معظم المعتقلين المفرج عنهم من سجون النظام السوري جرى اعتقالهم بعد صيف 2018
عربي تريند_ قالت وزارة العدل التابعة لحكومة النظام السوري إنه جرى الإفراج عن عشرات المعتقلين خلال اليومين الماضيين بناء على مرسوم العفو رقم 7 الأخير الذي أصدره بشار الأسد، فيما أكدت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، أن معظم المفرج عنهم جرى اعتقالهم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، فيما يبقى هناك آلاف المفقودين قبل عام 2018.
وذكرت وزارة العدل في حكومة النظام الثلاثاء، بحسب ما نقلته وكالة سانا أنه “تطبيقاً لمرسوم العفو رقم 7 عن الجرائم الإرهابية الذي أصدره الأسد، فقد تم خلال اليومين الماضيين إطلاق سراح مئات السجناء الموقوفين من مختلف المحافظات السورية”.
وزعمت الوزارة أنه “سيتم استكمال إجراءات إطلاق سراح الموقوفين”، موضحة أن الإجراءات “هي بين محكمة جنايات الإرهاب والنيابة العامة لدى محكمة الإرهاب، إضافة إلى عدد من الموقوفين الذين تم الطعن في قراراتهم، وسوف تتولى الغرفة الخاصة بمحكمة الإرهاب أمر إطلاق سراحهم خلال اليومين القادمين”.
وأضافت الوزارة أن “جميع السجناء المشمولين بمرسوم العفو سيتم إطلاق سراحهم تباعاً، خلال الأيام القادمة.” وكان عفو النظام قد أكد أن من يشملهم هم غير المتهمين بالقتل.
في غضون ذلك، قالت مصادر متابعة لموضوع المعتقلين من دمشق، فضلت عدم الكشف عن هويتها، لـ”العربي الجديد”، إن النظام أفرج عن قرابة 250 شخصا خلال يومي الأحد والإثنين الماضيين جلهم من درعا وريف دمشق وحمص، مؤكدة أن 90 بالمائة من الذين خرجوا من معتقل صيدنايا سيئ السمعة وبقية السجون هم ممن اعتقلهم النظام بعد صيف عام 2018 عقب عمليات التسوية في درعا وحمص.أخبار
فوضى وإذلال
وينتظر آلاف من الناس في منطقة جسر الرئيس وسط دمشق الشاحنات العسكرية التي تقلّ المعتقلين المفرج عنهم، وذلك بهدف التعرف إلى أبنائهم المفقودين، لعل أحدهم يكون بين المفرج عنهم، إذ إن النظام لم يوزع مسبقا ولم يعلن قائمة بأسماء الذين سيجري الإفراج عنهم.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”: “يبدو أن النظام يريد أن يحدث ضجة إعلامية من خلال العملية وإذلال الناس أيضا”، مؤكدة أن الإفراج في اليوم الأول “كان عن معتقلين كان النظام قد أعلم ذويهم بوفاتهم، ما دفع بالكثير من الناس إلى التجمع لعل ابنهم المعتقل سيخرج إلى الحياة مجددا”.
وأوضحت المصادر أن “هناك نسبة من المعتقلين هي من المختفين قسرا في سجون النظام منذ 10 سنوات على الأقل، وبعضهم أعلم النظام ذويهم بوفاتهم، لكن جل من خرج من صيدنايا أو من فروع الأمن الأخرى هم ممن اعتقلهم النظام بعد صيف عام 2018 وخاصة الذين ينحدرون من درعا”.
وقالت المصادر إن النظام يقوم بإطلاق سراح معتقلين بشكل غير منظم، ومرة تأتي السيارات العسكرية حاملة معتقلين تتركهم وتذهب ومرة تأتي فارغة ويقوم الناس بملاحقتها في الطريق وكأن النظام يتقصد فعل ذلك بهدف إذلال الناس التي تنتظر سماع خبر عن أبنائها المعتقلين.
وأوضحت المصادر أن مدينة صيدنايا ومنطقة جسر الرئيس في مدينة دمشق إضافة إلى الساحات في مدينة عدرا تشهد ذات الحالة من التجمع، وهناك عائلات جاءت من مناطق بعيدة بعد سماع الأخبار لعلها تجد أبناءها من بين المفرج عنهم.
من جانبها، حذرت “الحملة الدولية لإنقاذ المعتقلين السوريين” ذوي المعتقلين من عمليات ابتزاز يقوم بها “نصابون” بحجة أنهم يساعدون بزج اسم معتقل بالعفو مقابل مبلغ من المال، مؤكدة في بيان لها أن “لوائح العفو واضحة والأسماء قد حددها النظام من قبل”.
وكان النظام السوري قد أبلغ سابقا الكثير من العائلات بوفاة أبنائهم، إلا أن بعضهم ظهر على قيد الحياة بعد خروجه من المعتقل ضمن المفرج عنهم على خلفية “العفو” الرئاسي الأخير من قبل بشار الأسد.أخبار
إنزال جوي للتحالف
من جانب آخر، قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن قوات أميركية ضمن التحالف الدولي ضد “داعش”، نفذت أمس إنزالا جويا في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، جرى خلاله اعتقال 5 أشخاص بينهم طبيب، مضيفة أنه جرت مداهمة عيادة الطبيب أثناء عمله واعتقال كل من كان هناك.
وأجرت قوات التحالف سابقا عشرات العمليات المشابهة اعتقلت خلالها المئات من الأشخاص بتهمة التعامل أو الانتساب إلى تنظيم “داعش”، وبعض عمليات الإنزال جرت خلالها اشتباكات أدت إلى قتلى وجرحى.
إلى ذلك، قتل وجرح عناصر من “قسد” في اشتباك مع فصائل من “الجيش الوطني” على محور قرية كيمار وقرية كفرخاشر بريف حلب الشمالي، تخلله قصف متبادل على محاور عفرين وتل رفعت.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن الاشتباكات وقعت إثر محاولة تسلل من عناصر “قسد” إلى مواقع لـ”الجيش الوطني” والجيش التركي في المنطقة.
وأضافت المصادر أن قصفا مدفعيا من “قسد” طاول موقعا للجيش التركي في منطقة كلجبرين بريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أن هناك إصابات جراء القصف بين الجنود الأتراك.
وقالت وكالة أنباء “هاوار” التابعة لـ”قسد” إن قصفا عنيفا بأكثر من 100 قذيفة مدفعية طاول مناطق في قرى قنيطرة وبينة وصوغانكة في ناحية عفرين، إضافة إلى قرى عين دقنة ومرعناز وبيلونية وشوارغة وقلعة شوارغة في ناحية تل رفعت دون وقوع خسائر بشرية.
وتشهد محاور التماس بين الطرفين في شمالي سورية بشكل شبه يومي قصفا متبادلا ومحاولات تسلل، إضافة لإطلاق نار أدى إلى خسائر بشرية من الطرفين.