أربع سنوات سجناً لصاحب أكبر مصنع دواء خاص في الجزائر
عربي تريند_ أدانت محكمة سيدي امحمد بالعاصمة الجزائرية رجل الأعمال نبيل ملاح، صاحب أكبر مجمع خاص لتصنيع الدواء بالبلاد، بأربع سنوات سجناً نافذاً، بعد اتهامه بمخالفة قواعد الصرف وتبييض الأموال.
ويأتي النطق بالحكم بعد أسبوع من محاكمة رجل الأعمال والتماس النيابة معاقبته بسبع سنوات سجناً نافذاً في القضية التي تدور وقائعها حول صفقة استيراد أدوية وبيعها لهيئة تابعة لوزارة الصحة.
وواجه رجل الأعمال، الذي يمكث منذ 15 شهراً في الحبس الاحتياطي، تهم تبييض الأموال ومخالفة التشريعات الخاصة بحركة رؤوس الأموال وبيع مواد بالخسارة في السوق، بعد شكوى رفعتها وزارة الصناعة الصيدلانية ضد ملاح بدعوى مخالفته للقوانين.
وتعود وقائع هذه القضية إلى سنة 2015، عندما أطلقت الصيدلية المركزية للمستشفيات مناقصة للتزوّد بأدوية خاصة بالجهاز المناعي، فقدمت شركة أجنبية العرض الأقل قيمة، وجاءت في المرتبة الثانية شركة فابروفارم، وهي أحد فروع مجمع ميرينال التابع لنبيل ملاح. وقررت الصيدلية المركزية بعد ذلك اعتماد مزوديْن هما الشركة الأجنبية وشركة فابروفارم لتفادي حصول انقطاع في الدواء، مع اشتراط أن يكون السعر الذي تبيع به شركة فابروفارم (15.5 يورو) نفسه سعر الشركة الأجنبية التي قدمت العرض الأقل قيمة (9.1 يورو).
وبعد إعادة تفاوض بين شركة فابروفارم والمصدر الجنوب الإفريقي الذي تتعامل معه، تقرر بيع الدواء للصيدلية المركزية بالسعر المنخفض (9.1 يورو)، على أن تعوض الشركة الجنوب إفريقية الفارق لشركة فابروفارم. لكن النيابة في تحقيقها رأت هذا التعامل مخالفاً للقانون، واعتبرت أن شركة فابروفارم كانت تبيع الدواء بالخسارة وهو ما يمنعه القانون ويعتبره شبهة قوية لتبييض الأموال. ورغم محاولات دفاع ملاح التوضيح بأن الشركة لم تبع أبداً بالخسارة وحققت أرباحاً بالوثائق لأنها كانت تتلقى التعويض من الشركة الجنوب إفريقية، إلا أن ذلك لم ينجح في إقناع النيابة.
وخلال محاكمته، دافع ملاح عن براءته مؤكداً التزامه بالتطبيق الصارم للقانون. وعند سؤاله من قبل القاضي عن سبب عدم تصنيعه للدواء محل المناقصة في الجزائر وتفضيله الاستيراد، أجاب بالقول: “نحن أكبر منتج للدواء في الجزائر، ومن أهم المصدرين للخارج”، مشيراً إلى أن هذه القضية لا تتعلق بالإنتاج بل هي استجابة لمناقصة أصدرتها شركة عمومية لاستيراد دواء لا ينتج في الجزائر.
ومنذ اعتقاله في أيار/مايو 2021، لم تتوقف النداءات بالدعوة للإفراج عن نبيل ملاح الذي يعتبره الكثيرون مثالاً ناجحاً في الجزائر لشاب استطاع أن يبني أكبر مجمع صناعي خاص يوظف نحو 1000 عامل، وتعد الشركة الثالثة في إنتاج الدواء، بعد مجمع صيدال المملوك للحكومة وشركة سانوفي الفرنسية. ورأى بعض المتعاطفين مع ملاح أنه ذهب ضحية التزامه بدعم برامج سياسية على قناة “راديو أم” الإذاعية على الأنترنت، والتي تتميز بنبرتها العالية في انتقاد السلطة، وكان مالكها إحسان القاضي قد تعرض لعدة متابعات قضائية لهذه الأسباب.