مباحثات وفد “فتح” في دمشق تتجاهل محنة فلسطينيي سورية
عربي تريند_ وصل إلى العاصمة السورية دمشق، مساء أمس الخميس، وفد من حركة “فتح” الفلسطينية برئاسة أمين اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب، حاملاً رسالة خطية من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، في زيارة قالت مصادر فلسطينية إنها ستركز على قضايا تخص الحركة، ولن تتطرق إلى محنة الفلسطينيين في سورية.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، وسفير فلسطين لدى النظام السوري، سمير الرفاعي، في حديثٍ لإذاعة “صوت فلسطين”، إن لهذه الزيارة “أكثر من محور، الأول حضور المهرجان المركزي لإحياء الذكرى الـ57 لانطلاقة الحركة في مخيم اليرموك، حيث سيلقي الرجوب كلمة في هذا المهرجان. كما سيقوم بتسليم رسالة من عباس إلى الأسد حول آخر المستجدات في القضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية” وذلك خلال اجتماعه مع وزير خارجية النظام فيصل مقداد.
ومن المقرر أن يعقد الرجوب، خلال زيارته، اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، تمهيداً لانعقاد المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله بين 20 و23 الشهر الحالي.تقارير عربية
وحافظت حركة “فتح” على علاقاتها بالنظام السوري، خلال السنوات الماضية، فيما أيد عباس في تصريحات سابقة عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية. غير أن ناشطين فلسطينيين شككوا في جدوى هذه العلاقات، وأكدوا أنها لم تنعكس إيجاباً في تعاطي النظام السوري مع الفلسطينيين في سورية، والذي قام بتهجير نحو نصفهم إلى خارج البلاد، ودمّر معظم تجمعاتهم ومخيماتهم في سورية خلال السنوات الماضية من الحرب السورية.
ويماطل النظام في عودة الفلسطينيين إلى أكبر التجمعات الفلسطينية في سورية، وهو مخيم اليرموك جنوب العاصمة، فيما استولى على مبلغ مليوني دولار كانت السلطة الفلسطينية قد أرسلتها للمساعدة في إزالة الأنقاض من المخيم، بعد تدمير معظمه خلال المواجهات بين قوات النظام وتنظيم “داعش” الإرهابي عام 2018، والتي يؤكد الناشطون أنها كانت صورية وأن النظام استغلها لتدمير المخيم، حيث لم يسمح لأهله بالعودة إليه منذ ذلك الحين.
ووثّقت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” اعتقال النظام السوري أكثر من 1800 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال ومسنون، فيما توفي 620 آخرون تحت التعذيب في سجون النظام. كما قتل نحو 4000 فلسطيني خلال الحرب السورية منذ عشر سنوات.
وقال الناشط الفلسطيني أبو مصطفى القاعود، لـ”العربي الجديد”، إن السلطة الفلسطينية لم تحاول أبدًا استثمار علاقاتها مع النظام السوري لخدمة الفلسطينيين في سورية، ولم تنجح هذه العلاقات في إطلاق سراح فلسطيني واحد، أو عودة عائلة واحدة إلى بيتها في المخيم.تقارير عربية
وأكد حاجة الفلسطينيين إلى دعم السلطة والمنظمات الدولية لتمكينهم من العودة إلى بيوتهم ومساعدتهم على ترميمها بعد أن تم تدمير معظمها كلياً أو جزئياً، فيما نهب المسلحون الموالون للنظام ما تبقى فيها من ممتلكات.
وتشير إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في سورية انخفض بشكل حاد بعد أن كان حوالي 560 ألف شخص قبل بدء الحرب. ويحتاج ما يزيد على 95% من هؤلاء اللاجئين إلى الحصول على مساعدات إنسانية عاجلة من أجل البقاء على قيد الحياة، وفق “أونروا”.