الغلاء يشل سوق السيارات في سورية
عربي تريند_ يصف صاحب معرض السيارات المستعملة بدمشق فهد عامر السوق بـ”فوضى وارتفاع أسعار جنوني”، إذ اجتمعت كل عوامل إعادة إحياء السيارات القديمة وزيادة الطلب عليها، ما زاد الأسعار بأكثر من 30% هذا العام، خاصة على السيارات التي تعود سنة صنعها إلى ما دون عام 2008 لأن أصحابها أبعدوا عن الدعم الحكومي في مطلع العام الجاري.
هذا الأمر زاد الطلب على تلك السيارات التي ارتفع سعرها وسطياً بين 10 و12 ألف دولار، حيث إن سيارة فولكسفاغن “غولف” موديل 1976 اقترب سعرها من 9 ملايين ليرة، وسيارة كورية سنة صنعها 2009 تجاوز سعرها 50 مليونا. (الدولار يساوي 4000 ليرة).
ويشير عامر في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن وقف استيراد السيارات الحديثة، هو العامل الأهم بارتفاع أسعار السيارات القديمة، لأن السوق تشهد طلباً متزايداً، لكن ارتفاع الأسعار، الشهر الجاري، على الأرجح سيشل السوق وربما يطاول الركود قطاع السيارات المستعملة، لافتاً إلى دور ارتفاع أسعار البنزين وندرة الوقود بالتأثير السلبي على سعر السيارات.
وفي حين تشير البيانات الرسمية السورية إلى حجم مبيعات وتسجيل سنوي قبل عام 2011 بين 85000 و90000 سيارة يكشف مدير النقل الطرقي في وزارة النقل بحكومة بشار الأسد محمود أسعد أن عدد المركبات التي سجلت لأول مرة منذ بداية العام الجاري حتى الآن وصل إلى 12772 مركبة من جميع الفئات، علماً أن معظم التسجيل هو لمركبات مستعملة.
ويضيف مدير النقل الطرقي خلال تصريحات صحافية، أن عدد المركبات الجديدة المسجلة لم يزد عن 5000 مركبة خلال الأشهر الماضية من هذا العام، في حين وصل عدد معاملات نقل الملكية إلى ما يزيد على 111.4 ألف مركبة.طاقة
وكانت حكومة بشار الأسد قد قيدت منذ عام 2011 استيراد السيارات الحديثة، لتصل السيارات إلى قوائم المنع التي تصدرتها وزارة التجارة بهدف عدم استنزاف القطع الأجنبي من السوق السورية، ما زاد من الطلب على السيارات القديمة وانتعاش سوق تهريب السيارات الجديدة من الدول المجاورة، عبر المتنفذين، كما يقول الاقتصادي السوري حسين جميل، مستدلاً بالمزادات التي تعلنها وزارة التجارة كل فترة، عن سيارات حديثة وتذرعها أنها من مصادرات الجمارك.