كبسولة في «إكسبو 2020».. تنقلك من دبي إلى مكة خلال ساعتين
عربي تريند_ يقف زوار جناح إسبانيا طويلاً أمام كبسولة «زيليروس» فائقة السرعة، التي تمثل نقلة كبيرة في مستقبل هذا القطاع، فبإمكانها اختزال عدد كبير من الساعات التي تضيّع في السفر، وبحسب الجناح، فإنها تختصر زمن الرحلة من دبي إلى مكة إلى ساعتين و36 دقيقة فقط، مقارنة بتسع ساعات وتسع دقائق، الوقت المقدر للرحلة ذاتها حال استخدام قطار فائق السرعة.
وكشف القائمون على الجناح أن الكبسولة – وهي من إنتاج شركة زيليروس – تعد قفزة إلى الإمام من جميع النواحي، إذ تعتمد على طاقة الكهرباء الصديقة للبيئة، فلا تصدر أي انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار، مقارنة بـ1168 طناً من هذا الغاز تنبعث من الطائرة حال استخدامها للقيام بالرحلة من دبي إلى مكة، و1303 أطنان إذا تم استخدام سيارة تعمل بالوقود العادي، ما يعكس أهمية التفكير جدياً في تعزيز التنقل بالوسائل النظيفة، للحد من الاحتباس الحراري، وتعزيزاً لحماية البيئة.
واللافت – حسب الشركة – هو انخفاض تكلفة مد خطوط كبسولة التنقل فائقة السرعة «هايبرلوب زيليروس»، مقارنة بالأنواع الأخرى من القطارات، إذ تراوح كلفة مد كيلومتر واحد من 20 إلى 40 مليون يورو، مقارنة بكلفة تراوح بين 40 و80 مليون يورو لقطار الرفع المغناطيسي، و100 مليون يورو لقطار رفع التوصيل الفائق.
الهيدروجين الأخضر
ولا يمكن أن يفوت الزائر خلال جولته الداخلية في جناح إسبانيا التعرف إلى مستقبل الطاقة النظيفة من خلال الهيدروجين الأخضر، الذي يتم توليده بوساطة الطاقة الشمسية، وهو نظام رائد بدأت مؤسسة إيبردرولا الإسبانية في تنفيذ مشروع ضخم هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة سيمنس العالمية.
ولفت القائمون على الجناح إلى أن هذه خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة، إذ تعتبر أول منشأة لإنتاج «الهيدروجين الأخضر» تعمل بالطاقة النظيفة في المنطقة، بمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، لافتين إلى أن هناك استخدامات متنوعة للهيدروجين الأخضر، تتمثل كذلك في إنتاج الأسمدة اللازمة للزراعة.
رائحة مميزة
وتفرض رائحة غريبة لكن مميزة، نفسها داخل الجناح الإسباني، وتعود تلك الرائحة غالباً إلى الغابة المطيرة، ومختبر الطحالب الذي يعبر عن التزام ذلك البلد الأوروبي بحماية البيئة، وتعزيز الاستدامة بطرق مبتكرة، من بينها كبسولة فائقة السرعة.
كما تميز الجناح غابة ذكية، تضمّ أشجاراً صنعت من مادة خاصة تمتصّ ثاني أكسيد الكربون، أرضيتها تجسد أهمية الطحالب الدقيقة على هيئة مؤثرات بصرية، لما لهذه الطحالب من دور في تغيير المناخ، كونها تنتج الأكسجين وتمتصّ ثاني أكسيد الكربون، وتعدّ مصدراً للطاقة وذات عناصر غذائية قيّمة، كما تمثل هذه الغابة مساحة تحتوي ابتكارات إسبانية وتعبر عن التزام البلاد بأجندة 2030 للتطور المستدام ومشاركتها في حماية الموارد الطبيعية، واستخدامها بشكل مستدام.
وتعدّ إسبانيا واحدة من أكثر الدول التي تتمتع بالتنوع البيولوجي في أوروبا، إذ إنها أدرجت ضمن أهم 25 منطقة، من حيث التنوع البيولوجي في العالم.
ولا يخلو الجناح من نشاط تفاعلي يجذب الزوار، وهو عبارة عن شجرة ذكية أطلق عليها لقب «التوازن»، تصدر عنها مؤثرات صوتية وضوئية ذكية، توفر مسابقة فريدة من نوعها، ترتكز على محاور عدة، منها اختيار اللغة وفقاً لجنسية الزائر واسمه، ثم الانتقال إلى أسئلة عن السلوكيات البيئية التي يمارسها الزائر في حياته اليومية، وفي حال كانت إجابته صحيحة يظهر اسمه على الشجرة فوراً.