المغرب العربي

ميديابارت: في جنوب إسبانيا.. جزائريون يخاطرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا وأعدادهم في تزايد

 عربي تريند_ في ريبورتاج بعنوان: “في جنوب إسبانيا.. جزائريون يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى أوروبا”، قال موقع “ميديابارت” الاستقصائي الفرنسي، إن العديد من الجزائريين حاولوا خلال عام 2021 العبور للوصول إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، مخاطرين بحياتهم في بعض الأحيان. 

تساعد CIPIMD، وهي منظمة غير حكومية إسبانية، في تحديد مواقع القوارب في البحر بالتعاون مع رجال الإنقاذ، وتشارك في تحديد ضحايا حطام السفن، من أجل “إغاثة العائلات”.

في الأشهر الأخيرة، واصل المسؤولون في CIPIMD (المركز الدولي لتحديد هوية المهاجرين المفقودين) توثيق الوافدين من المهاجرين الجزائريين، والذين تزايد عددهم في العام الماضي.

وعلى الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، هناك اتصال ثمين: الشخص الذي تخطره العائلات عندما يغادر قارب ينقل أحد أفرادها ساحل مدينة وهران أو عندما يجدون أنفسهم بدون أخبار بعد عدة أيام من المغادرة.

وفي سيناريو لا يبشر بالخير بشكل عام، يتلقى المركز ما معدله 30 رسالة يوميا على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وقد ارتفع إلى 300 رسالة في اليوم عندما أبحر قارب.

تميز الأسبوع الذي بدأ في العاشر من شهر يناير الجاري بالظروف الجوية غير المواتية وهبوب رياح شديدة القوة بحيث لا تسمح بالمغادرة المحتملة. لم يتوصل رئيس هوائي CIPIMD بتنبيهات.  لكنه يشير إلى أنه التنبيهات كانت كثيرة في نهاية ديسمبر وخلال الأيام العشرة الأولى من عام العام الجديد، لافتا إلى 80 من المهاجرين قدموا من الجزائر.

الجزائريون الذين هبطوا في مدينة ألميريا الإسبانية لا يبقون هناك طويلا، بل سرعان ما يتوجهون إلى شمال إسبانيا أو إلى فرنسا، كما يروي “وليد” لـ“ميديابارت”، موضحا أنه من المهاجرين الجزائريين القلائل جدا الذين استقروا في ألميريا التي وصلها بشكل غير قانوني قبل عامين عبر البحر الأبيض المتوسط ​​للحصول على الرعاية الصحية، لأنه يعاني من فشل كلوي ويحتاج العلاج عن طريق غسيل الكلى.

ولدى وصول “وليد” تم الاعتناء به من قبل Cepaim، إحدى المنظمات غير الحكومية التي تساعد المهاجرين في شبه الجزيرة الأيبيرية. ويروي أنه شيئا فشيئا، يبني حياة لنفسه تدريجياً، وحصل على سكن بالقرب من مركز الاستقبال التابع للجمعية ويتبع دورة تدريبية.

 وبعد عامين من العلاج، يأمل “وليد” في إجراء عملية زرع كلية، على الرغم من ضآلة فرصه (قائمة الانتظار طويلة وقد يرفض جسم المريض عملية الزرع).

ويؤكد المهاجر الجزائري أنه شاهد هذا العام العديد من مواطني بلده يهبطون في جنوب إسبانيا. تلك، مثلا، هي حالة أنس، البالغ من العمر 20 عاما، والذي ظل القارب الصغير الذي كان يقله عالقا لمدة تسعة أيام في البحر.

هذا الشاب العشريني القادم من مدينة وهران الجزائرية يعيش حاليا في مدينة ليل الفرنسية. ويروي لـ“ميديابارت”: “اعتقدت أن هذه المدينة ستكون جيدة ولكن سرعان ما واجهت  مشاكل مع الشرطة. يقومون بتفتيشنا  طوال الوقت. أفكر في الذهاب إلى باريس، لأن لدي صديقا يعيش هناك، اقترحت عليه أن أقطن معه وأدفع نصيبي من الإيجار، لكنني ما زلت أنتظر إجابته”.

ويتابع الشاب الجزائري: “قبل مغادرتي إلى ساحل وهران، تحدث مع والدتي عن مشروع الهجرة. فالبطالة وانعدام الآفاق في بلد يعاني من أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية هي أسباب كافية لإقناعي بالذهاب إلى البحر. ولكن قبل المغادرة بقليل، لم تكن والدتي تعلم أنني ذاهب للعبور. لم أرغب في أن أقلقها، فقلت لها إنني سأنام في منزل أحد الأصدقاء. في الساعة 10 مساء يوم 23 من أكتوبر شهر أكتوبر، انضممت إلى أربعة شبان آخرين -لا أعرفهم- واستقلينا «بوطي» (القوارب المصنوعة من الألياف الزجاجية) من كريشتل، وهي قرية ساحلية على بعد 26 كيلومترا من وهران”.

في ليلة 30 إلى 31 ديسمبر 2021، غادر محمد بلاده. هذه المرة للأبد: إنها محاولته الخامسة. يقول وعيناه تشوبهما المرارة على حد وصف “ميديابارت”: “في كل مرة يمسك بي رجال البحرية مختبئا على مرتفعات شاطئ ساحل وهران، حيث يتجمع مع عدد قليل من المرشحين الآخرين للمغادرة ينتظرون الضوء الأخضر للركض نحو قاربهم. دفع محمد ثمن قارب أكثر صلابة وأمناً، لكنه وجد نفسه في عجلة من أمره وفي الليل المظلم على متن قارب من الألياف. وبعد وقت قصير من الإبحار، صادفوا جثة تطفو في البحر، والتي يبدو أنها تتجه عائدة نحو الساحل.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى