شهر على انسحاب القوات القتالية الأجنبية من العراق: هجمات الكاتيوشا مستمرة
عربي تريند_ على الرغم من مضي نحو شهر على إعلان خروج القوات القتالية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش” من العراق، إلا أن مواقع وقواعد عسكرية ومقرات كانت تضمّ هذه القوات، ما زالت تتعرض لعمليات قصف متكررة من قبل جماعات مسلحة غير معروفة.
وآخر هذه الهجمات وأخطرها استهداف مطار بغداد الدولي بـ 6 صواريخ كاتيوشا فجر أمس الجمعة، أصاب بعضها مدرج الطيران وسبّب أضراراً في طيارتين مدنيتين، ما أثار مخاوف محلية وأيضاً خارجية لدى بعض الدول، مثل الكويت، التي قرّرت تعليق رحلاتها الجوية إلى العراق بسبب الأحداث التي شهدها مطار بغداد الدولي.
وقالت منصات ومواقع مقربة من الفصائل العراقية المسلّحة إن القصف استهدف قاعدة “فيكتوريا” التابعة للتحالف الدولي المجاورة لمطار بغداد، إلا أن البيانات الرسمية أكدت أن صواريخ الكاتيوشا سقطت على الجزء المدني من مطار بغداد الدولي.
وتكررت عمليات القصف الصاروخي صباح اليوم السبت، بسقوط صاروخ كاتيوشا قرب منطقة سكنية في قرية “البوعيثة” جنوبي بغداد.
وأوضح ضابط في قيادة العمليات العراقية المشتركة لـ”العربي الجديد”، أن عمليات القصف الصاروخي بدأت تستهدف أخيراً منشآت مدنية ومناطق سكنية، وهو أمر ينذر بالخطر، لافتاً إلى أن القوات القتالية التابعة للتحالف الدولي غادرت البلاد منذ نحو شهر، ولم يعد هناك أي مبرر لاستهداف المطارات والقواعد العسكرية، وبعض المواقع المهمة.تقارير عربية
وأشار إلى أن القوات الأمنية تتجه للتعامل مع الهجمات على أنها إرهابية بحتة، بصرف النظر عن الجهة التي تقف خلفها، مؤكداً اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة تهدف إلى الحدّ من تكرار الهجمات الصاروخية في بغداد وبقية المحافظات.
ولم يحدّد طبيعة الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات، إلا أنه اعتبرها جماعات خارجة على القانون، تعمل من أجل إرباك الوضع الأمني في البلاد.
وفي السياق، اتهم عضو “الحزب الديمقراطي الكردستاني” مهدي عبد الكريم، “جهات خسرت في العملية السياسية بالوقوف وراء تلك الهجمات”، موضحاً في تصريح صحافي أن عمليات استهداف بعض المناطق تهدف إلى عرقلة تفاهمات القوى السياسية لتشكيل الحكومة. وتابع أن “الأعمال الإرهابية هذه تُعتبر واحدة من مصداتهم التي يحاولون فيها التأثير بالداخل العراقي، والشعب، والعملية السياسية”، مضيفاً: “إنها جهات معروفة وتتخوف من تشكيل حكومة مقبلة قوية تكشف مدى فسادها وتأثيرها وتخريبها للبلاد، وبالتالي فإن تلك الأعمال محاولة لعرقلة بناء العراق”.
في المقابل، لا يزال نواب وسياسيون مقرّبون من الفصائل العراقية المسلّحة يتحدثون عن وجود “احتلال أميركي” في العراق.أخبار
وقال عضو البرلمان عن حركة “صادقون” (الجناح السياسي لجماعة عصائب أهل الحق) علي تركي الجمالي، إن الولايات المتحدة الأميركية نجحت في خلق أزمات سياسية وأمنية واقتصادية للبقاء مدة أطول في العراق، موضحاً في حديث لوسائل إعلام محلية أن “الانسحاب الأميركي من العراق عبارة عن أكذوبة، وبقاء القوات الأميركية يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي العراقي”، مبيناً أن “الشعب العراقي أصبح يواجه أزمة الوجود الأميركي”.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، خروج جميع القوات القتالية الأجنبية من البلاد في الحادي والثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وأكدت قيادة العمليات العراقية المشتركة أن جميع القوات القتالية خرجت من البلاد، وما بقي مجموعة مستشارين تابعين للتحالف الدولي يقدمون النصح والمشورة للقوات العراقية.
وقال الأستاذ المتخصص بالشؤون الاستراتيجية في جامعة النهرين علي البدري، إن خروج القوات القتالية الأجنبية من البلاد أزال جميع حجج الجماعات المسلّحة التي اعتادت قصف المقرات والمطارات والقواعد العسكرية بالطائرات المسيّرة وصواريخ الكاتيوشا، موضحاً لـ “العربي الجديد” أن “هذه الجماعات وجدت نفسها تحت ضغط محلي ودولي كبير بعد قصف مطار بغداد الدولي أمس الجمعة، لأنها وجهت نيرانها نحو هدف مدني محلي لا وجود للقوات الأجنبية فيه”.