حرب أوكرانيا تدفع الاتحاد الأوروبي نحو تسريع صناعة عسكرية موحدة ودفاع مشترك
عربي تريند_ تعمل الحرب الروسية ضد أوكرانيا على تسريع عملية الدفاع العسكري المشترك في أوروبا وكذلك عملية التصنيع الحربي، في حين تبقى تعهدات ومقترحات حربية مثل إرسال قوافل عسكرية إلى ميناء أوديسا لضمان تصدير الحبوب الأوكرانية نحو العالم مجرد تصريحات بدون أسس واقعية.
في هذا الصدد، اتفق رؤساء الدول والحكومات الأوروبية الثلاثاء من الأسبوع الجاري في قمة بروكسيل على تسريع عملية التنسيق العسكري بين الدول الأعضاء لا سيما في اقتناء الأسلحة على المدى القصير لسد نقاط الضعف الدفاعي أمام قوى كبرى مثل روسيا أساسا دون إغفال الصين.
وقبل بدء القمة، قال ممثل السياسة الخارجية والدفاع الأوروبي جوزيب بوريل بأن الاتحاد الأوروبي عليه أن يكون قوة عسكرية كبرى ويشجع على الصناعة العسكرية. ويركز هذا المسؤول الأوروبي على هذه القضايا منذ سنتين بسبب التقدم الصيني والقوة الروسية مقابل التأخر الأوروبي.
ومن ضمن ما جرى الاتفاق بشأنه في هذه القمة دون تردد هو تعويض الذخيرة الحربية التي جرى تقديمها إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد الهجمات الروسية. وتتجلى النقطة الثانية في التنسيق الطوعي في مشتريات الأسلحة بين الدول الأعضاء لتكون الصفقات مكملة لبعضها البعض في الوقت الراهن. ولم تعد الدول الأوروبية قادرة على تقديم المزيد من الذخيرة الحربية وبعض الأسلحة الخفيفة إلى أوكرانيا لأن مخزونها تراجع بشكل كبير.
في الوقت ذاته، يعمل الاتحاد الأوروبي على تشجيع التصنيع الحربي مع سن إجراءات ضريبية مشجعة للبحث في هذا المجال. ويتوفر الاتحاد الأوروبي على برنامج للتصنيع الحربي المشترك شهد في الماضي تعثرا بسبب السياسية الأحادية للدول الأعضاء، غير أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا تعمل على تسريعه في الوقت الراهن. وأعلنت بعض الدول الأعضاء مسبقا ميزانية ضخمة مثل حالة ألمانيا بتخصيص مائة مليار يورو لتحديث ترسانتها من الأسلحة. وترغب فرنسا في أن يشكل الوعي الجديد بالدفاع الأوروبي عن رهان الدول الأعضاء على الصناعة العسكرية الأوروبية مثل المقاتلات الفرنسية رافال أو الفرقاطات والغواصات التي تصنعها عدد من الدول مثل ألمانيا وإسبانيا بدل الرهان فقط على الصناعة العسكرية الأمريكية. ويبدو أنه على المدى القصير ستكون الشركات الحربية الأمريكية هي الرابح الرئيسي بحكم قوة الإنتاج وسرعته وقوة السلاح الأمريكي. ومن ضمن الأمثلة، قررت عدد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا اقتناء مقاتلات إف 35 مباشرة بعد اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية.
وكان ينتظر من هذه القمة معالجة تشكيل قوافل عسكرية بحرية نحو ميناء أوديسا في البحر الأسود لمساعدة أوكرانيا على تصدير الحبوب والذرة إلى باقي العالم للتخفيف من ارتفاع الأسعار ومن شبح المجاعة الذي يهدد بعض دول العالم التي تعتمد على المنتجات الزراعية الأوكرانية، غير أنه يجري التريث كثيرا في هذا الملف بحكم صعوبة تطبيقه. وصرح رئيس الأركان الحربية الأمريكية مايك ميلي أمس الثلاثاء أن قرارا خطيرا من هذا النوع يحتاج إلى مصادقة البيت الأبيض بحكم أن السفن الحربية الأمريكية هي التي ستتولى الدور الأكبر في هذه العملية إن جرى تبنيها.
وعمليا، يعد مقترح تسيير قوافل حربية بحرية نحو ميناء أوديسا غير واقعي بحكم سيطرة روسيا على البحر الأسود وسهولة استهداف أي سفينة حربية، ثم استبعاد تركيا الترخيص للسفن الحربية العبور عبر البوسفور، وأخيرا تجنب واشنطن الاحتكاك مع روسيا عسكريا لتفادي التسبب في مواجهات قد تخرج عن السيطرة نحو حرب شاملة قد تكون حربا عالمية ثالثة.