أسبوع الأزياء الراقية ينطلق في باريس
باريس ـ أ ف ب: انطلق أسبوع الأزياء الراقية في باريس على وقع حزن ساد أوساط الموضة جراء وفاة تييري موغلر، الذي هيمن على القطاع في ثمانينيات القرن الماضي واستمر في إلباس نجوم عالميين أزياءه اللافتة.
وها هو موغلر يلتحق بسلسلة أسماء بارزة في عالم الموضة غيّبها الموت أخيراً، بعد كنزو في تشرين الأول/أكتوبر 2020 جراء مضاعفات كوفيد الذي أودى أيضاً بألبير الباز في نيسان/إبريل 2021، ثم بيير كاردان الذي توفي نهاية 2020، وفيرجيل أبلوه الذي قضى جراء مضاعفات إصابته بالسرطان في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت عن عمر لا يتعدى 41 عاماً، وأخيراً نينو تشيروتي، في 15من الشهر الجاري.
ويقام عرض أزياء هذا الأحد تكريماً لبيير كاردان.
وتوفي موغلر بصورة مفاجئة، الأحد «لأسباب طبيعية» عن 73 عاماً، على ما ورد عبر صفحته على فيسبوك.
وكان من أبرز الأسماء في قطاع الموضة في الثمانينيات والتسعينيات، وبقي محاطاً بالمشاهير والعارضات، كما أدخل لمسة من الغرابة على منصات العروض، من تحويل العارضات إلى ما يشبه الروبوتات إلى فستان «فينوس» الذي أعادت إحياءه مغنية الراب كاردي بي، أخيراً.
وقد ساهمت تصاميمه في ترسيخ صورة الموضة في الثمانينيات، مع اعتماده أسلوب المثلث المقلوب مع كتفين عريضين وأرداف ضيقة، وهو ما عكسته ملابس أيقونات في موسيقى البوب مثل غريس جونز وديفيد بووي.
لكن أسبوع الموضة مستمر رغم كل شيء، مع تصميم دور أزياء كثيرة على العودة إلى منصات العروض هذا الأسبوع رغم الازدياد الكبير في الإصابات بكوفيد في فرنسا التي وصلت إلى ما يقرب من 465 ألف إصابة جديدة قبل أسبوع خلال 24 ساعة. وأكثر من نصف الماركات – 15 من أصل 29 – اختارت إقامة عروض أزياء حضورية، وفق البرنامج الرسمي للحدث، بما يشمل أسماء كبيرة مثل ديور وشانيل وجان بول غوتييه، بعدما كان العدد أقل بكثير العام الفائت.
وبذل القائمون على أسبوع الأزياء الرجالية في باريس الأسبوع الفائت جهوداً بقيت خجولة في بعض الأحيان للحفاظ على مسافات التباعد بين الحاضرين، فيما فُرض على المشاركين جميعاً أن يحملوا شهادات تلقيح.
غير أن بعض العلامات التجارية لا تزال حذرة إزاء العودة إلى العروض الحضورية.
ومن بين هؤلاء كان المصمم جوليان فورنييه، الذي كان يعتزم إقامة عرض تقليدي أمس الثلاثاء، لكنه استبدله بنسخة رقمية في الساعات الأخيرة.
وقال مدير دار فورنييه للأزياء جان بول كوفان، إنه يشعر كأنه «عالق بين نارين» مبدياً خشيته من حصول «بؤرة الهوت كوتور». في هذا الوقت، استمرت التعليقات على وفاة موغلر من شخصيات بارزة في مجالات شتى.
ونشرت بيونسيه التي ارتدت تصاميم له في جولتها العالمية سنة 2008 صورة للمصمم على موقعها الإلكتروني مرفقة إياها بعبارة «أرقد بسلام».
كذلك نشرت المغنية ديانا روس، تغريدة عبر تويتر قالت فيها إنها ستفتقد موغلر، فيما وصفته المصممة البريطانية فيفيان ويستوود، عبر إنستغرام بأنه «مبتكر رائع أثر في الجميع».
كذلك وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزوجته بريجيت، تعازيهما لمحبي موغلر وجميع الذين تأثروا بأعماله. وكان موغلر قد ابتعد بصورة كبيرة عن قطاع الموضة منذ مطلع القرن الحالي، لكنه عاد عن هذا الاعتزال سنة 2019 من خلال تصميمه فستاناً لكيم كرداشيان خلال حفلة «ميت غالا» الشهيرة. وبقي عطره «أنجل» من أكثر العطور مبيعاً، كما أن معرضاً عن مسيرته بعنوان «كوتوريسيم» مستمر بجولة عالمية.
وقالت مؤسسة الهوت كوتور والموضة الفرنسية إن موغلر أحدث ثورة في القطاع «وجمع الإبداع والمهارة والجرأة مع الذوق الرفيع»