بعد حلول لبنان في المرتبة الثانية بين الدول الأكثر تعاسة.. مواطنون يسألون: من أين تأتي السعادة؟
عربي تريند_ لم يُفاجأ كثير من اللبنانيين بحلول لبنان في المرتبة الثانية عالمياً والأولى عربياً بين الدول الأكثر تعاسة، لا بل باتوا يستهجنون لماذا حلّت أفغانستان بالمرتبة الأولى وسبقت لبنان.
وانطلقت تعليقات اللبنانيين الساخرة من أن بلد الأرز الذي كان يُسمّى سويسرا الشرق، بلغ هذا الدرك من التعاسة، بعدما كان قبلة الأنظار عربياً ودولياً بازدهاره الاقتصادي والمصرفي وسياحته ومهرجاناته الفنية العالمية، وكيف تحوّل إلى بلد البؤس جراء أكبر أزمة مالية واقتصادية واجتماعية تعصف به صنّفها البنك الدولي من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.
انطلاقاً من هذا الواقع المتردي، جاء تصنيف لبنان في المرتبة الثانية بين “الدول الأكثر تعاسةً” من قبل منظمة الأمم المتحدة التي أصدرت تقريرها السنوي العاشر للسعادة العالمية، مستندة إلى إحصاءات لمعهد “غالوب” التي تسأل السكان عن نظرتهم لمستوى سعادتهم، مع مقارنة النتائج بإجمالي الناتج المحلي في البلاد وتقويمات تتعلق بمستوى التضامن والحرية الفردية والفساد.
وعليه فقد احتل لبنان، المركز ما قبل الأخير مع 2,95 نقطة متقدماً على زيمبابوي ورواندا وبوتسوانا واحتلت أفغانستان المرتبة الأخيرة في التصنيف مع 2,40.
ومما لا شك فيه أن اللبنانيين الذين يعشقون الحياة واعتادوا على حياة كريمة فيها البذخ والفرح والسهر، انقلبت حياتهم رأساً على عقب؛ بسبب السياسات الفاشلة التي أوصلت البلاد إلى هذا الدرك وأثرّت على حياة المواطنين والشباب الذين فضلوا الهجرة بدل البقاء في وطنهم وبين أهلهم طلباً للسعادة التي ينشدوها والتي باتت مفقودة في البلاد.
ويسأل ناشطون على مواقع التواصل: “كيف لا يكون لبنان في المرتبة الثانية من حيث التعاسة وغياب السعادة وشعبه بلا استقرار وبلا كهرباء ولا مياه ولا إنارة على الطرقات ولا إنترنت بمواصفات جيدة؟ وكيف لا يكون في المرتبة الثانية وسعادته تبخّرت مع تبخر ودائعه في المصارف، وافتقاده لأبسط مقومات الحياة الكريمة فتجد طوابير الذل تصطف من حين إلى آخر أمام محطات المحروقات والأفران والصيدليات التي فرغت من الأدوية الأساسية، فيما المستشفيات تعجز عن الاستمرار بمهامها الاستشفائية والطبية، وهذه كلها أثرت مجتمعة على نفسية المواطنين الذين يعيشون في قلق وخوف على مصيرهم ومصير أبنائهم على حساب السعادة والفرح الرفاهية والكرامة”.
كذلك يسأل البعض: “من أين تأتي السعادة في ظل فقدان الثقة بالدولة ومسؤوليها الذين يتصارعون على محاصصاتهم السياسية وكيفية الحفاظ على مراكزهم وجني العديد من المكاسب على حساب الشعب وجوعه وقهره؟”، وهذا ما لفت النظر إليه بشكل واضح النائب المستقيل نعمة أفرام صاحب “مشروع وطن الإنسان” الذي دعا المواطن على أبواب الانتخابات النيابية إلى الاقتراع لسعادته هو وليس لسعادة “النائب” أو الزعيم وخاطب اللبنانيين بالقول: “إياكم أن تنتخبوا حكي وشعارات، انتخبوا مشروعاً لديه خطة تنفيذية ويحمله أصحاب كفاءة ولديهم الشرف والمصداقية”، مضيفاً: “لا تنسى أيها المواطن اللبناني الغالي: صوّت لسعادتك، مش لسعادتو”، معتبراً “أن كل مواطن حقه يصله في كل مسؤول نزيه ومحترف في عمله وفي كل مشروع يخلق قيمة مضافة للبلد ويفيد الأجيال ويساعد على تفجير طاقات اللبنانيين في لبنان”.
وكان الإعلامي هشام حداد سخر في برنامجه “لهون وبس” على شاشة LBCI ليل الثلاثاء مما آل إليه وضع اللبنانيين، وأفرد مساحة واسعة من الحلقة لموضوع حلول لبنان في المرتبة الثانية ومنافسته أفغانستان، وعرض سلسلة وقائع تثير الضحك لتدعيم وجهة النظر حول الحظ العاثر الذي يصيب بعض اللبنانيين ويجلب إليهم التعاسة بدل االسعادة، من بينها كيف أن الإعلامي جورج صليبي على قناة “الجديد” فوجئ بكرسيه يهبط خلال إدارته الحوار مباشرة على الهواء، وكيف انقطعت المياه عن أحد المنازل ليتبيّن أن الجردون أكل قسطل المياه، وكيف أن خبيراً زراعياً كان يستعد للظهور على إحدى الشاشات ليتبيّن له أن مولّده الكهربائي سُرق ولا كهرباء لديه، وكيف مع حرب روسيا وأوكرانيا انقطع القمح وارتفع سعر الطحين ولم يعد ينطبق القول “لقمة هنية بتطعمي ميّة”.