بين قوة الألمان الهجومية وثبات برشلونة في ظل الصعوبات
شهدت منافسات نهاية الأسبوع في الدوريات الأوروبية الكثير من الأحداث واللقطات المُميزة التي تحدثت عنها جماهير كرة القدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك الصحف الرياضية العالمية، ولعل أحداث قمة “البريميرليغ” بين تشلسي وليفربول على ملعب “ستانفورد بريدج” هي أبرز ما حدث.
قوة الألمان التهديفية
أثبت المدربان الألمانيان، توماس توخيل ويورغن كلوب، أنهما مدرسة في الكرة الهجومية التي لا ترحم، ففي 90 دقيقة من المواجهة التي جمعتهما مساء الأحد حدث كل شيء ممكن؛ من صناعة الفرص والخطورة على كل مرمى مروراً بالحماس والإثارة وصولاً إلى تسجيل الأهداف.
بالنسبة لتوخيل وكلوب العقلية الألمانية الهجومية هي الصفة التي تجمعهما، هي الصفة التي تجعلهما من بين الأفضل ليس في الكرة الإنكليزية فقط بل في الكرة الأوروبية بشكل عام، وتسجيل 4 أهداف في شوط واحد هو أكبر دليل على قوة الشخصية الهجومية التي تُميز المدربين.
في بعض المباريات الكبيرة، ينتهج المدربون أحياناً أسلوباً احترازياً لتفادي السقوط الكبير وتجنب تلقي أهداف كثيرة، إلا أن كلوب وتوخيل لا يعرفان الخوف، بل يفتحان الملعب دائماً ويطلبان من نجومهما الهجوم والهجوم والهجوم ولا شيء آخر، وهو ما يجعل مباراة الـ90 دقيقة نارية ومجنونة ومثيرة إلى أبعد حدود.
وينضم توخيل وكلوب إلى المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، في تطبيق الأفكار الهجومية، وهذا الثلاثي هو الأفضل في الدوري الإنكليزي على صعيد خلق الفرص وتسجيل الأهداف وصناعة العروض الهجومية في كل مباراة على مدى موسم بالكامل.
برشلونة بمن حضر
نجح المدرب الإسباني، تشافي هيرنانديز، في تخطي الصعوبات الكبيرة التي يواجهها خصوصاً على مستوى الغيابات الكثيرة في صفوف فريقه، إن كان بسبب الإصابات أو بسبب كورونا، وحقق 3 نقاط غالية في الدوري ضد فريق مايوركا، وأكد أنه يعمل بمن حضر من أجل العبور إلى بر الأمان.
ونجح تشافي بالعناصر الشابة التي يملكها في محاربة كل الظروف الصعبة والحفاظ على الثبات في النتائج الإيجابية سعياً وراء التقدم نحو المراكز المؤهلة لمنافسات دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، فهو اليوم على بُعد نقطة واحدة من المركز الرابع، بعدما تقدم لأول مرة هذا الموسم إلى المركز الخامس بوصوله إلى نقطته الـ31.
ويتحمل تشافي ظروفاً شبه قاهرة في برشلونة بسبب قلة النجوم والإصابات وحالة الفريق الذهبية المتراجعة في السنوات الأخيرة، وهو يحتاج إلى عمل كبير واجتهاد وحتى صفقات جديدة من أجل تحسين الأمور سريعاً والعودة بفريق برشلونة إلى منصات التتويج من جديد.
وحتى مع الصفقات الجديدة التي أجراها برشلونة مثل عودة الظهير البرازيلي، داني ألفيش، والتعاقد مع المهاجم الإسباني، فيران توريس، وإمكانية وصول المهاجم الإسباني، ألفارو موراتا، فإن جملة “بمن حضر” ستُرافق فريق برشلونة والمدرب تشافي حتى نهاية الموسم، لأن النادي “الكتالوني” يُعاني كثيراً على مستوى إعادة البناء من الصفر بعد رحيل الأسماء الكبيرة وأبرزها الأرجنتيني، ليونيل ميسي.
وهنا يجب التنويه بأن أداء فريق برشلونة تحسن كثيراً منذ استلام تشافي لتدريب الفريق خلفاً للهولندي، رونالد كومان، وحتى مع العناصر الشابة والصغيرة الفريق قادر على التطور وتحقيق الانتصارات، وهذا أهم شيء في الوقت الحالي بالنسبة لإدارة النادي “الكتالوني”.
غوارديولا يُحلق وحيداً
10 نقاط عن تشلسي و11 نقطة عن فريق ليفربول، هذا هو الفارق بين مانشستر سيتي المتصدر وأبرز منافسيه على لقب الدوري الإنكليزي، ما يعني أن المدرب الإسباني يُحلق منفرداً في منافسات “البريميرليغ” وأمسى الأقرب لتحقيق اللقب من جديد في حال حافظ على عروضه القوية وسلسلة انتصاراته التي وصلت إلى 11 في الدوري.
ويُثبت غوارديولا موسماً بعد موسم أنه واحد من أفضل مدربي الدوري الإنكليزي عن جدارة واستحقاق، إن كان بفضل النتائج المُميزة التي يُحققها الفريق الذي يُدربه أو المستوى الرائع المُقدم من اللاعبين على أرض الملعب في المنافسات المحلية والأوروبية.
وبقيادة غوارديولا أمسى لقب الدوري أقرب من مانشستر سيتي خصوصاً مع توسيع فارق النقاط عن أقرب منافسيه، وهو إذا حدث فإنه يُصبح من الصعب على أي فريق اللحاق بالفريق “الأزرق” وتقليص الفارق، فلطالما كان غوارديولا الأكثر نجاحاً عندما يبتعد بفارق أكثر من 7 نقاط، ذلك لأن تعرض غوارديولا للخسارات يُصبح أقل وأقل مع مرور الجولات.
ورغم أن هدف إدارة “سيتي” ليس تحقيق لقب الدوري هذا الموسم بل حصد لقب دوري أبطال أوروبا الذي فشل الفريق في تحقيق آخر موسمين رغم اقترابه كثيراً، وتحديداً المباراة النهائية في الموسم الماضي، إلا أن غوارديولا مهووس في تحقيق الألقاب والنجاح في كل بطولة يلعبها، وعليه فإن حصد لقب “البريميرليغ” سيُسعد المدرب الإسباني كثيراً.
وعملياً، في حال تفوق مانشستر سيتي على تشلسي وليفربول في مرحلة الذهاب، فإنه سيقترب كثيراً من رفع الكأس في النهاية وسيبتعد بفارق كبير من النقاط، وهو ما يحتاجه بيب قبل انطلاق منافسات الأدوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم، لكي يُريح لاعبيه قليلاً من ضغط المباريات ويجعلهما في قمة التركيز من أجل محاولة الذهاب بعيداً والوصول إلى المباراة النهائية للموسم الثاني توالياً.