فرنسا.. مجلس الدولة يباشر النظر في موضوع المساحات المخصصة للمسلمين في المقابر
بدأ مجلس الدولة الفرنسي، أعلى هيئة قضائية في البلاد، النظر في ملف يتعلق بالمساحات المخصصة للمسلمين في المقابر، في قضية تعود إلى شكوى تقدم بها نائب برلماني سابق يندد فيها بالفصل الديني داخل المقابر بفرنسا، ما يعد أمراً غير قانوني.
وكان النائب البرلماني قد طالب بإنشاء مقابر خاصة بالمسلمين في المناطق التي تفتقر إليها، وزيادة عدد مقابر المسلمين في المقابر الفرنسية الموجودة إلى يومنا هذا. وقدم شكوى في هذا الموضوع يتساءل: ‘‘هل يجب أن نشجع هذه الرؤية الدينية التمييزية والعنصرية’’، والتي بحسبه تقوض المبادئ الأساسية للحياد العلماني والمساواة أمام القانون الذي تدعو إليه الجمهورية الفرنسية’’.
من جهتها، طالبت فدرالية جمعيات المساجد، عبر موقعها الإلكتروني، المسلمين بالقيام بتعبئة وطنية تهدف إلى لفت انتباه المنتخبين والمسؤولين المحليين حول هذه القضية المحورية.
قرر مجلس الدولة، وبناء على دعوى أمام المحكمة الإدارية في باريس، النظر في طلب إلغاء فصلين من منشور بتاريخ 19 فبراير/شباط 2008 يتعلق بإعادة تهيئة المقابر والتجمعات المذهبية للمقابر. وسيصدر قراره في غضون أسبوعين أو ثلاثة.
يقول مارسيل جيراردين، وهو برلماني سابق، إنه “وبمناسبة دفن لاجئ سوري في عام 2018، في ساحة المسلمين بمقبرة شامبيري’’، أجرى بعض الأبحاث وتوصل إلى منشور صدر عام 2008، طلبت فيه وزيرة الداخلية وقتها، ميشيل أليو ماري، من المحافظين في المناطق تشجيع رؤساء البلديات على الترويج لإنشاء مساحات دفن على أساس ديني طائفي، بهدف تعزيز اندماج العائلات من أصل مهاجر.
بل ذهبت أبعد من ذلك، حيث طلبت من المحافظين أن يتدخلوا أمام رؤساء البلديات، في حالة لم يوافق الأخير على طلب شخص يرغب في أن يُدفن إلى جانب أحد أفراد أسرته أو في قبو عائلي مدرج في مساحة خاصة بطائفة دينية معينة، فلن يتم اعتماد أي علامة أو شعار ديني قد يثير حساسيات عائلات المدفونين هناك.
غير أن هذا الإجراء يتعارض مع القانون العام للسلطات المحلية، الذي ينص على أنه ‘‘يجوز لأي فرد، دون تصريح، أن يضع على قبر قريب أو صديق أي علامة تدل على الدفن’’.
وبحسب تقديرات رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، محمد موسوي، توجد 600 مساحة مخصصة للمسلمين في 40 ألف مقبرة موجودة في فرنسا. لكن هذا غير كاف في ظل الأعداد الكبيرة من المسلمين في فرنسا.
ويدافع محمد موسوي عن رؤيته بالقول إنه يطالب بهذه المساحات لسببين: أولا، لأن مقابر المسلمين يجب أن تكون متجهة نحو مكة المكرمة. ثانيا، أنه عندما يأتي إمام للصلاة جماعة، إذا فعل ذلك في مقبرة بها قبور يهودية أو مسيحية، سوف يصرخ البعض ويندد بــ‘‘أسلمة فرنسا!’’، على حد تعبيره.
إلى جانب ذلك، يؤدي غياب هذه المساحات إلى نقل أكثر من 80 في المئة من جثث المسلمين الذين ماتوا في فرنسا إلى بلدانهم الأصلية. ومما لا شك فيه أن هذا النموذج من الهجرة لا يعزز اندماج هذه الشعوب.