هل تستعد موسكو لضرب نقاط تجميع الأسلحة الغربية في بولندا قبل نقلها إلى أوكرانيا؟
عربي تريند_ حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من احتمال تطور الحرب في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة، وتأتي هذه التصريحات نتيجة الدعم العسكري الغربي للقوات الأوكرانية. وبدأت روسيا تستهدف السكك الحديدية التي يفترض أنها ستنقل جزءا من هذا الدعم العسكري وقد تغامر بضرب مناطق في بولندا تقوم بتجميع هذا الدعم قبل إرساله إذا أحست أن هذه الحرب قد تنقلب إلى حرب استنزاف ضدها.
وباستثناء مطالبة الرئيس فلاديمير بوتين لقواته بإعداد الأسلحة النووية، تجنبت روسيا التهويل العسكري خلال الأسابيع الأخيرة واقتصر خطابها على التأكيد على تدمير البنية العسكرية الأوكرانية وضم شرق وجزء من جنوب أوكرانيا. غير أنه خلال الأيام الأخيرة، بدأت موسكو بالتلويح بفرضية توسيع الحرب نتيجة الدعم العسكري الغربي. وكان بوتين قد حذّر من مساعدة الغرب لأوكرانيا عسكريا، واعتبر أن الغرب بهذا يتورط في الحرب. وجاءت تصريحات لافروف الثلاثاء من الأسبوع الجاري بحديثه عن احتمال تطور الحرب إلى حرب عالمية ثالثة.
ويعود الموقف الجديد لموسكو إلى ارتفاع الدعم الغربي بأسلحة نوعية للغاية للقوات الأوكرانية وفرضية مشاركة عناصر من قوات العمليات الخاصة في تنفيذ عمليات كوماندوز دقيقة ضد القوات العسكرية الروسية، مما جعلها تتكبد خسائر ملحوظة في بعض المناطق. ومن ضمن هذه الأسلحة صواريخ من النسخ المتطورة من ستينغر أساسا ضد الطائرات المروحية ثم نسخ متطورة من غافلين وكارل غوستاف ضد الدبابات والمدرعات وبنادق استثنائية تعمل على تعطيل الآليات العسكرية تدخل ضمن خانة ما يعرف بـ Rifle Antimaterial. وكانت جريدة “القدس العربي” قد عالجت نوعية هذه الأسلحة والتكتيك الميداني في مقال الأحد الماضي بعنوان “خوفا من حرب استنزاف طويلة المدى، روسيا تسعى لتجنب السقوط في الفخ العسكري الغربي”.
ويبدو أن روسيا بدأت تشعر بإمكانية امتداد الحرب زمنيا نظرا للدعم الغربي النوعي الذي يعني استنزاف القوات الروسية كما حدث مع الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان أو السوفيتي في أفغانستان. ولهذا بدأت تتخذ قرارات ومنها مهاجمة السكك الحديدية. وكانت وزارة الدفاع الروسية تستهدف تجمعات الجيش والقواعد العسكرية والمصانع الحربية وتتجنب تدمير البنية التحتية إلا في حالات استثنائية قليلة مثل تدمير بعض الجسور لمنع تقدم الجيش الأوكراني أو قطع الطريق عليه في بعض المناطق.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس الاثنين عن تدمير 6 محطات للسكك الحديدية، وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف أن القوات الروسية دمرت تلك المحطات بالأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة وضمت تلك المحطات: كراسنوي، وزدولبونوف، وجميرينكا، وبيرديشيف، وكوفيل وكوروستين التي تستقبل الأسلحة الغربية”. واعتبر أن هذه المحطات تلعب دورا هاما في تزويد المقاتلين في دونباس بالأسلحة الغربية.
وأقدمت روسيا على هذه الضربة العسكرية النوعية باستهداف السكك الحديدية وأغلبها في غرب البلاد بالتزامن مع زيارة وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن إلى كييف والاجتماع مع الرئيس فولاديمير زيلنسكي والتعهد بالرفع من القدرات العسكرية الأوكرانية.
وتبقى تصريحات لافروف للتلفزيون الروسي بحرب عالمية ثالثة هو أن الرفع من استهداف العتاد الغربي الذي يتم إدخاله الى أوكرانيا قد يدفع موسكو الى ضرب نقاط تجميع هذا العتاد في بولندا، الأمر الذي قد يوسع من دائرة الحرب. وهناك سيناريوهان في حالة ضرب بولندا، الأول سيجعل الغرب يرد على روسيا في الأراضي الأوكرانية دون شن هجمات على الأراضي الروسية، والثاني هو الرد على القوات الروسية في أراضيها، وهو السيناريو الأسوأ الذي سيقود إلى الحرب العالمية الثالثة.