الأتراك يحيون ذكرى محاولة الانقلاب.. وأردوغان يؤكد اتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرار التهديد
عربي تريند_ أحيا الأتراك، الجمعة، الذكرى السادسة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في 15 يونيو/تموز 2016، والتي لم تنجح خلالها مجموعة من الجيش التركي في السيطرة على البلاد والإطاحة بحكم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي جدد التأكيد على اتخاذه “التدابير اللازمة” لعدم تكرار التهديد.
وقبل 6 سنوات، شهدت تركيا محاولة انقلاب عسكرية تحركت خلالها وحدات من الجيش التركي مساء يوم الخامس عشر من تموز نحو المقرات السيادية في أنقرة وإسطنبول بدرجة أساسية، وحاولت السيطرة على مقر الرئاسة والبرلمان وقيادة الجيش والأركان وقوى الأمن، بالتزامن مع محاولة اغتيال أردوغان التي استهدفت مكان إقامته في منتجع بولاية موغلا غربي البلاد.
ونجحت الإجراءات العسكرية والأمنية التي اتخذها الرئيس التركي إلى جانب المقاومة الشعبية، التي ترافقت مع دعوته عبر الهاتف الشعب التركي لمواجهة الانقلاب بالميادين والشوارع في إفشال محاولة الانقلاب، التي خلفت 252 قتيلاً ومئات الجرحى من العسكريين والمدنيين. وقد استخدمت في المواجهات الطائرات والدبابات، وخلدت صور لمواطنين عزل وهم يوقفون الدبابات، ما اعتبر “أسطورة المقاومة الشعبية للحفاظ على الديمقراطية في البلاد”.
ونظمت فعاليات شعبية ورسمية في معظم المحافظات التركية في إطار ما بات يعتبر “يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية”، إذ يحيي الأتراك كل عام ذكرى محاولة الانقلاب بالتأكيد على رفض تدخل الجيش في الحياة السياسية وأهمية الحفاظ على الديمقراطية في البلاد.
والجمعة، قال أردوغان إن “تاريخ تركيا بات يُصنف في مرحلتين من حيث الديمقراطية والإرادة الوطنية، هما ما قبل يوم 15 تموز وما بعده”، معتبراً في رسالة نشرها بهذه المناسبة أن “أهمية هذا اليوم تتجلى في كونه رمزا لأول مقاومة مجيدة خاضها شعبنا ضد الانقلابات التي تعرض لها عبر التاريخ”.
وقال أردوغان: “وجهنا الرد المناسب لخونة تنظيم غولن وأسيادهم من خلال التقدم نحو الأمام وليس الانسحاب والتراجع”. وأضاف: “الكلمات تعجز عن وصف أبناء الشعب الذين جعلوا من أجسادهم سدا للدفاع عن الوطن أمام الدبابات والطائرات والأسلحة دون أدنى تردد”، واصفاً هذا اليوم بأنه يخلد “مقاومة مجيدة خاضها شعبنا ضد الانقلابات التي تعرض لها عبر التاريخ”.
وتابع: “الشعب التركي دافع عن بلاده وديمقراطيته بشكل أسطوري، وأثبت للصديق والعدو أنه لن يركع وأن تركيا لن تخضع للأسر أبدا”، لافتاً إلى أن بلاده لجأت بعد محاولة الانقلاب لكافة الطرق القانونية والإدارية من أجل “اجتثاث جذور الخونة”، و”اتخذت كافة التدابير اللازمة لعدم تكرار مثل هذا التهديد”.
وعقب محاولة الانقلاب الفاشلة، نفذت الحكومة التركية حملة تطهير واسعة في كافة أذرع الدولة العسكرية والأمنية والمدنية ضد من قالت إنه “تنظيم فتح الله غولن الموازي”، الذي كان يتمتع بنفوذ واسع داخل كافة مؤسسات الدولة على جميع المستويات، حيث جرى فصل واعتقال عشرات آلاف المدنيين والعسكريين بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب أو الانتماء لتنظيم غولن الذي صنف على أنه “تنظيم إرهابي”.
كما جرت محاكمات واسعة للمتهمين بشكل مباشر بالمشاركة في محاولة الانقلاب وعمليات القصف الجوي أو إطلاق النار بشكل مباشر. وصدرت أحكام بالسجن المؤبد على مئات المتهمين في حين لازالت تجري ملاحقات ومحاكمات بحق متهمين جدد يجري اكتشافهم أو اعتقالهم حديثاً.
كما نفذت المخابرات التركية حملة ملاحقات ضد عناصر التنظيم حول العالم حيث جرى جلب عشرات المتهمين من عدد من الدول إما بالتعاون مع تلك الدول أو بعمليات خاصة تسببت في بعض الأوقات بأزمات دبلوماسية مع دول أخرى. ولم تتمكن تركيا حتى اليوم من إقناع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتسليمها المتهم الأول بقيادة المحاولة الانقلابية فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
وتقول الحكومة إن الوعي الشعبي الذي أفرزته المحاولة الانقلابية الأخيرة، والإجراءات المشددة التي اتخذتها ضد عناصر تنظيم غولن، إلى جانب التغييرات الدستورية والقانونية والأمنية والعسكرية الواسعة، التي جرت في السنوات الماضية، جعلت من إمكانية تكرار المحاولة الانقلابية أمراً بالغ الصعوبة، إلا أن ذلك لا يعني أن تركيا التي شهدت تاريخياً 4 انقلابات ناجحة ومحاولة خامسة فاشلة زال عنها هذا الخطر بشكل كامل.