إسبانيا: “الأطلسي” يدافع عن سبتة ومليلية في إطار الدفاع عن وحدة أراضي الدول الأعضاء
عربي تريند_ وسط الاهتمام الكبير من طرف الرأي العام الإسباني، هل سيعلن الحلف الأطلسي في قمة مدريد، يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري، عن قرار حماية مدينتي سبتة ومليلية عسكرياً؟ تؤكد وزيرة الدفاع في حكومة مدريد، مارغريتا روبلس، أن الإشارة إلى المدينتين المحتلتين تدخل ضمن حماية وحدة أراضي كل الدول الأعضاء بدون استثناء.
الأطلسي يطالب بالدفاع عن وحدة أوكرانيا رغم أنها ليست عضواً في هذه المنظومة، فكيف لا يدافع عن وحدة إسبانيا!
ومنذ أكثر من شهر، تركز الصحافة والطبقة السياسية في هذا البلد الأوروبي على ملف سبتة ومليلية، وذلك انطلاقاً من مدى استعداد الحلف الأطلسي في تبني أطروحة إسبانيا في الدفاع عن المدينتين، علماً أن المغرب يطالب باستعادة السيادة عليهما. وكان وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس قد شدّد، ومنذ مايو الماضي، على قبول الحلف الأطلسي الدفاع عن المدينتين.
وتأتي تصريحات وزيرة الدفاع مارغريتا روبلس، صباح الثلاثاء من الأسبوع الجاري، للقناة التلفزيونية الثالثة “أنتينا تريس” لتبرز أن الحلف الأطلسي يطالب بالدفاع عن وحدة أوكرانيا التي ليست عضوا في هذه المنظومة، فكيف لن يدافع عن وحدة إسبانيا التي هي عضو. وتتابع موضحة أن وثيقة التصور الجديد للحلف الأطلسي لا تشير إلى خصوصية كل دولة على حده، بل تركّز على حماية أراضي كل الدول الأعضاء، وانطلاقاً من هذا يتم الدفاع عن سبتة ومليلية.
وفي تصريحات لوكالة أشوسايشد برس الأمريكية حول القمة وأجندتها، وخاصة ما يتعلق بسبتة ومليلية، يؤكد رئيس الحكومة سانشيس، في تفسيره لوثيقة الدفاع التي سيتبناها الحلف الأطلسي للعمل خلال العشر سنوات المقبلة: “علينا أن نرسل رسالة ردع أن الحلف سيدافع عن كل شبر من أراضي الحلفاء”. وتبرز وكالة أوروبا برس الإسبانية أن خطاب رئيس الحكومة كان يعني سبتة ومليلية.
ووسط تصريحات وتأكيدات وزراء حكومة مدريد والإعلام وبعض القادة الحزبيين، يلتزم المغرب الصمت، ولم يصدر عنه أي تصريح أو تعليق حول سبتة ومليلية. ويعطي المغرب الأولوية لملف الصحراء الغربية، ثم يدرك أن الرد على حكومة مدريد في ملف سبتة ومليلية قد يؤدي إلى أزمة كبرى بين البلدين.
في غضون ذلك، تبقى هناك تساؤلات كثيرة حول دور بعض الدول الكبرى والحلف الأطلسي. وكانت الولايات المتحدة تعارض في الماضي حماية سبتة ومليلية، ولكنها تلتزم الصمت في الوقت الراهن، وهو صمت غامض، لاسيما أن المغرب يعتبر شريكاً للبنتاغون، بل وشريك للحلف الأطلسي منذ سنة 2005.
ومن جانب آخر، تتجه الأنظار إلى كيفية معالجة لندن مسألة سبتة ومليلية إذا طرحتها علانية مدريد في القمة، ذلك أن لندن دائما تدافع عن ضرورة خروج إسبانيا من المدينتين كشرط رئيسي للمفاوضات حول السيادة على صخرة جبل طارق.
تعتبر فرنسا سبتة ومليلية مغربيتين، وكان جاك شيراك قد نصح رئيس حكومة إسبانيا بفتح حوار مع المغرب حول مستقبل المدينتين.
وفي الاتجاه نفسه، تعتبر فرنسا سبتة ومليلية مغربيتين، وكان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قد نصح رئيس حكومة إسبانيا خوسي ماريا أثنار، سنة 2002، في أعقاب أزمة جزيرة ثورة، بفتح حوار مع المغرب حول مستقبل المدينتين. واندلعت أزمة ثورة خلال يوليو 2002، عندما اصطدم المغرب وإسبانيا حول السيادة على جزيرة ثورة، الواقعة على بعد 175 متر من شواطئ المغرب في مضيق جبل طارق. وتلتزم فرنسا الصمت حالياً بسبب الأزمة التي تمرّ بها العلاقات بين باريس والرباط، والمثير أن الأحزاب الفرنسية في البرلمان الأوروبي لم تعترض، خلال يونيو الماضي، عندما صدر بيان من هذا البرلمان يتحفظ على أحداث اقتحام آلاف المغاربة لسبتة خلال مايو 2021، ويعتبر سبتة ومليلية أراضي إسبانية.