سورية: ارتفاع سعر الذهب مع زيادة الطلب وشح المعروض
عربي تريند_ شهدت أسعار الذهب في سورية، أمس الثلاثاء، ارتفاعاً بنحو 4 آلاف ليرة، ليسجّل سعر مبيع غرام الـ21 قيراطاً أكثر من 200 ألف ليرة، مرتفعاً من 196 ألفاً، وسط حديث رسمي عن زيادة الطلب تزامناً مع قلة الذهب المعروض في السوق. (الدولار= 4165 ليرة).
وبحسب النشرة الصادرة عن جمعية الصاغة بدمشق، فقد سجل مبيع غرام الذهب عيار 21 قيراطاً 200 ألف ليرة سورية وسعر شرائه 199 ألفاً و500، فيما سجل الغرام من عيار 18 قيراطاً 171 ألفاً و429 ليرة.
وقال الخبير الاقتصادي يونس الكريم لـ”العربي الجديد”، إن ارتفاع سعر الذهب يعود إلى كونه حافظاً للقيمة، خصوصا في ظل تخوف أصحاب الأموال من اللجوء للقطع الأجنبي الذي يمنع تداوله بحسب المرسوم رقم 3 لعام 2015، إضافة إلى جمود سوق العقارات في سورية، وإلى اعتبار هذه المادة وسيلة ادخار في ظل تراجع قيمة الليرة السورية وارتفاع مستويات التضخم.
وأضاف أن الأموال التي تأتي من الحوالات الخارجية يتجه كثير منها إلى شراء الذهب، حيث كان كثير من التجار يتجهون للعقار، لكن ارتفاع قيمة الضرائب جعلهم يعزفون عنها، وفي كثير من المناطق السورية تحوّل الذهب إلى مادة لتحديد أسعار السلع والخدمات، وبات مرجعاً أساسياً لتقييم الليرة السورية، وأصبح أهم من الدولار، وخاصة بعد انتشار الدولار المزور في سورية.
كما أشار إلى أن ارتفاع الطلب على الذهب يدل على أن الاقتصاد السوري يعاني من أزمة حقيقية، خاصة في سوق العقارات وفي ظل التشديد على العملات الأجنبية، وبات أصحاب الأموال يلجؤون إليه كمحدد لما يملكون، ولمعرفة ما لديهم من ثروة، وقيمة هذه الثروة في الواقع.طاقة
وأول من أمس الإثنين، قال نقيب الصاغة غسان جزماتي في حديث لصحيفة “الثورة” التابعة للنظام، هناك شح عرض للذهب في السوق المحلية السورية في الفترة الحالية بالنظر إلى جفاف موارد الذهب الخام الذي كان يرد إلى سورية من دول الجوار ولاسيما من لبنان.
وأشار إلى أن الطلب على الذهب كبير في السوق السورية، ويقل العرض كثيراً إلى درجة الشح تبعاً لعدم ورود أي كميات من الذهب الخام إلى البلاد بعد أن كانت كل احتياجات السوق السورية تأتي من لبنان، أما اليوم فالمشكلة قائمة في لبنان نفسه، إذ إن مصادر الصاغة توضح بشكل جليّ أن العملة الصعبة لم تعد متوفرة في لبنان بالقدر الكافي لشراء الذهب لكفاية السوق اللبنانية والسوق السورية على حد سواء.
وبحسب “جزماتي”، فإن الذهب الخام كان له مصدر آخر في المرحلة السابقة حيث كان يرد إلى سورية من الإمارات بمعدل 10 إلى 12 كيلوغراماً يومياً، لكن توقف هذا المنفذ أغلق العديد من جبهات العمل التي كانت تؤمن الدخل والربح وفرص العمل للصاغة السوريين.