انتهاء انتخابات لبنان في الخارج: 60% نسبة التصويت وتسجيل مخالفات وضغوطات حزبية
عربي تريند_ انتهت، اليوم الإثنين، المرحلة الثانية من انتخابات لبنان النيابية لعام 2022، بعد تصويت كل المغتربين في 58 دولة، وقد وصلت نسبة الاقتراع إلى حدود 60 بالمائة.
ووفق الأرقام الأولية غير النهائية التي أعلن عنها مدير المغتربين في وزارة الخارجية، هادي هاشم، فقد صوّت ما بين 128 ألف ناخب و130 ألفا، مقيمين بالخارج، فيما كانت نسبة المشاركة في انتخابات 2018 قد بلغت 50.76 بالمائة.
وسجلت سورية أعلى نسبة اقتراع بين الدول بحسب هاشم، حيث اقترع 853 ناخباً من أصل 1018، مشيراً إلى أن الأرقام المعلن عنها غير نهائية بانتظار أن تصدر عن لجان القيد في 15 مايو/ أيار الجاري.
ويعوّل الكثير من اللبنانيين، خصوصاً الذين شاركوا في انتفاضة 17 تشرين، على أصوات المغتربين التي قد تلعب دوراً في العديد من الدوائر الانتخابية من ناحية تأمين حواصل للوائح المجموعات المدنية خصوصاً أن المقيمين في الخارج ولاسيما في فرنسا ودول أوروبية ودبي، شاركوا من أماكن إقامتهم بتحركات ونشاطات داعمة للتحركات الشعبية، مؤكدين أنهم يدعمون تغيير الطبقة السياسية.
وانطلقت المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين الجمعة في 9 دول عربية إلى جانب إيران. ورغم تراجع نسبة الاقتراع في السعودية إلى 49.3 بالمائة مقارنة بـ 56.2 بالمائة عام 2018، بيد أن عدد المقترعين ارتفع من 1792 إلى 6456. وكان لافتاً التواجد الكثيف لماكينات حزبي “القوات اللبنانية” بزعامة سمير جعجع، و”التقدمي الاشتراكي” بزعامة وليد جنبلاط في السعودية.
وتبقى الأنظار مصوّبة إلى الأرقام الرسمية لمقاربة نسبة اقتراع الناخبين في دول الخليج، في ظل مقاطعة “تيار المستقبل” برئاسة سعد الحريري الانتخابات خصوصاً بعد موقف دار الفتوى الداعي للمشاركة الكثيفة في الانتخابات. وسيكون الاهتمام منصبّاً على أين ذهبت أصوات الذين قرّروا المشاركة في العملية الانتخابية، وسط تأييد سعودي لـ”القوات اللبنانية” ولائحة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة في بيروت الثانية بشكل أساسي.
واستكملت المرحلة الثانية من تصويت المغتربين في 48 دولة بينها الإمارات التي باتت تعتمد الأحد عطلة نهاية الأسبوع، والتي خطفت الأضواء الانتخابية أمس نظراً للإقبال الكثيف على الاقتراع الذي تخطى الـ14 ألفا من أصل 25 ألفا. ورغم الأجواء الساخنة ووجود مركزي اقتراع فقط ضيّقين، اصطف الناخبون بالمئات بطابور طويل حتى ساعات المساء للإدلاء بأصواتهم في ظل أجواء احتفالية تنشد التغيير ورغبتها في إسقاط القوى السياسية التقليدية التي ساهمت في تهجيرها.
كما نالت العاصمة الألمانية برلين، التي اقترع فيها أكثر من 7 آلاف ناخب، حصتها من الضجة “السياسية الإعلامية” في ظلّ تحويلها من قبل ناخبي “حركة أمل” (بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري) إلى “الشياح البيروتية” أحد معاقلها وحليفها “حزب الله”.
ووفق أرقام غير نهائية، تخطت نسبة الاقتراع في أوروبا حوالي 56.15 بالمائة، ووصلت في أفريقيا إلى 50.89 بالمائة، فيما لم تتجاوز 10.02 بالمائة بأميركا الشمالية، و9.67 بالمائة بأميركا اللاتينية.
وقال مدير المغتربين في وزارة الخارجية، خلال مؤتمر صحافي اليوم الإثنين: “هدفنا كان الوصول إلى أكثر من 70% خصوصاً مع ارتفاع عدد المسجلين لدورة 2022 وبلوغهم حوالي 225 ألف ناخب”، معرباً عن أمله أن تكون المشاركة أكثر كثافة في الانتخابات النيابية القادمة عام 2026.
وأشار هاشم إلى أن “انتخابات المغتربين شهدت أكبر عملية لوجستية بتاريخ لبنان الحديث، إذ جرت في 58 دولة، وضمت 205 ميغاسنتر، و598 قلم اقتراع ومشاركة أكثر من 2000 موظف و250 دبلوماسيا”.تقارير عربية
وتوقف هاشم عند بدء انتخابات المغتربين اللبنانيين من إيران يوم الجمعة وانتهاء العملية في آخر قلم على الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أنها مفارقة لافتة يأمل أن تنعكس خيراً على لبنان.
وتابع قائلاً: “عملنا مستمرّ لحين استقبال كل صناديق الاقتراع وتأمين وصولها سالمة إلى الخزنة المركزية في مصرف لبنان”، لافتاً إلى أن الصناديق بدأت تصل تباعاً.
وفي ما يخص إحدى الحقائب التي وصلت من قطر وفيها ثقب بحدود 20 سنتيمتراً، أوضح المتحدث ذاته أنه قد تم تدوين ذلك بالمحضر بوجود مراقبَيْن من الجمارك، ومراقب من وزارة الداخلية، وممثلي الخارجية وتم إيداعه لوزارتي الداخلية والعدل بغية إحالته إلى لجان القيد التي تقرّر ما إذا كان يتمتع بالمواصفات أو لا.
وفي سياق تقييم المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية التي جرت أمس الأحد، وثق مراقبو “الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات” (لادي) بعض المخالفات الانتخابية، وقد تفاوتت بين دعاية انتخابية في محيط العديد من مراكز الاقتراع، ما يشكّل خرقاً للصمت الانتخابي، وتوجيه الناخبين من قبل بعض المندوبين والضغط عليهم.
من ضمن المشاهدات العامة، يقول تقييم “لادي”، إنه لوحظ حصول أخطاء في لوائح الشطب، حيث اشتكى العديد من الناخبين للجمعية من أن أسماءهم إما لم ترد في اللوائح رغم تسجيلهم ضمن المهلة المحددة، وإما تضمّنت بعض المعلومات المغلوطة.
ولاحظ مراقبو “لادي” أن هيئات القلم لم تعط في بعض الحالات قسيمة اقتراع جديدة إلى الناخبين في حال ارتكبوا خطأ في الاقتراع، رغم أحقيتهم بذلك قانونياً.تقارير عربية
على مستوى الضغط على الناخبين، رصد مراقبو الجمعية العديد من حالات توجيه للناخبين من قبل مندوبي بعض الأحزاب، الذين تواصل العديد منهم مع الناخبين بشكل مباشر داخل مراكز الاقتراع، ودعوتهم إلى التصويت بشكل محدد.
كما سجّل مراقبو “لادي” تجمّع بعض المجموعات الحزبية أمام بعض مراكز الاقتراع، وإطلاقها هتافات وشعارات مؤيدة لقوى محدّدة، إضافةً إلى الضغط على بعض الناخبين لمنعهم من التعبير عن رأيهم.
كذلك سُجِّل العديد من حالات الضغط على الناخبين من قبل بعض الأحزاب السياسية، وهو ما أدّى إلى حدوث بعض الإشكالات في أكثر من مكان.