واشنطن بوست: قرار بايدن تحميل الأفغان مسؤولية أحداث 9/11 يفتقد الضمير والحس الإنساني
عربي تريند_قال الباحثان أتش إي هيلير وفريد سينزاي في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” إنه كان على الرئيس جوي بايدن التوقف عن معاقبة الأفغان على هجمات 9/11. وأشارا إلى أن قرار الرئيس الأمريكي توجيه الأموال الأفغانية لعائلات ضحايا 9/11 غير معقول في وقت يواجه فيه الأفغان الجوع والأزمة الإنسانية ويعيش ملايين منهم على حافة المجاعة. وما كان يجب عقابهم مرة أخرى على جريمة لم يرتكبوها.
ومشكلة عائلات ضحايا هجمات أيلول/سبتمبر 2001 هي مع حركة طالبان، الحركة المتطرفة التي سيطرت على السلطة بالقوة. ولم ينتخبها الأفغان أبدا، بل على العكس، عانى الشعب الأفغاني الخسارة والألم الذي كان نتيجة مباشرة للحرب على الإرهاب التي شنتها الولايات المتحدة ضد القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى. ومات الكثيرون من القوات الأفغانية وعلى مدى العقدين الماضيين في الحرب ضد حركة طالبان، وخسر أكثر من 71.000 من المدنيين الأفغان حياتهم.
ولم يكن الشعب الأفغاني مسؤولا عن هجمات 9/11 بل وكانوا ضحايا تداعياتها ويتم عقابهم الآن بشكل جماعي. وحتى نصف الأفغان اليوم لم يولدوا قبل عام 2001. بل واعترف باري أمودوصن الذي قتل شقيقه في هجمات 9/11 بهذا الظلم: “أخشى من أن تكون نتيجة السيطرة على هذا المال هو التسبب بمزيد من الضرر على الأبرياء الأفغان الذين عانوا بشكل كبير”.
وقال الكاتبان إن أفغانستان تسير نحو الهاوية والتحول إلى دولة فاشلة. ولن تحل الأموال المجمدة في أمريكا وهي 7 مليارات دولار كل المشاكل، لكن البلد بحاجة لكل المساعدة التي يستطيع الحصول عليها، فقد توقفت المدارس والمستشفيات في كل أنحاء البلاد عن العمل. وجلب شتاء أفغانستان القاسي معه زيادة في الأسعار ونقصا حادا في المواد الغذائية. والفقر يتعمق ويتوسع لدرجة يواجه الأفغان البؤس بل والمجاعة وعلى قاعدة مأساوية.
ولو استمر هذا الوضع على ما هو فإن نسبة 97% من سكان أفغانستان سيصلون في نهاية الشتاء لوضع لا يمكنهم النجاة فيه بدون مساعدة. ولو حدث هذا فإن حالة عدم الاستقرار ستؤثر على البلاد وعموم المنطقة- مما سيفتح المجال أمام الجماعات الأكثر تطرفا لملء الفراغ وأكثر قسوة من طالبان. واليوم لا يمكن للأفغان تذكر وقت لم يمر عليه حرب في حياتهم. وحتى قبل المقترح الأخير لإدارة بايدن، كان الأفغان يكافحون للبحث عن طرق يحصلون فيها على المساعدات الإنسانية بدون خرق القواعد والقوانين المتعددة التي فرضت باسم مكافحة الإرهاب على مدى العقدين الماضيين وبسبب حكم طالبان.
ويجب على المجتمع الدولي الالتزام بمساعدة الأفغان مباشرة وتجاوز سلطات طالبان. وفي هذا الوقت فتوجيه أموال هي ملك للشعب الأفغاني لأغراض أخرى هو عمل بغيض تماما. وعانى الأفغان من أربعة عقود حرب ونزاع وأكثر مما يمكن أن يتحمله شعب، وتتحمل الولايات المتحدة دورا مهما في هذه المعاناة، وأقل ما يمكن أن تفعله إدارة بايدن هو الإفراج عن الأموال ومنحها لأصحابها الحقيقيين.