“المخدرات السورية”: معطيات أردنية عن “آثار لحزب الله والحرس الثوري” و”غاز لبنان” قيد الصراع
عربي تريند_ تعود مجددا وللأسبوع الثالث على التوالي “أزمة المخدرات السورية” لتصدر قائمة المخاوف الأمنية- السياسية الأردنية في الوقت الذي تتراكم فيه “قرائن وأدلة” جديدة لدى السلطات الأردنية تربط “كثافة محاولات التسلل بالمخدرات” على الحدود مع سورية بـ”ميليشيات إيرانية” وبكوادر تتبع “حزب ألله” اللبناني.
وتفيد أوساط أردنية تتعامل مع هذا الملف المتدحرج بأن حكومة دمشق تجاهلت خلال ثلاثة أسابيع فقط ولا تزال رسائل أردنية محددة طلبت التدخل من جيش النظام السوري في منع تخزين مخدرات في مناطق جغرافية على الجانب الآخر من الحدود.
والقصد تهريبها للأردن وهي حصريا مناطق تتبع إداريا وعسكريا للفرقة الرابعة في جيش النظام السوري وحصريا “منظمات مسلحة وموالية” يتم توزيعها على “نقاط تفتيش” خاصة في المناطق التي استعاد جيش النظام السوري السيطرة عليها جنوبي البلاد.
وتحدثت بيانات الإعلام العسكري الأردني عن خمس محاولات تسلل مسلحة على الأقل تم التصدي لها في الشهر الماضي فقط، الأمر الذي يؤسس لقناعة في عمان بوجود تكثيف شديد تحت عنوان تهريب المخدرات للأردن وبصورة غير مسبوقة، فيما لا تقوم السلطات السورية بالتعاون أو بواجبها.
وحسب إفصاحات عسكرية أردنية قتل في تلك المحاولات “30 سوريا” وتم ضبط أكثر من 16 مليون حبة مخدرة وتدمير عدة مخازن للمخدرات أغلبها في مناطق داخل “المنطقة الحدودية الحرام” إضافة للسيطرة على نحو “18” مليون كف حشيش.
ومن المرجح أن “تطورات معركة المخدرات” على الحدود السورية ـ الأردنية تدفع لرفع الجاهزية الأردنية العسكرية، ولتأسيس غرفة عمليات متواصلة عبر البادية الشمالية في إطار التصدي لما يصفه مسئولون أردنيون اليوم بـ”غزوة منظمة لتهريب المخدرات” يساندها بعض ضباط وجنرالات الجيش السوري أو لا يستطيعون أصلا إحباطها او منعها لأن مصدرها الأساسي مسلحين إيرانيين ولبنانيين تقول معلومات أردنية أنهم يتبعون الحرس الثوري وحزب الله.
ولم يوجه الأردن اتهاما رسميا لحزب الله أو لمجموعات إيرانية علنا، لكن وزير الخارجية أيمن الصفدي يبدو ان يقدم للدول الصديقة “معلومات موثقة” عن دور ناشط جدا لأنصار الحزب والحرس الثوري في سياق تهريب المخدرات لأغراض “تمويل العمل المسلح المنظم” لاحقا.
الإيحاءات تتكاثر سياسيا وإعلاميا في الواجهة الأردنية بعنوان “البحث عن بصمة الايرانيين واللبنانيين” في النشاط السوري المفاجئ والكبير لاختراق الحدود الأردنية والتسلل.
ورغم ان السلطات الأردنية “لا تفصح” عن كل ما لديها من معلومات، إلا أن محللا أمنيا بارزا نشر خلال الساعات القليلة الماضية مقالا تضمن “معلومات ومعطيات مثيرة” في السياق.
وفقا للعميد المتقاعد من دوائر التحليل المخابراتية عمر الرداد يبدو ان صراع مراكز القوى في سوريا، في أوساط قيادية عسكرية وامنية، بما فيها صراعات بمرجعية ولاءات لإيران وأخرى لروسيا تقف وراء استهداف الأردن، اذ ان بعض تلك الأوساط غير راضية عن التقارب الأردني مع الحكومة السورية، بما في ذلك اتفاقات الطاقة مع لبنان وفتح الحدود والمعابر، لا سيما وان غالبية الاتفاقيات مع الحكومة السورية تم إنجازها بوساطة موسكو ولم تكن من بوابة طهران.
واعتبر الرداد بأن الجيش الأردني لم يعد أمام حالات تهريب معهودة، بل أمام أعمال عدائية منظمة تقف خلفها جهات نافذة في بسوريا، ربما لا تتوقف عند تهريب المخدرات.
وتحدث الرداد في مقاله المثير المنشور في وكالة عمون الجمعة عن حقيقتين.
الأولى ان لدى المستويين العسكري والأمني “معلومات” شاملة تجيب على كثير من التساؤلات حول من يقف وراء تلك العصابات وأسباب ازدياد عمليات التهريب “كما ونوعا”.
والثانية: ان هذا التصعيد جاء بعد سيطرة الجيش السوري على مناطق محافظة درعا وانتشار تشكيلات عسكرية سورية تسللت معها مليشيات إيرانية، وهو ما أكدته بيانات الجيش الأردني حول تعاون نقاط حدودية امنية وعسكرية في الجهة المقابلة مع عصابات التهريب وتسهيل مهامها، علاوة على تسريبات أخرى من الداخل السوري تؤكد وقوع صدامات بين عصابات مخدرات تتبع لأوساط عسكرية سورية وأخرى لحزب الله وايران.
ولأول مرة يتحدث “جنرال أمني متقاعد” كان من أبرز المحللين عن عناصر الإشتباك في مواجهة المخدرات التي بدأت تلفت أنظار الجميع عبر نقاط التماس الحدودية شرقي شمالي المملكة فيما تم الإعلان في بيروت عن قرب إستحقاق توريد الغاز إلى لبنان عبر الأردن مما تطلب بروتوكولا أمنيا خاصا قوامه نقاط أمنية لحراسة الأنبوب الناقل.