إجراءات أمنية مشددة قبل ساعات من مليونية “الشهداء” في الخرطوم
عربي تريند_ فرضت السلطات الأمنية السودانية إجراءات مشددة في الخرطوم قبل ساعات من انطلاق مليونية “الشهداء” لإسقاط الانقلاب العسكري.
وكانت لجان المقاومة السودانية، قد دعت إلى مليونية جديدة مناهضة للانقلاب تتجه إلى القصر الرئاسي بوسط الخرطوم، ضمن تصعيدها المستمر ضد الانقلاب العسكري لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأغلقت السلطات، صباح اليوم الأحد، 3 من الجسور الرابطة بين وسط الخرطوم ومدينتي أم درمان والخرطوم بحري، وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسة، منها الطرق المؤدية إلى محيط قيادة الجيش السوداني، وشوارع الجامعة، والجمهورية والنيل.
ونشرت السلطات وحدات من الشرطة بمنطقة وسط الخرطوم، وذلك بعد وصول تعزيزات شرطية من الولايات القريبة.تقارير عربية
وعلى غير العادة، لم تغلق السلطات جسر كوبر والفتيحاب والمنشية، بينما يجري التأكد من نيتها قطع خدمة الإنترنت والاتصالات الهاتفية.
ومنذ انقلاب 25 أكتوبر، لقي ما لا يقل عن 60 شخصاً مصرعهم خلال الاحتجاجات، وأصيب المئات، واتهمت جماعات حقوقية السلطات الأمنية بمنع وصول المصابين إلى المشافي والاعتداء على المستشفيات وكوادرها الطبية.
وتعهدت لجنة أمن ولاية الخرطوم، طبقاً لبيان من مجلس السيادة، بعدم استخدام العنف داخل المستشفيات والمرافق الصحية ضد المتظاهرين السلميين، والتزامها محاكمة أي نظامي أو مواطن يتورط بعمليات نهب أو سلب.
وناشدت كل المنسقيات والمتظاهرين الابتعاد عن المواقع السيادية والمرافق الصحية، وحثتهم على عدم اللجوء إلى استفزاز القوات النظامية خلال أداء واجباتها الوطنية.
وأكدت اللجنة التزامها كذلك توفير عناصر نظامية ذات رتب رفيعة داخل المستشفيات لرصد أي تفلتات من قبل منسوبيها، داعية المواطنين إلى التبليغ الفوري عن أي حالات اعتداء ليجري التعامل معها مباشرة. ووجهت بعدم ملاحقة المتظاهرين السلميين داخل المواقع السكنية والأزقة والمرافق الصحية.أخبار
الحراك الأبيض
من جهتها، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية تنظيم وقفة احتجاجية، اليوم، وتسيير موكب يتجمع في مستشفى الجودة ويتجه إلى مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، احتجاجاً على الانتهاكات المستمرة ضد الأطباء والمرافق الصحية.
وأشارت في بيان إلى إقامة وقفة ثورية في مستشفى أم درمان، تحسباً لاحتمالية إغلاق الجسور والطرقات من قبل قوات الانقلاب.
وأكدت أن خيارات المستشفيات الأخرى في العاصمة والأقاليم تظل مفتوحة وفق ما تقرر قواعدها لتنظيم حراك ثوري بما تراه مناسباً.
وتعهدت بمواصلة “الحراك الأبيض” في أيام قادمات حتى سقوط الطغاة، طبقاً لما جاء في البيان.
إلى ذلك، أعلن تجمع المهنيين السودانيين رفضه لدعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس، فولكر بيرتس، لإجراء مشاورات لحوار سياسي بين أصحاب المصلحة السودانيين.
وقال التجمع، في بيان، إن “الدعوة الأممية تسعى للدفع تجاه التطبيع مع مجرمي المجلس العسكري الانقلابي وسلطتهم الفاشية”، مضيفاً “أن الشعب أعلن بوضوح أن الطريق لحل الأزمة السودانية يبدأ بإسقاط المجلس العسكري الانقلابي بشكل تام، وتقديم عضويته للعدالة الناجزة على ما اقترفوه من مذابح ومجازر بحق الشعب المسالم الأعزل في محاكم خاصة”.
وذكر أن “تحركات بيرتس منذ فترة مثيرة للجدل ومفارقة للمهام الموكلة للبعثة التي يقودها، وأنه سعى سابقاً لتثبيت وحشد الدعم لاتفاق الخنوع الانقلابي بين السفاح البرهان والدكتور عبد الله حمدوك، وباءت مساعيه بالفشل الذريع ودحر الشعب الثائر الاتفاق وعراه كمحاولة لشرعنة وتعضيد انقلاب 25 أكتوبر”.
وأكد بيان تجمع المهنيين السودانيين أن “ممارسات فولكر تخالف أسس ورسالة المنظمة الدولية في دعم تطلعات الشعوب في الحرية والسلم والعيش الكريم”، مضيفاً “حريٌ به الآن الإصغاء جيداً لأهداف شعبنا الأبي وقواه الثورية في الحكم الوطني المدني الكامل وهزيمة آخر معاقل الشمولية”.