ولي العهد السعودي يؤجل زيارة قبرص ويبحث تسريع التعاون العسكري مع اليونان
عربي تريند_يبدأ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان زيارة رسمية، غدار الثلاثاء إلى اليونان تستمر يومين، وذلك في أول زيارة له لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في 2018.
ويشير جدول أعمال الزيارة إلى أن ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس سيعقدان مساء اليوم نفسه محادثات موسعة في مقر رئاسة مجلس الوزراء بقصر مكسيم يعقبها توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين.
وتتركز محادثات الوفدين على تطورات الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها العالمية خصوصا على صعيد الطاقة والغذاء ومسار مفاوضات الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة لتمديد الهدنة الإنسانية في اليمن للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المرجعيات الثلاث الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216 وتكثيف التعاون في مكافحة الجريمة والإرهاب الدولي بجميع أشكاله.
وكان من المنتظر أن تشمل جولة بن سلمان زيارة إلى قبرص، إلا أن مراقبين قالوا إن إصابة الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس بفيروس كورونا “أدت إلى تأجيل الزيارة إلى وقت لاحق”.
وقال مصدر دبلوماسي في السفارة اليونانية في الرياض، إن الاتفاقيات “تشمل مجالات عديدة من أبرزها الطاقة والتعاون العسكري والنقل البحري التي وافق مجلس الوزراء السعودي عليها مطلع الشهر الجاري، إضافة إلى مد كابل اتصالات بحري يربط أوروبا بآسيا حيث تقوم شركة “مينا هاب” بتطوير “ممر البيانات من الشرق إلى المتوسط” المملوك لكل من شركة الاتصالات السعودية وشركة “تي.تي.إس.إيه” اليونانية للاتصالات وتطبيقات الأقمار الصناعية.
وكان الرئيس اليوناني قد قام بزيارة إلى الرياض في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي أثمرت في ختامها عن الاتفاق على قيام شراكة مباشرة مع القطاع الخاص السعودي في مجالات محطات تحلية المياه وخطوط نقل المياه والسدود وتنظيم أنشطة تجارية في المجال الزراعي لمناقشة إمكانيات الاستثمار في الصناعات الزراعية والغذائية والسمكية والحيوانية وتعظيم الاستفادة من أوجه التقاطع بينهما في قطاع الطاقة المتجددة والصناعات العسكرية والدوائية والخدمات اللوجستية.
وألمح المصدر في سياق حديثه إلى رغبة مشتركة لدى البلدين على صعيد توسيع حجم التعاون العسكري بين الرياض وأثينا، خاصة بعد قرار الأخيرة في أيلول/سبتمبر 2021 إرسال منظومة صواريخ “باتريوت” إلى السعودية على سبيل الإعارة، وقوات يونانية محدودة تابعة للجناح القتالي 114 يبلغ عددها 120 جنديا بموجب اتفاق جرى توقيعه بين البلدين في نيسان/ أبريل 2021 للعمل على هذه المعدات، تزامنا مع سحب الولايات المتحدة أنظمة صواريخ ومعدات وجنودا من المملكة ومناطق بالشرق الأوسط.
وبدأت المحادثات حول توفير أثينا نظام دفاع جوي للرياض في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019 وتحديدا بعد شهر من استهداف منشآت تابعة لشركة “أرامكو” في 14 أيلول/سبتمبر 2019 في منطقتي بقيق وخريص في المنطقة الشرقية السعودية وانطلقت “إمّا من الأراضي الإيرانية أو العراقية” وفقا للمتحدث العسكري باسم التحالف آنذاك.
وتقول مصادر إن الجانبين سيبحثان خلال محادثات يوم غد بندا يتعلق بـ”تسريع توطين التقنية والصناعات العسكرية والمساندة في المملكة تحقيقا لرؤية 2030″.
واستبعدت مصادر دبلوماسية خليجية في الرياض، أن تنعكس الزيارة سلبا على صعيد العلاقات السعودية التركية، الآخذة في التحسن مؤخرا بعد زيارة بن سلمان لأنقرة وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية، في ظل استمرار التوتر بين أثينا وأنقرة.
ورأت المصادر أن السياسة السعودية التي يرسمها محمد بن سلمان لا تهدف إلى استعداء أحد أو الاصطفاف إلى جانب ضد آخر، ولكنها تأتي في إطار تنويع خارطة حلفائها في المنطقة وتصب في اتجاه واحد له عنوان واحد هو: “السعودية أولا” .
وأكدت بيانات صادرة عن وزارة الاستثمار السعودية أن 14 شركة يونانية تستثمر في أسواق المملكة في مجالات الطاقة والطاقة المتجدّدة والسياحة والصناعة والتشييد والبناء والتمويل والتأمين والاتصالات وتقنية المعلومات، كاشفة أن إستراتيجية الاستثمار الوطنية ستطلق الفرص للاستثمار المباشر بقيمة 3 تريليونات يورو.
وفي أيار/ مايو الماضي، زار وفد أعمال سعودي ضم ممثلين عن 70 شركة برئاسة وزير الاستثمار خالد الفالح اليونان والتقى نظيره اليوناني سبريذون أدونيس جورجيادس حيث أبدى الأخير رغبة بلاده ” في تعزيز التعاون الاستثماري مع السعودية”.
(د ب أ)