سوريا: ميليشيات مدعومة إيرانياً تستنفر لتفادي ضربات جوية محتملة بعد هجوم أربيل
عربي تريند_ رفعت الميليشيات المدعومة من «الحرس الثوري» الإيراني شرقي سوريا، منذ صباح الأحد، حالة الاستنفار العسكري في مواقعها، تحسباً لرد على القصف الصاروخي الإيراني الذي استهدف مبنى في أربيل، عاصمة إقليم كرستان العراق، قال الحرس الثوري الايراني إنه مقر للاستخبارات الإسرائيلية.
وحسب مصادر «القدس العربي»، رفعت الميليشيات حالة الجاهزية العسكرية في ريف دير الزور الشرقي، ومعدان في ريف الرقة الجنوبي، في الوقت الذي سجلت فيه أجواء تلك المناطق طلعات متزايدة لطائرات الاستطلاع التابعة لـ»التحالف الدولي» بقيادة واشنطن.
بدورها، أكدت شبكة «فرات بوست» المحلية، أن الميليشيات رفعت الجاهزية القتالية إلى الدرجة القصوى في مناطق دير الزور. وانسحب الحال ذاته، على مناطق انتشار الميليشيات في محيط مدينة تدمر السورية، وأطراف البادية السورية في ريف حمص الشرقي، حيث سجلت تلك المناطق إعادة تموضعاً للميليشيات. يأتي ذلك، بعد إعلان «الحرس الثوري» الإيراني مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية (البالستية) التي قال إنها استهدفت موقعا أمنياً إسرائيلياً.
وانتقالاً إلى محيط دمشق والمنطقة الجنوبية السورية، فقد أشار الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، مصطفى النعيمي إلى تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي طلعات جوية في الأجواء السورية وخاصة في سماء المنطقة الجنوبية منذ عصر الأحد. وأشار في حديثه لـ«القدس العربي»، إلى معلومات أولية تفيد باحتمالية شن غارات جوية جديدة على أهداف عسكرية تابعة للميليشيات في محيط دمشق. وحسب النعيمي، تحاول الميليشيات تدارك الخسائر في صفوفها عن طريق إعادة التموضع والتمويه، في حال قررت الولايات المتحدة وإسرائيل توجيه ضربات جديدة، مؤكداً أن هذه الاستراتيجية معروفة ومتبعة لدى الميليشيات.
وقال الباحث، إن هجوم أربيل يأتي في سياق الرد على مقتل العقيدين في الحرس الثوري الإيراني على أثر غارة إسرائيلية استهدفتهم في محيط العاصمة دمشق، رغم نفي أوساط مقربة من طهران ذلك، مضيفاً أنه «بمتابعة صدى العملية باتت الكثير من المواقع الإخبارية العبرية تهدد بشكل رسمي وفي بعض الأحيان تحدد التوقيت الزمني للعملية العسكرية في استهدافها المواقع التي تتموضع فيها الميليشيات في سوريا». وكانت الطائرات الإسرائيلية قد شنت في السابع من آذار/مارس الحالي، غارة جوية على أطراف دمشق، ليعلن الحرس الثوري الإيراني في اليوم الثاني عن مقتل اثنين من عناصره، هما: إحسان كربلايي بور ومرتضى سعيد نجاد، في الهجوم.
أما الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور باسل المعراوي، فأشار لـ«القدس العربي» إلى تطور لافت، يتمحور بقيام «الحرس الثوري» بالرد بشكل مباشر على مقتل العقيدين في صفوفه، دون أن يكون هذا الرد عبر أذرع الحرس، أي الميليشيات المنتشرة في العراق وسوريا. وقال: «لا شك هي رسالة مقصودة من الحرس الثوري، وكان الإعلان الإيراني واضحاً، عندما تحدث عن أن المستهدف هو مبنى تستخدمه الاستخبارات الإسرائيلية للإضرار بالمصالح الإيرانية، ولم تشر إيران في البيان الى القنصلية الأمريكية». واستناداً على ما سبق، يعتقد المعراوي، أن تحركات الميليشيات ورفع جاهزيتها في سوريا، ليس مردها إلى الخوف من رد أمريكي، وإنما من إسرائيل.
لكن، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ندد بهجوم أربيل، مؤكداً أن «واشنطن تعمل على مساعدة العراق في الحصول على قدرات دفاعية صاروخية للدفاع عن نفسه». وأضاف أنه لم يُصب أي مواطن أمريكي في الهجوم، ولم تُستهدف أي منشآت أمريكية، لكن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن شعبها ومصالحها وحلفائها.