حمد بن جاسم: زيارة بايدن إلى الخليج للضغط من أجل التطبيع وخفض أسعار النفط 
عربي تريند_ حذر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وزير الخارجية القطري السابق، من أن جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن المقبلة للمنطقة، هدفها تسريع عجلة التطبيع، والضغط من أجل خفض أسعار النفط. وشدد على أن الأمريكيين يريدون أن يكون تخفيض الأسعار، الموضوع الرئيس على جدول الأعمال.
كما كشف الشيخ حمد أن كلام الرئيس الأمريكي أنه لن يذهب إلى الاجتماع إلا إذا تحقق بعض التقدم في العلاقة بين إسرائيل وبعض دول مجلس التعاون، ورقة ترويج للانتخابات الأمريكية المقبلة.
وكشف المسؤول القطري السابق، أنه “تتداول الأخبار هذه الأيام حديثا عن احتمال أن يعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الفترة القادمة اجتماعا مع قادة دول مجلس التعاون وقادة مصر والعراق والأردن”.
ويأتي تعليق الشيخ حمد تفاعلاً مع الأنباء المتواترة عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن لدول المنطقة.
وشدد حمد بن جاسم أنه من المعلوم أن “مثل هذه الاجتماعات يسبقها تنسيق وتفاهم حول جدول الأعمال والنتائج المطلوبة، لذلك فإنه ينبغي للدول العربية المشاركة في الاجتماع، أن تنسق وتتشاور مسبقا وقد حدث شيء من ذلك بالفعل”.
واستطرد قائلاً: “أما كلام الرئيس الأمريكي أنه لن يذهب إلى الاجتماع إلا إذا تحقق بعض التقدم في العلاقة بين إسرائيل وبعض دول مجلس التعاون، فهذا من قبيل ما هو مطلوب من أجل الانتخابات النصفية القادمة لمجلسي الشيوخ والنواب، ولكن الأمور متفق عليها حسب علمي”.
وكشف وزير الخارجية القطري السابق، بعض تفاصيل جدول أعمال الاجتماع المرتقب المقبل بين جو بايدن وزعماء دول عربية يلتقي بهم.
وأعلن حمد بن جاسم أنه يعلم أن “الاجتماع سيركز على مشكلة ارتفاع أسعار النفط” .
وأوضح أن الأمريكيين يريدون أن يكون تخفيض الأسعار الموضوعَ الرئيس على جدول الاعمال، ولا يريدون ضمان الحد الأدنى للأسعار، لأنهم يعتبرون ذلك من عمل آليات اقتصاد السوق.
واستعرض الشيخ حمد في بعض التوصيات التي يراها ضرورية حتى تفرض دول مجلس التعاون والدول العربية التي تحضر الاجتماع منطقها وخياراتها.
وقال في هذا الصدد: “من هنا فإنني أدعو لأن تضع الدول المشاركة في الاجتماع أجندة عمل تطرح بنودها بوضوح”.
وأبرز التوصيات التي يراها الشيخ حمد أولوية ملحة، هي أن تشمل الولايات المتحدة دول الخليج العربية تحت الغطاء النووي الذي توفره للعديد من الدول،” وشدد أن هذا مطلب طرحته دول الخليج سابقا”. واعبر في هذا الصدد، أن الولايات المتحدة، إن كانت فعلياً لا تريد اندلاع سباق تسلح نووي في المنطقة، فلا بد أن تستجيب لهذا الطلب.
وحول الملف الثاني الحيوي المرتقب في أجندة زيارة الرئيس الأمريكي المقبلة للمنطقة العربية، هو النفط.
وشدد ابن جاسم أنه “بالنسبة لأسعار النفط، فلا بد أن نشير إلى أن شعوبنا تأثرت كثيرا في السنوات الماضية من انخفاض الأسعار، ولذلك فإن الارتفاع الحالي للأسعار تعويض لما خسرناه في السابق”. واستطرد أنه ليس من المتحمسين للأسعار العالية، ولا يعارض تحقيق التوازن في السوق ليخدم ذلك دول المنطقة لفترة أطول.
وأضاف أنه ما زال يعتقد أن الارتفاع الحالي للأسعار هو آخر ارتفاع كبير، وقد يتجاوز مستويات الأسعار الحالية، وقد يستمر الارتفاع في المدى المتوسط. مشيرا إلى أنه يعتقد أن انخفاض الأسعار الكبير قادم وقد يكون دائما.
وأشار إلى أن العامل وراء ذلك يكمن في “ما تشهده الأسواق من بدائل للنفط بفضل مليارات الدولارات التي تستثمرها البنوك والحكومات في بدائل النفط، كما أن البنوك وشركات التمويل العاملة في تمويل مشاريع النفط بدأت بتقليص الاستثمارات رغم أن هذا التقليص سلاح ذو حدين”.
وأشار الشيخ حمد بن جاسم إلى أنه في حال فشلت جهود تطوير البدائل، ستظل الأسعار مرتفعة لفترة أطول.
وحول موضوع العلاقات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومسار التطبيع الذي التحقت به عدد من الدول العربية، أبرز الشيخ حمد بن جاسم وجهة نظره حول الموضوع.
وقال إن “هناك أجندة لفتح آفاق تعاون أوسع مع إسرائيل وهذا لا بأس به إن كان مرتبطا بتقدم حقيقي في عملية سلام يراد منها الوصول إلى حل الدولتين على حدود 67، بضمانات أمريكية، حتى تكون المصالح مشروعة”.
ويشدد الشيخ حمد في هذا السياق، أن دول المنطقة “إذا قدمت كل المصالح والتفاهمات قبل الوصول إلى خارطة طريق مضمونة، لن يكون هناك سلام حقيقي”.
واختتم تحليله للتطورات الحاصلة في المنطقة والتي سردها على حسابه في تويتر، بالحديث عن التحديات التي تواجه دول الخليج العربي. مشيراً إلى أنه “لا بد من استغلال عائدات النفط المرتفعة لإحداث نهضة حقيقية تعزز إنتاج دولنا قبل الانخفاض القادم للأسعار”. مؤكداً أن “الحكومات لن تستطيع أن تبرر لشعوبها الفشل في الاستعداد لذلك اليوم”.
وشدد حمد بن جاسم أن “هذه بعض الأفكار التي أعتقد أنها مناسبة للطرح باعتباري مواطناً عربياً فحسب”.
زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي للخليج
وكشفت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، أن “البيت الأبيض قرر تأجيل جولة الرئيس جو بايدن الشرق أوسطية المرتقبة، من الشهر الجاري إلى يوليو/ تموز المقبل، بالإضافة إلى توسيعها لتشمل المملكة العربية السعودية وإسرائيل“.
ونقلت عن مصادر في الإدارة الأمريكية (لم تسمّها) قولها إن “البيت الأبيض يخطط الآن لإعداد برنامج رحلة أوسع إلى الشرق الأوسط الشهر المقبل”.
وأضافت المصادر: “نعمل حالياً على تنسيق رحلة الرئيس بايدن إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي”.
وأكدت أنها “ستقوم بتأكيد التواريخ فور تحديدها رسمياً”.
ولم يؤكد البيت الأبيض علنا خطة جولة الرئيس الأمريكي الشرق أوسطية المقبلة.
ومؤخراً أعلن الرئيس الأمريكي أنه قد يزور السعودية “ضمن جولة مرتقبة في الشرق الأوسط”.
وقال في كلمة مصورة: “هناك احتمال أن أذهب إلى دول في الشرق الأوسط وقد تكون السعودية إحداها”.
وخلال الشهور الأخيرة، عززت إدارة بايدن تعاونها مع الرياض بشأن مجموعة من القضايا، لا سيما في السعي لإنهاء الحرب التي استمرت 8 سنوات بقيادة السعودية في اليمن المجاور.