تصعيد في الشمال السوري والمليشيات الإيرانية توسع نفوذها
عربي تريند_ تشهد مناطق الشمال السوري تصعيداً في المواجهات بين النظام السوري وروسيا وبين فصائل المعارضة، وأيضا بين القوات التركية و”الجيش الوطني السوري“، وبين “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في حين تتواصل تحركات المليشيات الموالية لإيران وتنقلاتها لتعزيز نفوذها على حساب روسيا والمليشيات المحسوبة على نظام الأسد.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام السوري والقوات الروسية صعّدت من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على بلدات تسيطر عليها قوات المعارضة في محافظتي إدلب وحلب. وطاول القصف بشكل خاص قرى وبلدات معارة النعسان وآفس والرويحة في ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب في وقوع خسائر مادية، من دون معلومات عن وقوع إصابات. وذكر الدفاع المدني السوري أن الطيران الروسي استهدف، فجر اليوم، مناطق في ريف إدلب، فيما أكد ناشطون سماع دوي انفجارات قوية في مناطق عفرين وإعزاز والباب الخاضعة لسيطرة القوات التركية و”الجيش الوطني”، مشيرين إلى أن الصواريخ الروسية انفجرت في الجو قبل وصولها إلى الأرض، ما أثار الذعر بين الأهالي.
وكانت مراصد عسكرية على “تيليغرام” ذكرت أن الطيران الروسي استهدف بالصواريخ ريف عفرين بريف حلب الشمالي، من دون تسجيل إصابات. كما استهدف، أمس الجمعة، بالصواريخ الفراغية قرية الرويحة بريف إدلب الجنوبي، فيما نشرت شبكة “معردبسة نيوز” المحلية، عبر “تيليغرام”، تسجيلات مصوّرة قالت إنها للغارات التي استهدفت مناطق متفرقة من جبل الزاوية جنوبي إدلب. كما طاولت الغارات مناطق ريف حلب شمالي سورية الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، خاصة مدن عفرين وأعزاز وتادف وترمانين.
من جهته، أعلن “الجيش الوطني السوري” إحباط عملية تسلل لقوات النظام السوري على محور بلدة تادف بريف مدينة الباب شرقي حلب، تزامناً مع القصف على أرياف حلب.
ويعد ريف حلب الشمالي من المناطق التي تعتبر آمنة نسبياً، بموجب تفاهمات أنقرة وموسكو، ونادراً ما تتعرض للقصف.تقارير عربية
تصعيد بين تركيا و”قسد”
كما تشهد مناطق شمالي سورية وشرقيها تصعيداً مماثلاً بين القوات التركية و”قسد”. وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن حصيلة الاستهداف الصاروخي لمدرعة تركية في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، أمس الجمعة، ارتفعت إلى ثلاثة قتلى من القوات التركية، مشيراً إلى أن الصاروخ انطلق من مناطق سيطرة قوات “قسد” والنظام السوري شمالي حلب.
وكانت المديرية العامة للأمن التركي أعلنت مقتل شرطي من القوات الخاصة، إثر هجوم صاروخي شمالي سورية. وقالت في بيان، أمس الجمعة، إن “إرهابيي تنظيم بي كا كا/ب ي د نفذوا هجوماً صاروخياً من منطقة خاضعة لسيطرتهم، على نقطة تفتيش في بلدة مارع التابعة لمدينة أعزاز، شمالي حلب، ما أسفر عن مقتل الشرطي”.
كما دارت اشتباكات، فجر اليوم، بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة على جبهتي مرعناز وكفرخاشر بريف حلب الشمالي، بين فصائل “الجيش الوطني” وقوات “قسد”. وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن القصف المدفعي الذي تعرضت له الأحياء السكنية في مدينة مارع ضمن مناطق نفوذ “الجيش الوطني”، خلّف عدداً من الجرحى المدنيين.تقارير عربية
تحركات المليشيات الإيرانية
في غضون ذلك، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن “حزب الله” اللبناني، وبإشراف خبراء من “الحرس الثوري” الإيراني، عمد خلال الفترة الأخيرة إلى إنشاء ورش لتصنيع قذائف المدفعية والصاروخية والألغام وصيانة الطائرات المسيّرة والأسلحة بمختلف أنواعها، ضمن مستودعات الأسلحة والذخائر المحصّنة في منطقة مهين بريف حمص الجنوبي الشرقي، والتي تعتبر ثاني أكبر مستودعات أسلحة في سورية. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من أبناء بلدة مهين باتوا يعملون في صفوف المليشيات المحلية الموالية لإيران، عقب سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية على المنطقة مطلع عام 2017 بدعم جوي روسي.
كما خفّضت القوات الروسية الموجودة في مدينة حلب من تعداد عناصرها التابعين للشرطة العسكرية الروسية، والذين يتمركزون عند أطراف أحياء الحمدانية، وحلب الجديدة، وفي محيط كراج الراموسة، إضافة إلى منطقتي الجميلية والمشهد.
ويتكرر الحديث منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا عن احتمال سحب قوات روسية من سورية نتيجة الضغط العسكري الذي سببته حرب أوكرانيا.
وفي السياق ذاته، وصلت تعزيزات عسكرية جديدة لـ”الحرس الثوري” الإيراني إلى مطار دير الزور العسكري، الذي تتخذ منه القوات الروسية قاعدة عسكرية لها في محافظة دير الزور شرقي سورية.
وذكرت شبكة “دير الزور 24″، أن رتلاً عسكرياً مؤلفاً من أكثر من 40 شاحنة، مغطاة اللوحات، مرفقة بعناصر من مليشيات تابعة لـ”الحرس الثوري”، دخلت المطار قادمة من مدخل دير الزور الشرقي. وكانت معلومات سابقة أشارت إلى دخول أرتال عسكرية تتبع لمليشيات إيرانية إلى مطار دير الزور العسكري خلال الشهرين الماضيين، من دون أن يتم التأكد مما إذا كانت عمليات تبديل عناصر أم أنها تعزيزات جديدة.
وعلى صعيد متصل، ذكر الناشط أمجد الساري لـ”العربي الجديد” أن مليشيا “فاطميون” التابعة لإيران أقدمت على طرد عناصر مليشيا “الدفاع الوطني” من مبنى الهجرة والجوازات السابق عند مدخل مدينة البوكمال ومقرات “الدفاع الوطني” في منطقة الكتف، على أطراف المدينة الحدودية مع العراق.
وكانت “فاطميون” قد أمهلت قبل أيام مليشيا “الدفاع الوطني” بإخلاء المبنى الواقع عند مدخل مدينة البوكمال، لكن الأخيرة تجاهلت ذلك.
كما انسحب، في الشهر الجاري، عناصر “الدفاع الوطني” من بعض نقاطهم قرب منطقة المسلخ في البوكمال، بعد مطالبة المليشيات الإيرانية بإفراغ المنطقة. وتعد منطقة المسلخ الوحيدة القريبة من نهر الفرات التي يتمركز فيها “الدفاع الوطني”، حيث تسعى إيران ومليشياتها لاحتكار النفوذ هناك.تقارير عربية
هجمات على “قسد”
من جهة أخرى، قتل شخص وأصيب عنصر لدى “قسد”، باستهدافهما بالرصاص من قبل مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم “داعش” في قرية الشهابات شمال غربي دير الزور، وفق شبكة “نهر ميديا” المحلية.
كما أصيب قيادي في “قسد” جراء هجوم مسلح استهدف سيارة قرب دوار حزيمة شمالي الرقة، فيما استهدف مجهولون بعبوة ناسفة سيارة عسكرية تابعة لـ”قسد” على طريق الخرافي الواصل بين مدينتي الحسكة ودير الزور.
من جهتها، ذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام السوري أن عدداً من عناصر “قسد” قتلوا أو أصيبوا نتيجة هجوم بالقذائف الصاروخية استهدف نقطة عسكرية لهم في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة مع المهاجمين.
من جهة أخرى، قتل شخص عراقي وزوجته في القطاع الأول الخاص باللاجئين العراقيين داخل مخيم “الهول” بريف الحسكة، وفق شبكات محلية. وسجلت سبع حالات اغتيال غالبيتها لسيدات عراقيات خلال الأسبوع الحالي، وسط اتهامات لخلايا تنظيم “داعش” بالمسؤولية عن هذه الهجمات.
وفي جنوبي البلاد، توفي الشاب بكري الرفاعي متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء استهدافه الليلة الماضية بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في مدينة نوى غربي درعا. وذكر “تجمع أحرار حوران” أن الرفاعي عنصر سابق في أحد فصائل “الجيش الحر” قبيل سيطرة النظام على المحافظة عام 2018.