هل تقيّد روسيا الطائرات الإسرائيلية في سماء سورية مقابل مسيّرات إيرانية؟
عربي تريند- يعتبر المراسل العسكري في القناة العبرية 12 نير دفوري أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يحتاج اليوم إلى إيران محذرا من مخاطر مستجدة على إسرائيل. ويوضح دفوري، في مقال نشرته القناة 12 في موقعها، أن مصنع الطائرات الأول في إيران بُني على يد شركة أميركية، لافتاً إلى أن ذلك شكّل عمليا بداية مشروع بناء مسيّرات مقرّه في أصفهان، قريبا من وسط إيران. ويستذكر أن المصنع المذكور بني خلال سبعينيات القرن الماضي في أوج فترة حكم الشاه حليف الولايات المتحدة وإسرائيل. ويتابع دفوري في مقاله: “في الأعوام الأخيرة، تقوم إيران بتصنيع مسيّرات متطورة أثبتت نجاعتها في السعودية، من خلال ضرب حقول النفط، وأهداف أُخرى في الإمارات، وضد سفن بملكية إسرائيلية في الخليج الفارسي. وبالإضافة إلى أنها أطلقت مسيّرات تجاه إسرائيل، فإنها زودت حزب الله بهذه المسيّرات، وتساعد “حماس”، كما زودت الحوثيين في اليمن بالمعرفة والتكنولوجيا لبناء مسيّرات مختلفة”. ويقول إنه ليس اعتباطاً، اتهمت إيران إسرائيل والموساد بضرب موقع عسكري لصناعة المسيّرات في شهر آذار/مارس الماضي في كرمنشا شمالي طهران – حيث تم تدمير نحو 200 طائرة مسيّرة، خططت إيران لتوزيعها على أذرعها في الشرق الأوسط. ويعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي أن القمة المنعقدة في طهران، ويشارك فيها كلٌّ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هي ردّ على زيارة بايدن إلى المنطقة وإقامة “حلف المنبوذين” مقابل الدبلوماسية الأمريكية التي عادت للتأثير في الشرق الأوسط. ويرى أن إيران أثبتت أن جزءاً من دبلوماسيتها في المنطقة يتطور من خلال توزيع وبيع الأسلحة المتطورة. ويضيف “هكذا، تخطط نقل مئات المسيّرات إلى روسيا، بينها “مسيّرات انتحارية”، بهدف استعمالها في الحرب في أوكرانيا. هذا بالإضافة إلى أن طهران ستدرّب الروس على استعمال هذه المنظومات الجديدة.
تعاون روسي إيراني سري
كما يقول دفوري إنه في أعقاب العقوبات الأمريكية التي جاءت بعد الحرب على أوكرانيا، وجد بوتين نفسه مرتبطاً بالتجارة مع الهند والصين ولذلك، فهو يبحث عن آفاق جديدة، ومن هنا بدأ التقارب ما بين موسكو وطهران وكلاهما تخفيان حجم العلاقة العسكرية بينهما. ويزعم دفوري أن موسكو وطهران تتقربان، بعد أن ابتعدتا في أعقاب النزاع على صوغ الوضع النهائي في سورية، وفي الخلفية العودة إلى الاتفاق النووي. منوها أنه في الأشهر الأخيرة، يبدو أن هناك ارتفاعاً في منسوب التنسيق والتعاون العسكري ما بين البلدين إذ يقوم سلاح البحرية الروسي بحماية السفن الإيرانية المتوجهة إلى سورية في المتوسط. كما يرجح دفوري أن هناك صفقة عسكرية وشيكة بين روسيا وإيران ويقول إن الصناعات العسكرية الروسية تواجه صعوبات في تطوير مسيّرات كهذه الموجودة لدى إسرائيل، ولم تنجح إلاّ في تطوير نماذج أولية قيد التجريب وتُعَدّ قديمة. ويتابع: “لذلك، توجهت روسيا إلى إسرائيل قبل أكثر من عشرة أعوام بهدف التعاون. كان لدى إسرائيل مخاوفها، وكانت حذرة جداً. وفي نهاية المطاف، تقرر السماح بالتزود بمسيّرات من نماذج قديمة طورتها “الصناعات الجوية” (وظهرت لاحقاً في سورية)، وامتنعت إسرائيل عن قبول دعوة الروس إلى إقامة خط إنتاج لهذه المسيّرات في روسيا”.
مصدر قلق إسرائيل
ويتساءل المحلل الإسرائيلي لماذا يُقلق هذا إسرائيل وما يلبث أن يقدم إجابته: يمكن أن يطلب الإيرانيون من الروس كمقابل لصفقات السلاح هذه، أن تقوم موسكو بفرض قيود على حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي في سورية. موضحا أنه في الآونة الأخيرة، مرّرت روسيا رسائل حازمة إلى تل أبيب، تخوفاً من تصعيد سريع ما بين إسرائيل وإيران على الجبهة الشمالية. ويقول إنه حتى الآن على الأقل، لا تزال موسكو تكبح التمركز الإيراني في سورية، وهذا يمنح إسرائيل هامش مناورة مهماً في الإقليم، وذلك مع الإشارة إلى أن الضربات التي ينفّذها سلاح الجو الإسرائيلي في سورية مستمرة، بحسب مصادر أجنبية”.
حزب الله في لبنان
وفي سياق متصل كان رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد ووزير الأمن بيني غانتس قد قالا خلال جولة في منطقة الحدود الشمالية إن نشاطات حزب الله تعرّض لبنان ومواطنيه ورفاهيته للخطر. وأجرى يائير لبيد وبني غانتس جولة في المنطقة العسكرية الشمالية وفي منطقة الحدود مع لبنان، قاما خلالها بإجراء تقييم لآخر مستجدات الوضع وتحدثا مع كبار ضباط المنطقة. ورافقهما خلال الجولة كل من رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة إيال حولتا، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال اللواء أمير برعام، وضباط آخرون.
وأطلق لبيد وغانتس في أثناء هذه الجولة رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى لبنان، وذلك على خلفية نشاطات حزب الله الأخيرة، التي شملت إطلاق طائرات مسيّرة في اتجاه منصة الغاز في حقل “كاريش”، وأيضاً إسقاط طائرة مسيّرة أُخرى لحزب الله في مطلع الأسبوع الجاري بعد قيامها باختراق منطقة الحدود مع إسرائيل. وقال لبيد في هذا المضمار إن إسرائيل جاهزة ومستعدة للعمل ضد أي تهديد وإن وجهتنا ليست نحو المواجهة، ولكن مَن سيحاول المساس بسيادتنا، أو بمواطني إسرائيل، سيكتشف بسرعة أنه ارتكب خطأ فادحاً”. وأضاف: “إن إسرائيل مهتمة بلبنان كجارة مستقرة ومزدهرة، وليست كقاعدة لإرهاب حزب الله، أو كأداة ايرانية. وإن نشاطات حزب الله تعرّض لبنان ومواطنيه ورفاهيته للخطر”. زاعما أن إسرائيل تعمل وتواصل العمل ضد كل “أذرع إيران الإرهابية” في المنطقة، وعموماً إيران هي أكبر “مصدر للإرهاب” في العالم، وتابع: ” مهددا سنعمل بأنفسنا، وبالتعاون مع دول أُخرى في المنطقة، لمنع إيران من زعزعة الاستقرار الإقليمي”.
تهديدات غانتس للبنان
من ناحيته، قال وزير الأمن الإسرائيلي غانتس إن إسرائيل جاهزة للقيام بالكثير حتى يزدهر جيرانها، وفي الوقت عينه، هي مستعدة للعمل كل الوقت للدفاع عن المواطنين. وأضاف: “إننا مستعدون بكل المقاييس، في الجو والبحر والبر وفي جبهة السايبر. إن أعيننا تشاهد الأزمة التي تحدث في لبنان وتمس المواطنين. ودولة لبنان وقادتها يعرفون جيداً أنه في حال اختيار طريق النار، فسوف يتضررون كثيراً، وفي حال اختيار مسار الاستقرار، فسيساعدون مواطني لبنان”. وبعد هذه الجولة، قام رئيس حكومة الاحتلال بالتحليق فوق حقل الغاز الطبيعي “كاريش” في عرض البحر الأبيض المتوسط، والذي يؤكد لبنان أنه يقع في منطقة متنازع عليها، وعلى خلفية ذلك، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأسبوع الماضي من احتمال اندلاع حرب في حال منع لبنان من استخراج النفط والغاز من مياهه في وقت لم تصل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، بوساطة أميركية، إلى أي نتيجة ملموسة”.
وقال لبيد، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إثر التحليق فوق “كاريش”، إن احتياطات الغاز الإسرائيلية لديها القدرة على الإسهام في حل أزمة الطاقة العالمية. وأضاف أنه يمكن للبنان أن يستفيد من تطوير خزاناته المائية الاقتصادية من خلال المفاوضات التي يجب أن تكتمل قريباً.
ووصف لبيد حقل “كاريش” بأنه المستقبل في كل ما يتعلق بالطاقة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، وبأنه فرصة اقتصادية تشمل تصدير الغاز إلى مصر وأوروبا، وهو ما سيعود بالفائدة على كل مواطن إسرائيلي في المستقبل غير البعيد.