مصر: الاعتداء على ناشطين سياسيين في السجن لإجبارهم على فك إضرابهم عن الطعام
عربي تريند- تواصلت معاناة سجناء الرأي السياسيين المصريين الذين أعلنوا إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على استمرار حبسهم احتياطياً، وكشف محامون وحقوقيون عن الاعتداء على ناشطين داخل السجن من قبل جنائيين بعلم إدارة السجن لإجبارهم على فك إضرابهم.
وقدمت أسرة الناشط السياسي أحمد ماهر، الشهير بريجو، المحبوس احتياطياً منذ مايو/ أيار 2020، أربعة تلغرافات إلى كل من النائب العام، وقطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية، ومأمور سجن القناطر رجال، إضافة إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان، يطالبونهم فيها بفتح تحقيق عاجل في تعرض ريجو للاعتداء البدني من سجناء جنائيين بعلم من إدارة السجن أثناء احتجازه في سجن المزرعة في 2 مارس/ آذار الجاري، فضلًا عن نقله إلى سجن قريب من الأسرة بعد أن تم نقله من عنبر المزرعة في مجمع سجون طرة إلى القناطر في 7 مارس/آذار الجاري، ووضعه في زنزانة واحدة مع متهمين بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية عقاباً له على دخوله في إضراب عن الطعام في الفترة من منتصف فبراير الماضي وحتى 7 مارس/ آذار الجاري.
وقال المحامي جمال بدوي، إنه من المقرر أن يلتقي بريجو خلال موعد الزيارة الدوري المقرر له غداً في سجن القناطر رجال، لمعرفة ما إذا كانت إدارة سجن ما زالت تُبقي عليه في الزنزانة الخاصة بالمساجين الخطرين أم تم نقله إلى زنزانة أخرى، لافتاً إلى أن ريجو ذكر للمحامين خلال جلسة نظر اتهامه في قضية حيازة هاتف محمول داخل محبسه، الأحد الماضي، تفاصيل تعرضه للتعذيب.
وكانت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، منظمة حقوقية مستقلة، حددت تفاصيل الاعتداء على ريجو بالضرب بالأيدي من قبل مُسيرين في السجن (مجموعة من المحتجزين لهم علاقة بالأمن) تحت إشراف إدارة السجن وضابط الأمن الوطني المسؤول، الذي كان شاهداً على الاعتداء، وصاحب هذا الاعتداء تجريد ريجو من متعلقاته داخل الزنزانة، قبل أن يتم ترحيله في 7 مارس/ آذار الجاري إلى سجن القناطر رجال، وإيداعه زنزانة محتجز بها متهمين باعتناق أفكار تكفيرية والانضمام لـ»تنظيم الدولة الإسلامية»، مشددين على أن المساجين مارسوا على ريجو ضغوطاً معنوية لاختلاف أفكاره معهم، بعد رفضه تسلّم الوجبات في بداية احتجازه معهم، ما دفعه لفك إضرابه.
وعلى غرار ما حدث مع ريجو، تقدم المحامي الحقوقي محمد فتحي، ببلاغ للنائب العام، قال فيه إن موكله الناشط السياسي المحبوس عبد الرحمن طارق «موكا»، تعرض للضرب في محبسه على يد عدد من السجناء الجنائيين. وقال المحامي إن «بعض السجناء الجنائيين قاموا بالاعتداء بالضرب على موكا، تحت نظر إدارة سجن المزرعة يوم 3 مارس/ آذار الجاري وذلك لرفضه تسلّم واجبة التعيين لإضرابه عن الطعام». واعتبر فتحي أن هذه الواقعة محاولة لعقاب موكا على إضرابه عن الطعام.
ولفت فتحي إلى أن إدارة السجن في وقت سابق رفضت تسجيل حالة إضراب موكا عن الطعام في محضر رسمي، إلى جانب عدم تقديم أية رعاية صحية له طوال فترة إضرابه، وهو الأمر الذي دفع أسرة عبد الرحمن بالتقدم ببلاغ عن طريق برقية تلغرافية للنائب العام بتلك الواقعة.
وكانت وزارة الداخلية المصرية نفت تعرض أحد نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل للاعتداء بالضرب من قِبل نزلاء آخرين داخل محبسه.
تناوله في هذا الصدد عارٍ تماماً من الصحة، ويأتي استمراراً لمحاولات الجماعة الإرهابية لنشر الشائعات والأكاذيب في أوساط الرأي العام.
وكانت أسر السجناء، ريجو، وموكا، والطبيب وليد شوقي، وثمانية آخرين، أعلنت بدء ذويهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام، داخل محبسهم بمجمع سجون طرة، بداية من 11 فبراير/ شباط الماضي، اعتراضاً على حبسهم الاحتياطي المطول وتدويرهم على ذمة أكثر من قضية، دون ارتكاب أي جريمة، وتوجيه لهم التهم المعتادة بالانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.