العراق: العامري يحذر من خروج الأوضاع عن السيطرة والصدر يقبل دعوته للحوار بشرط
عربي تريند_ قبيل ساعات على خروج أتباع تحالف “الإطار التنسيقي” بتظاهرات مناوئة لاعتصامات أنصار “التيار الصدري“، المتواصلة لليوم الثالث على التوالي في مبنى البرلمان العراقي بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، والتي تثير المخاوف من تمدد الأزمة السياسية للشارع، ودخول الفصائل المسلحة الحليفة لإيران على الخط؛ دعا زعيم تحالف الفتح الممثل لـ”الحشد الشعبي“، إلى حوار بين طرفي الصراع، وحقن دماء العراقيين.
ومن المفترض أن يخرج أنصار “الإطار التنسيقي” بتظاهرات عصر اليوم الإثنين، في ظل حال من الترقب والحذر، وسط استنفار لوحدات الأمن العراقي في العاصمة بغداد، وفي محيط المنطقة الخضراء وداخلها، حيث يعتصم أنصار الصدر.
هادي العامري الذي بدا غير مؤيد لخطاب التصعيد، الذي ينتهجه تحالفه “الإطار التنسيقي”، قال في بيان: “في أجواء التصعيد الإعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة، والتي تدعو إلى الحشد الجماهيري، وقد تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف، أكرر ندائي مخلصاً إلى الإخوة في التيار الصدري وفي الإطار التنسيقي، إلى أن يغلبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد، من خلال الحوار الجاد والبنّاء، للتوصل إلى حلول لنقاط الاختلافات في ما بينهما”.
وأكد أن “الدماء العراقية عزيزة على الجميع، وقد قدم الشعب العراقي العزيز منذ سبعينيات القرن الماضي إلى هذا اليوم دماء غزيرة وعزيزة”، مشدداً “كفى دماً، ورفقاً بالدم العراقي فهو أمانة في أعناق الجميع، ومسؤولية سفكه يتحملها الجميع”، داعياً إلى “التفاهم والحوار”.تقارير عربية
بالمقابل رد المتحدث باسم الصدر، صالح محمد العراقي، في بيان له على دعوة العامري للحوار بالقول إنه سيتنازل للقبول بها لكن بشروط.
وأضاف العراقي الذي يعرف أيضاً باسم وزير الصدر، ويتولى نشر مواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر: “نكرّر دعوة الأخ العامري للحوار بين الإطار (الذي ينتمي له) وبين التيار الصدري الذي تخلّى عنه، وأقول: إننا لو تنزّلنا وقبلنا الحوار فذلك مشروط، بانسحاب العامري وكتلته من الإطار، واستنكار صريح لكلام (سبايكر مان) الذي صرح به في التسريبات قبل أيام قلائل”، في إشارة إلى تسريبات نوري المالكي الأخيرة، وختم بالقول مخاطباً العامري: “كنتَ أنت من ضمن الموقعين على وثيقة إصلاحية.. ولم تنفذ.. فمن الضامن لتطبيق الحوار الإصلاحي؟ فعليك بتحديد ضامن لكي ننقذ العراق من أنياب الفساد”.
وتصاعدت حدة التوتر بين طرفي الصراع “التيار الصدري والإطار التنسيقي” بعد دعوة الصدر العشائر العراقية وقوات الأمن والمواطنين العراقيين إلى مساندته في تحقيق ثورة الإصلاح الحالية بالعراق، معتبراً ما يحدث الآن من تظاهرات واعتصام لأنصاره فرصة لتبديد الظلام والفساد والولاء للخارج والطائفية، ما دفع “الإطار” إلى الدعوة لتظاهرات مضادة للدفاع عن “الدولة”، معتبراً خطوات الصدر “دعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية”.
من جهته، أكد عضو في البرلمان العراقي، مقرب من “الإطار التنسيقي”، أن “بعض قيادات الإطار لا تؤيد الدعوة للخروج بتظاهرات مناوئة لتظاهرات الصدريين”، وقال النائب لـ”العربي الجديد”، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن “هناك اختلافاً بوجهات النظر داخل قوى الإطار، إذ تبنى زعيم الإطار نوري المالكي وزعيم مليشيا العصائب قيس الخزعلي، نهج التصعيد والتحشيد للتظاهر، فيما لم يؤيد زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وزعيم تحالف النصر حيدر العبادي، ذلك، فيما بدا زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم متردداً بين هذا وذاك”.
وأشار النائب إلى أن “هذا الاختلاف في الرأي قد يؤثر على إمكانية الإطار في تحشيد أنصاره، الأمر الذي قد يضعف حجم التظاهرات المرتقبة”، مؤكداً أن “المالكي يمارس ضغوطاً على زعامات الإطار غير المؤيدة للتصعيد”.تقارير عربية
في هذه الأثناء، دعا “ائتلاف الوطنية”، بزعامة إياد علاوي، الأطراف السياسية إلى حوار وطني للاتفاق على خيارات مقبولة، وتغليب لغة العقل والحوار، والحرص على المصلحة العامة للمواطنين وسيادة العراق واستقلاله وسلامة أراضيه الإقليمية، مبدياً استعداده لـ”استضافة جلسات الحوار ودعمه في أي مكان يتم الاتفاق عليه”.
وقال في بيان، إن “تفكيك الأزمة ونزع أسباب الاحتقان السياسي، يتطلبان عقد مؤتمر للحوار الوطني بين الأطراف الكافة، للاتفاق على خيارات مشتركة مقبولة، إما بالمضي في عقد جلسة مجلس النواب لاختيار رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل الحكومة، أو الاتجاه إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، على أن يسبق الحل إقرار قانون انتخابي جديد، ومفوضية مستقلة حقاً، مع تحول الحكومة الحالية إلى حكومة انتقالية تمتلك صلاحيات تشريعية بشكل مؤقت”.
في غضون ذلك، رأى الخبير السياسي، أحمد الأبيض، أن الأمور خرجت عن السيطرة، وقال في تغريدة له، إن “الساعات القادمة سوف تحسم الأمور التي خرجت عن السيطرة، القضية أعمق من صراع فرقاء سياسيين أو مليشياويين، إنه صراع قوى عالمية بأدوات محلية”، مؤكداً أن “الحل بتحالف حقيقي لثوار تشرين والقوى الوطنية والمجتمع المدني لطرح البديل الوطني”.