لوموند: في العراق.. “ثورة” صدرية مُرّة الطّعم للمحتجين على السلطة
عربي تريند_ تحت عنوان “في العراق ثورة صدرية مرّة الطعم للمحتجين على السلطة”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن بعض المعارضين العراقيين الذين لم ينسوا بعد “خيانة” مقتدى الصدر خلال الحراك الاحتجاجي في شهر أكتوبر عام 2019، استنكروا الالتفافات في صفوفهم حول الزعيم الشيعي.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه منذ الاحتجاجات المؤيدة للإصلاح في عام 2015، وجد المتظاهرون المناهضون للسلطة أنفسهم مضطرين للتظاهر مع الصدريين. فقد استغل السيد الصدر حركتهم ليضع نفسه كمنذر للإصلاحات والقومية العراقية، ليلتف من حوله الملايين من أنصاره، من الأحياء المحرومة في بغداد ومحافظات الجنوب الشيعية، الذين هم من أوائل الذين يعانون من قلة الوظائف وتدهور الخدمات العامة.
ومع ذلك- توضح “لوموند”- لم تكن هناك قط قطيعة تامة بين مقتدى الصدر والنظام السياسي العراقي المبتلي بالطائفية السياسية والفساد، الذي ينتمي إليه منذ عام 2003.
وأشارت “لوموند” إلى أنه خلال احتجاجات أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، لم يكن أمام المتظاهرين المناهضين للسلطة من خيار سوى قبول التحالف مع الصدريين بكل ازدواجية. فإذا كان اعتصامهم قد استمر أربعة أشهر، فذلك بفضل الدعم الذي قدمه الآلاف من أنصار التيار الصدري ولوجستياتهم جيدة التجهيز.
غير أن هناك عالماً يفرقهم- توضح “لوموند”: في ساحة التحرير، كان هناك من جهة شباب ونخبة مثقفة، بينهم كثير من النساء، يطالبون بدولة مدنية بعيدة عن الطائفية، تقوم على سيادة قانون، وتتخلص من المليشيات والعراب الإيراني. ومن ناحية أخرى، هناك الرجال الذين يذهب ولائهم أولاً إلى السيد مقتدى الصدر، والمستعدين للتضحية بروح الحماسة الدينية، ويشرف عليهم فصيله المسلح (سرايا السلام).
وتابعت “لوموند” التوضيح أنه كما هو الحال مع كل حركة احتجاجية، في مطلع عام 2020، انتهى المطاف بمقتدى الصدر بدق نهاية اللعبة، وتوصل إلى اتفاق مع منافسيه الشيعة لزيادة سيطرته على الدولة. يتذكر أدهم أحد الشباب المحتجين قائلا: “ضغط الصدر لإنهاء الاحتجاج وسحب أنصاره وتركنا لوحدنا.. كانت فرصتنا الأخيرة للتغيير، لكن الحكومة وميليشياتها أقوى منا. آمل أن تستمر المواجهة بين الفصائل الشيعية كي تضعفهم”.