ذي هيل: شهر حزيران حاسم في دور أمريكا العالمي ونظرة الدول لها
عربي تريند_نشر موقع “ذي هيل” مقالا لسايمون هندرسون، الخبير بشؤون النفط والطاقة، قال فيه إن أسعار النفط وسياسة الشرق الأوسط تلقي بظلالها على بداية الصيف في أمريكا.
وقال الكاتب: “نحن في أسبوع مهم بشكل محتمل في تحركات سوق النفط. ففي الوقت احتفل فيه الأمريكيون بيوم الذكرى (تذكر الجنود الذين سقطوا أثناء الخدمة في الجيش الأمريكي) ووصول الصيف وإن بشكل غير رسمي، إلا أن أسعار النفط تواصل الارتفاع إلى 120 دولارا للبرميل”. وتفيد التقارير أن الأسعار في محطات الوقود لا تنعكس نقصا في الرحلات على الشوارع، ولكن من المبالغة الاعتقاد أن السائقين الأمريكيين لا يهتمون بالأسعار في محطات الوقود، أو يظهرون بمظهر الثري الذي لا تهمه الأسعار. فهناك عوامل عدة تلعب دورا في أسعار النفط، ومن التعجل التفكير أنها لن ترتفع”.
وجزء من أهمية الأيام المقبلة نابع من اللقاءات المهمة التي ستعقد أو عقدت. ففي الأسبوع الماضي، اتفق وزراء الطاقة بمجموعة الدول السبع في اجتماعهم بألمانيا، على أهمية “زيادة أوبك الإنتاج”. وفي هذا الأسبوع، سيلتقي أعضاء أوبك + روسيا، يومي 2 و3 حزيران/ يونيو، الذين يعتبرون زيادة الإنتاج بحسب ما اتُفق عليه في السابق، وهو 400 ألف برميل في اليوم.
ولن يكون هذا المعدل كافيا ليترك أثره على أسعار النفط. ومن المحتمل أن تتفق أوبك على أن الأسواق ليست بحاجة للمزيد من النفط. وليس هذا مفاجئا، لأن أعضاء المنظمة يفضلون سعر برميل النفط عند 120 دولارا. وباعتبارها قائدة لمجموعة أوبك، فلم تعد السعودية تعتقد أن لديها ترتيبا مع الولايات المتحدة لزيادة معدلات إنتاج النفط مقابل الأمن.
رغم الزيارة التي قام بها رجل الاتصال في البيت الأبيض مع الشرق الأوسط بريت ماكغيرك ومبعوث الطاقة عاموس هوشستين، إلى الرياض، فالحاكم الفعلي وولي العهد، محمد بن سلمان لا يرى أنه ملتزم بأي شيء تجاه واشنطن. وربما كان هذا عاملا آخر قابل للتغير، ذلك أن مساعدي الرئيس جو بايدن يعملون على ترتيب زيارة للرئيس إلى الشرق الأوسط رغم كراهية البيت الأبيض من تعنت ولي العهد السعودي والآخرين. ويتساءل الكاتب إن كان بن سلمان سيزيد من إنتاج النفط مقابل مصافحة من بايدن واعتراف بأنه القوة الحقيقية بعد وفاة والده الملك سلمان؟
ويجيب الكاتب: “لا تحبس أنفاسك، فالإشارات المتزايدة بأن السعودية وإسرائيل تقتربان من اتفاق تاريخي، قد تزيد من تعنت المواقف”. ويرى الكاتب أن إيران وأوكرانيا ستلقيان بظلهما على لقاءات الأيام المقبلة. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتقد أنه على حافة تحقيق انتصار تكتيكي إن لم يكن إستراتيجيا في دونباس، وكنتيجة لهذا، يعتقد أنه قد يجد طريقا لتجنب محاولات أوروبا الضغط عليه في مجال الطاقة. أما إيران، فتبدو مصممة على عدم فرض القيود على برنامجها النووي.
وقد لا يسمح هذا التحليل بما هو غير متوقع، لكن حدث هذا من خلال احتجاز إيران ناقلتي نفط يونانيتين في الخليج ردا على احتجاز البحرية الأمريكية ناقلة نفط إيرانية في اليونان. ونتيجة التحرك الإيراني متوقعة، لكنها تعكر أجواء المحادثات الدبلوماسية.
ويقول الكاتب إن الحسابات في ذهن البيت الأبيض لحل هذا اللغز، هو أثرها على حظوظ الرئيس بايدن في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر النصفية. ومحاولة توقع ما سيحدث أمر معقد، فهناك الكثير من الأجزاء المتحركة، وستكون نتائج استطلاعات الرأي مهمة للتحليل. وعليه فشهر حزيران/يونيو سيكون مهما فيما يتعلق بدور واشنطن في العالم ونظرة ومفاهيم العالم لها.