوان.. والأشغال تعلن ارتفاع عدد المنازل المدمرة
عربي تريند_ يجري الترتيب حاليا، لزيادة وفد من الدبلوماسيين الأوروبيين إلى قطاع غزة، منتصف الأسبوع الجاري، للاطلاع على حجم الدمار والمأساة التي لحقت بالسكان المحاصرين، جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال استعداداتها الأمنية في المستوطنات الغريبة من حدود قطاع غزة، بعد جولة التصعيد الأخيرة.
وستكون الزيارة يوم الثلاثاء القادم، وسيشارك فيها عدد من قناصل دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين، حيث سيجري الوفد حسب مصادر تحدثت لـ”القدس العربي”، جولة تشمل عدة مناطق في القطاع، وسيتخلل برنامج الزيارة لقاء ممثلي المنظمات الأممية في القطاع، وكذلك منظمات المجتمع المدني ومراكز حقوقية.
وسيستمع الوفد لشرح واف عن آثار الحصار الإسرائيلي، وعن المصاعب التي تواجه السكان في ظل ارتفاع معدلات الفقر وسوء الوضع الاقتصادي، علاوة عن الاستماع للأثر الكبير الذي أصاب القطاع جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.
ومن المحتمل أن تكون هناك لقاءات بين ممثلي دول الاتحاد الأوروبي وبين ممثلين عن العوائل التي تضررت جراء العدوان الأخير.
كذلك سيقوم الوفد بتفقد بعض المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي في قطاع غزة، وتشمل مشاريع بنى تحتية وأخرى تطويرية.
وفي هذا السياق، قال شادي عثمان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في القدس، إن الزيارة تأتي لمتابعة الأوضاع في قطاع غزة عقب التصعيد الأخير، وما كان له من تبعات كبيرة على واقع السكان في غزة، والآثار والخسائر البشرية والمادية التي أحدثها.
وأشار في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين، إلى أنه سيتم على هامش الزيارة أيضاً توقيع اتفاقية تمويل الاتحاد الأوروبي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” للعام 2022.
وفي السياق، نشرت وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة، إحصائية جديدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام، وانتهت ليل الأحد الماضي.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن إجمالي الهدم الكلي من الوحدات السكنية ارتفع ليبلغ 22 وحدة سكنية، في حين بلغ إجمالي الأضرار الجزئية غير صالح للسكن 77 وحدة سكنية، وإجمالي الأضرار الجزئية الصالح للسكن بلغ 1.908وحدة سكنية.
وقال محمد عبود، مدير عام الإعمار في وزارة الأشغال بغزة، إن عملية حصر الأضرار لم ننتهِ بشكل كامل، وتوقع الانتهاء من عملية الحصر لأعداد الوحدات السكنية المتضررة نهاية الأسبوع الجاري، مضيفًا: “وبعد ذلك سنقوم بنشر الإحصائية النهائية”.
وقدم عبود الشكر لدولة قطر على كل اسهاماتها في ملف إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن قيمة الخسائر الأولية في قطاع الإسكان نتيجةً للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بلغت 3 مليون دولار، لافتا إلى أنها إحصائية أولية قابلة للزيادة.
يشار إلى أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كان قد أعلن أن دولة قطر تعهدت بإعادة إعمار البيوت المهدمة، جراء العدوان الأخير.
وجاء ذلك في بيان صدر عن مكتب هنية، أكد أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أبلغ رئيس المكتب السياسي بالموافقة على إعادة إعمار البيوت المهدمة، حيث قدم هنية الشكر لقطر أميرا وحكومة وشعبا على هذا الموقف، وقال إنه “يضاف إلى سجلها المشرف في إعادة إعمار قطاع غزة”.
وكانت دولة الاحتلال بدأت بشن عدوان على غزة الجمعة قبل الماضية، حيث استمر العدوان الذي بدأ باغتيال مسؤول عسكري كبير في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لثلاثة أيام، وتسبب في استشهاد 49 فلسطينيا، بينهم 17 طفلاً، وعدد من النساء، بينما أصيب 360 آخرون بجراح مختلفة، منهم من لا يزال يعاني من الإصابة الخطرة، وقد انتهى العدوان بوساطة مصرية.
وفي سياق قريب، أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، أن جيشه سيعمل على حماية غلاف غزة من أي تهديدات، وقال إنه سيتم بموجب ذلك “تقوية غلاف قطاع غزة من خلال الهجوم والردع والحماية وتعزيز القدرة على الصمود”.
وأشار إلى أنه أصدر تعليمات بتشكيل فريق استجابة لحماية المناطق القريبة من قطاع غزة من التهديدات.
وحسب ما يتردد فإن خطة حماية مناطق الغلاف، تشمل توفير استجابة نفسية اجتماعية لسكان المستوطنات القريبة من الحدود، بغرض تعزيز التأهب للطوارئ والصمود في أي مواجهة قادمة أو عند حالات الطوارئ.
وجاء ذلك في وقت كانت تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تشير إلى أن الهدوء الحالي على جبهة غزة بعد العدوان الأخير، قد يطول لسنوات، جاء ذلك في تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، أشارت فيه إلى أن تقديرات الجيش الإسرائيلية تستند إلى مجموعة من العوامل، منها “الردع الذي يرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أنه قد حققه ضد فصائل المقاومة في غزة”.
في ظل تقديرات إسرائيلية بأن مدة الهدوء على جبهة غزة إلى سنوات
ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي فإن الحرب على غزة في مايو 2021 “أوجدت حالة من الردع ضد حركة حماس“، إذ يزعم قادة جيش الاحتلال أنه “بات لدى حركة حماس ما تخسره”، في إشارة إلى استخدام ورقة الحصار وتشديده على القطاع مقابل ما يعتبره الاحتلال “تسهيلات مدنية” للغزيين، وأن ذلك منعها من المشاركة في جولة التصعيد الأخيرة.
كما تشير تقديرات جيش الاحتلال إلى “حالة الردع” التي أحدثتها العملية الأخيرة ضد حركة الجهاد الإسلامي، وأن ذلك “قد يكرس حالة الهدوء هذه لفترة أطول”، ووفق تقييمات الجيش فإن الحركة لن تنخرط في معركة مستقبلية دون الحصول على دعم مسبق من حركة حماس.
ونقل التقرير عن رئيس أركان جيش الاحتلال في محادثات مغلقة، إنه بعد العملية الأخيرة “باتت فرص عمل الجهاد الإسلامي بمفرده في المستقبل، ضعيفة، لقد ضربناها في الضفة الغربية وقطاع غزة”، ويزعم أيضا أن حماس “مرتدعة، وفرص اندلاع مواجهة ليست كبيرة”.
وفي ذات الوقت يقول مسؤولون في جيش الاحتلال، إنهم سيعودون إلى تطبيق السياسة الأمنية التي بموجبها يتم تحميل حركة حماس مسؤولية إطلاق النار من القطاع، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال ستستأنف استهداف مواقع للحركة للرد على أي إطلاق من غزة.