لوفيغارو: “في تونس.. عزلة قيس سعيد”
عربي تريند_ قالت صحيفة “لوفيغارو” إنه منذ أن ضرب قيس سعيد بيد من حديد دواليب قيادة الحكم في البلاد، أعاد الرئيس التونسي تشكيل مؤسسات البلاد، ما أثار قلق الديمقراطيين. فهو دكتاتور متآمر بالنسبة لخصومه، فيما يمثل صوت الشعب بالنسبة لمؤيديه، لكن شعبيته آخذة بالتراجع تدريجياً.
وأضافت الصحيفة أنه بعد عشرة أشهر من قراره تجميد مجلس النواب -الذي تم حله في 31 مارس- أجرى قيس سعيد حملة تمشيط حقيقية في معظم مؤسسات الدولة. قام الجيش بتطويق مجلس النواب العاجز وسط خلافات عنيفة بين النواب.
كما أغلقت الشرطة هيئة مكافحة الفساد، التي اتُهم بعض قادتها علانية بالفساد دون أي إجراءات قانونية، وتمت إعادة تشكيل المجلس الأعلى للقضاء والهيئة العليا المستقلة للانتخابات واختيار أعضائهما من قبل الرئيس. هذه الأخيرة سيكون عليها تنظيم استفتاء في 25 يوليو على تعديل الدستور.
وفي الوقت نفسه، فإن ممارسة قيس سعيد للسلطة بصفة منفردة، تقدم الحجج لمنتقديه الذين يصفونه بالديكتاتور. وحتى من بين أولئك الذين أيدوا إعلان الرئيس في 25 تموز/ يوليو فرض “التدابير الاستثنائية”، بدأت الشكوك تساور البعض.
وتابعت “لوفيغارو” التوضيح أن المجتمع الدولي يبقى من جانبه، متحفظا حتى الآن وأصبح قلقًا أكثر فأكثر. النائب الإسباني خافيير نارت، الذي عاد من تونس في إطار زيارة عمل، ندد خلال لقاء على الهواء مباشرة من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، بما وصفه “الرئيس المصاب بالتوحد الذي يعيش في دائرته”.
وأضاف خافيير نارت بأن قيس سعيد صارم في تفكيره، وذهب إلى حد مقارنته بفرانكو “الذي قال إن إسبانيا هي هو، وهو نفسه إسبانيا، وهذا في ظل وضع اقتصادي متفجر حيث يتم تدمير المؤسسات”.
وكشف النائب أن الاتحاد الأوروبي اضطر إلى تمويل سفينتين من القمح “لأنه لم يكن هناك قمح ولا أموال لدفع ثمن هذا القمح، وإذا لم نعط الأموال النقدية، فلن يتم تفريغ الشحنة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تونس واجهت نقصا حادا في نهاية فصل الشتاء في ظل صعوبات اقتصادية منذ سنوات، تكافح الدولة الصغيرة للتعافي من أزمة كوفيد-19. وهي تتفاوض اليوم بشأن قرض من صندوق النقد الدولي، هو الرابع منذ ثورة 2011. في غضون ذلك بلغ معدل التضخم في تونس 7.5 في المئة.
وأعلنت الحكومة عن زيادة أسعار الدجاج والحليب والبيض مطلع مايو/ أيار، وهو ما لا يصب في مصلحة الرئيس سعيد الذي كان يحظى بشعبية كبيرة خلال إعلانه فرض التدابير الاستثنائية في 25 تموز/ يوليو. وقد وصلت شعبيته إلى 80% في سبتمبر الماضي، غير أنه فقد 21 نقطة منذ ذلك الحين. وقد تستفيد المعارضة، التي تكافح من أجل تحفيز القوى السياسية الأخرى في البلاد، حتى لو كان حزب النهضة لا يحظى بالشعبية المطلوبة بشكل خاص. باعتباره يتحمل مسؤولية إخفاقات السنوات العشر الماضية منذ أن شارك التشكيل الإسلامي في كل من الحكومات المتعاقبة أو دعمها.
في نهاية أبريل الماضي، رأت “جبهة الإنقاذ الوطني” النور بقيادة الناشط اليساري أحمد نجيب الشابي، وتهدف إلى جمع كل التشكيلات الاشتراكية الديموقراطية المعارضة لقيس سعيد. يوم الأحد 15 مايو، تظاهر بضعة آلاف من الأشخاص لأول مرة تحت راية هذا التحالف. كانت المسيرة واحدة من أكبر التجمعات في الأشهر الأخيرة. قبل ذلك بأسبوع، نظم أنصار قيس سعيد مظاهرة دعم.