لبنان تحت عاصفة ثلجية.. فهل يغطي الرداء الأبيض 70% من مساحته؟
عربي تريند_ بدأ لبنان من اليوم وحتى ظهر غد الخميس يتأثر بعاصفة ثلجية تحمل اسم “هبة” وهو اسم عربي أطلق على هذه العاصفة خلافاً للأسماء الأجنبية التي كانت تطلق على العواصف في السنوات السابقة، وستحمل هذه العاصفة أمطاراً غزيرة وثلوجاً تغطي معظم المرتفعات والجبال التي هي على ارتفاع 600 متر والقريبة من السواحل، مترافقة مع برق ورعد وتدن في درجات الحرارة إلى ما دون معدلاتها بنحو ست درجات وارتفاع موج البحر إلى حدود الخمسة أمتار مع رياح قوية وشديدة تصل سرعتها إلى حدود ال100 كلم في الساعة.
وستنحسر هذه العاصفة الثلجية التي وصفت بأنها الأقوى منذ سنوات يوم الخميس لتحل مكانها موجة من الصقيع ويتكون الجليد في المناطق الجبلية والداخلية حتى يوم الجمعة، ورأى الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية أن 70% من مساحة لبنان ستتغطى بالثلوج فجر الخميس، متوقعاً أن يكون لبنان تحت تأثير منخفضين جويين قبل نهاية الشهر أيضا.
وإذا كانت العواصف الثلجية والبرودة مألوفة لا بل طبيعية في شهر كانون الثاني/يناير واعتاد عليها اللبنانيون في مثل هذه الأوقات في فصل الشتاء، وإنما ما هو غير طبيعي وغير مألوف هذه السنة هو عدم قدرة المواطنين على تأمين وسائل التدفئة الضرورية في مثل هذه الظروف المناخية القارصة، التي يصح بها قول الآباء والأجداد “البرد بيقص المسمار”، وبالتالي باتت التدفئة حكراً على الميسورين دون سواهم كما عبرت لنا إحدى السيدات في منطقة زحلة، لأنه لم يعد لدى المواطنين القدرة على شراء صفيحة المازوت التي ارتفع سعرها بشكل جنوني وبلغت 332 ألف ليرة لبنانية وهم بحاجة إلى أكثر من صفيحتين يومياً.
وما هو غير مقبول أن لا خيار آخر للمواطنين لتبديل وسائل التدفئة من الشوفاج وموقدة المازوت إلى الغاز بسبب سعر قارورة الغاز التي بلغت أيضا حداً غير مقبول وهو 300 ألف ليرة ما دفع العديد إلى استباق فصل الشتاء باللجوء إلى الحطب وقطع الأشجار، وهذا ما يفسر بعض الحرائق التي انتشرت في الغابات قبل شهرين.
وهنا السؤال للمسؤولين على لسان بعض المواطنين هل لهم أن يشرحوا ما هي السبل التي يجب اتباعها لمن هم تحت مستوى الفقر لاعتماد وسائل التدفئة؟ وكيف يتقون أنفسهم من البرد القاسي؟ علماً أن الكهرباء في “خبر كان” وأسعار المولدات الكهربائية لا ترحم مع اعتماد التقنين أيضا بسبب غلاء المازوت، فهل يلجأون إلى وضع البطانيات والحرامات للتدفئة؟
وإذا كانت اسم العاصفة الثلجية “هبة” يعني ما يعنيه إلا أن هذه “الهبة” في لبنان تتحول إلى نقمة بسبب فقدان أبسط مقومات السلامة العامة المرورية على الطرقات المحفوفة بالمخاطر بسبب عدم الصيانة وبروز الحُفر على الأوتوسترادات والمرتفعات وغياب الإنارة ولا سيما على الطرقات الجبلية وخصوصاً طريق ضهر البيدر بسبب الضباب وسوء الرؤية، فأين الاستعدادات والجهوزية لمواجهة عاصفة طبيعية؟ وقد أدى النقص في رش الملح على بعض الطرق إلى تكون طبقات من الجليد ما أدى إلى حدوث العديد من حوادث السير نتيجة انزلاق عدد من السيارات ولا سيما على طريق عاليه.