طلاب مصريون في أوكرانيا يطالبون حكومتهم بإعادتهم لبلادهم
تواصلت استغاثات الطلاب المصريين في أوكرانيا للمطالبة بالعمل على إعادتهم إلى بلادهم، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما أهابت سفارة مصر لدى أوكرانيا، أمس الجمعة، بكافة المواطنين الموجودين في العاصمة كييف، عدم المغامرة بالخروج من المدينة لخطورة الوضع والتزام المنازل لحين استقرار الأوضاع.
مصطفى إسماعيل طالب في إحدى كليات الطب في أوكرانيا، قال إن آخر الإجراءات المتبعة، فإن الشباب الموجود في غرب أوكرانيا، هم من لديهم الفرصة للدخول إلى الأراضي البولندية، أما الموجودون في وسط وشرق أوكرانيا، فلا داعي للمجازفة بالخروج من المنزل.
وناشد الحكومة المصرية بضرورة الإسراع بإجلاء المصريين من أوكرانيا إلى مصر.
وقال في فيديو نشره عبر صفحته على «فيسبوك»: عدد المصريين في أوكرانيا نحو أكثر من 5 آلاف مواطن، وكلهم طالبون للإجلاء الفوري والعودة إلى مصر بأسرع وقت ممكن ووسط أهلهم.
وتابع: «أطمئنكم الحمد لله كلنا بخير، ولدينا معلومات من أسبوعين عن الحرب، وكنا نعمل على إنهاء أوراقنا من الجامعة في أوكرانيا ونرى كيف سنتابع الدراسة في مصر من أوكرانيا عبر الإنترنت».
فزع ورعب
كذلك، روى أحمد حازم، الطالب في كلية الطب في جامعة كارازين خاركوف الأوكرانية، حالة الفزع التي انتابت الطلاب مع سماع صوت الانفجارات في مدينة خاركوف التي يقطن فيها.
وقال الطالب البالغ من العمر 19 عامًا، إن الطلاب استيقظوا من النوم فزعين من صوت القصف المتتالي في المكان.
وزاد: حاول الطلاب الانتقال إلى مدينة لفيف التي لجأ إليها الأوكرانيون حماية لأنفسهم من القصف الروسي، لكنهم لم يجدوا وسيلة تنقلهم بسبب إغلاق القطارات وتوقف الأتوبيسات عن العمل.
وبين أن القصف شمل مدنًا عدة بينها خاركوف وكييف وبولتافا ولفيف.
وحسب الطالب، صدرت التعليمات من عمدة مدينة خاركوف بالنزول إلى الملاجئ وانتظار ماذا سيحدث، كما وجه قاطني المدينة بتجهيز احتياطاتهم من الطعام والشراب. وزاد أن جميع الموجودين في أوكرانيا بمن فيهم المواطنون أنفسهم لم يتوقعوا هذه الحالة التي وصلت إليها البلاد، مضيفًا: لم يتوقع أحد أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وعندما كنا نسأل الأوكرانيين هل هناك حرب، يقولون لن نتحدث عن ذلك، كما أن الدراسة والحياة كانت تسير بصورة طبيعية للغاية حتى يومين قبل إعلان الرئيس الروسي.
وواصل: الدراسة كانت تسير بصورة منتظمة والشعب يحتفل بشكل عادي والحياة تسير بصورة طبيعية حتى بدأت الحرب.
استغاثة
وكتبت إحدى الطالبات التي تدرس في أوكرانيا وتدعى مروة محمود، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تستغيث وتطلب العودة إلى مصر، وعبرت عن خوفها أن تؤدي الحرب إلى موتها هي وزملائها.
وقالت: نحن الطلاب المصريين في أوكرانيا، الحرب بدأت والضرب في كل مكان نريد العودة إلى بلدنا.
وحسب منشورات المصريين والطلاب عبر مواقع التواصل، لم يعد هناك أي وسيلة لتوصيل معاناتهم للحكومة المصرية، غير «فيسبوك» بعد فشلهم في التواصل مع السفارة في كييف.
طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قال إن «عدد أبنائنا من المصريين في التعليم قبل الجامعي في روسيا أقل من 50 وفي أوكرانيا أقل من 10 طلاب، وسوف تيسر لهم الدولة تأجيل امتحانات أبنائنا في الخارج أو يتم إلحاقهم في المدارس المصرية إذا اختاروا العودة للوطن».
اجتماع مع وزيرة الهجرة
وعقدت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اجتماعا مع 60 مصريا في أوكرانيا من بينهم مواطنون وطلاب الذين يمثلون معظم أعضاء الجالية، وذلك عبر تطبيق «زووم» لـ«لاطمئنان عليهم والوقوف على جميع احتياجات الجالية المصرية الموجودة بمختلف مدن أوكرانيا، في ظل المستجدات المتعاقبة على الوضع هناك» حسب بيان رسمي. وقالت في بداية حديثها إنها أكدت على «كافة الجهات المعنية أن تتابع باهتمام شديد ومستمر وضع الجالية المصرية في أوكرانيا» مضيفة أن غرفة عمليات وزارة الهجرة تواصل عملها بالتواصل الدائم مع كافة أبناء الجالية، لمتابعة تطور الأحداث، والوقوف على متطلبات واحتياجات جميع المصريين في كل مدن أوكرانيا. وبينت أن الاجتماع ناقش بدقة موقف مجموعات من المصريين الموجودين في عدد من المدن الأوكرانية. ووجهت السفيرة نبيلة مكرم بضرورة اختيار شخص عن كل مجموعة من المصريين الموجودين في مختلف المدن، ليكون مسؤولا عن التواصل مع علي فاروق، رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، وخالد محمد ممثل مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين الدارسين بالخارج، لضمان سرعة التحرك واتخاذ اللازم لتقديم الدعم لأي مجموعة تحتاج لمساعدة خلال الساعات المقبلة، داخل المدن الأوكرانية. وأهابت وزيرة الهجرة بكافة أعضاء الجالية المصرية بأوكرانيا عدم الالتفات لأي رسائل أو دعوات إلكترونية تصلهم للتحرك لأي مدينة أخرى إلا من خلال التعليمات الصادرة عن سفارة جمهورية مصر العربية في كييف، والتي تنشر الإرشادات الواجب اتباعها، كما تم إمدادهم بأرقام هواتف السفارة أو الإيميل الرسمي الذي يمكنهم من التواصل عليه فضلاعن إيميل غرفة عمليات وزارة الهجرة.
ويلجأ طلاب مصريون للسفر إلى أوكرانيا للالتحاق بالجامعات هناك خاصة كليات الطب والهندسة، في ظل عدم قدرتهم على الالتحاق بهذه التخصصات في الجامعات الحكومية في مصر لعدم حصولهم على الدرجات المطلوبة في امتحانات الثانوية العامة.