قوات الاحتلال تهاجم حدود غزة… ونقابة العمال تندد بالهجمات المتصاعدة ضد الصيادين
عربي تريند_ نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية عملية توغل برية في المنطقة الحدودية الشرقية لوسط قطاع غزة، وذلك بعد أن شهدت هذه العمليات وكذلك عمليات ملاحقة الصيادين بإطلاق النار صوبهم في عرض البحر، تصاعدا خلال الأيام الماضية.
وقال شهود عيان إن تلك القوات التي اشتملت على جرافات ودبابات، دخلت في أراضي المواطنين الواقعة إلى الشرق من مدينة دير البلح وسط القطاع، انطلاقا من إحدى البوابات العسكرية المقامة على الحدود.
وفور دخول تلك القوة العسكرية، بدأت الجرافات بأعمال تجريف وتمشيط في المنطقة المستهدفة، بحماية من القوات الإسرائيلية سواء التي رافقتها في الدخول أو تلك التي انتشرت على السياج الفاصل، كما حلقت في سماء المنطقة طائرات استطلاع بهدف مراقبة المكان. وحرمت عملية التوغل هذه مزارعي تلك المنطقة الحدودية من الوصول إلى حقولهم، خشية تعرضهم لخطر الإصابة بالرصاص الذي بالعادة تطلقه قوات الاحتلال خلال عمليات التوغل بشكل عشوائي.
والجدير ذكره أن عمليات التوغل البرية التي يتخللها تجريف أراض زراعية للمواطنين، وكذلك ملاحقة الصيادين وطردهم من أماكن العمل من قبل الزوارق الحربية زادت خلال الأيام القيلة الماضية، وقد نجم عنها تخريب معدات زراعية وأدوات صيد، وكذلك إصابة أحد الصيادين بجراح.
ودانت نقابة العمال في غزة سامي العمصي اعتداءات قوات الاحتلال البحرية المستمرة على الصيادين، مؤكدا أن ذلك يمثل «عربدة» تتطلب من «الكل الفلسطيني والمؤسسات الحقوقية الدولية وقفة جادة».
وأكد في تصريح صحافي أن الاحتلال يصعد انتهاكاته بحق الصيادين بشكل غير مسبوق، والتي كان آخرها إصابة الصياد أحمد الصعيدي برصاص معدني مغلف بالمطاط في رأسه أثناء ملاحقة مركب صيده على بعد مسافة ثلاثة أميال من الشاطئ، لافتا إلى إصابة سبعة صيادين منذ بداية العام.
وقال أن بحرية الاحتلال تتعمد استهداف الصيادين الذين يعملون في البحر لمنعهم من الصيد وكسب رزقهم، بإطلاق النار عليهم وإصابتهم واعتقالهم، بهدف تفريغ البحر من الصيادين ضمن خطة ممنهجة طويلة الأمد قائمة على «الإرهاب» والقتل.
وأشار إلى قيام قوات الاحتلال بمصادرة قارب صيد (لنش) قبالة شواطئ منطقة السودانية شمال القطاع، واعتقال سبعة صيادين كانوا على متنه، ستة صيادين من عائلة «الهسي» وصياد من عائلة «أبو عودة» قبل الإفراج عنهم والإبقاء على مصادرة القارب في منتصف فبراير/ شباط الماضي.
وحسب العمصي، فإن نقابات العمال رصدت أكثر من 30 حالة إطلاق نار من قبل الاحتلال على الصيادين منذ بداية العام، مؤكدا، أن الأرقام التي لم يتم رصدها أكبر بكثير. وأوضح أن الاحتلال يريد جعل مهنة الصيد من المهن الخطرة، وذلك بهدف ضرب الاقتصاد الفلسطيني كون هذا القطاع بالغ الأهمية إذ يشكل 15٪ من إجمالي الناتج الاقتصادي ويشغل نحو أربعة آلاف صياد، ومئات العمال المرتبطين بالصيد.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الذي يفرض حصارا محكما ضد قطاع غزة، حدد منطقة صيد بحرية ضيقة للصيادين، أمام سواحل القطاع. ورغم التزام الصيادين بتلك المنطقة الضيقة التي تمتد في بعض الأماكن نحو ستة أميال وفي مناطق أخرى 15 ميلا، إلا أنه يلاحق الصيادين خلال عملهم، بإطلاق النار وفتح خراطيم المياه تجاههم، كما يتعمد تخريب شباك الصيد ويصادر الكثر من المعدات.
وأدت تلك الهجمات إلى عزوف الكثير من العاملين في مهنة الصيد عن العمل، خشية تعرض حياتهم للخطر، خاصة وأن تلك الهجمات أدت إلى سقوط شهداء وجرحى، علاوة على الاعتقالات.