ليبراسيون: أفغانستان تغرق في أزمة إنسانية و”طالبان” حطمت الآمال في التغيير
عربي تريند_ تحت عنوان “الجوع في أفغانستان”، خصصت صحيفة “ليبراسيون” صفحتها الأولى للحديث عن المشهد الإنساني المؤلم في أفغانستان مع صورة مرفقة لطفل وسط القمامة، لتوضح أن الأفغان يواجهون أزمة إنسانية خانقة منذ وصول طالبان إلى السلطة، مع نقص الغذاء والعدوى وانخفاض قيمة العملة والعقوبات الدولية.
وقالت “ليبراسيون” إن الكارثة التي تم التنبؤ بها تحدث الآن أمامنا، حيث تغرق أفغانستان في أزمة إنسانية كبرى، ويعاني 3.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا الشتاء، ومن بينهم أكثر من مليون يتعرضون لخطر الموت، وبحسب اليونيسف، يموت الأطفال من الجوع، وهم يعانون من التهابات مرتبطة به.
وأكدت الصحيفة أن الاقتصاد الأفغاني قد انهار، مشيرة إلى أنه يلزم الآن 120 من العملة المحلية للحصول على دولار واحد، مقارنة مع حوالي 80 قبل تولي “طالبان” السلطة في 15 أغسطس الماضي.
وما تزال مدفوعات رواتب موظفي الخدمة المدنية متأخرة عدة أشهر، كما بدأ الوقود بالنفاد لتشغيل المولدات التي تعوض انقطاع التيار الكهربائي في المستشفيات، ومنع التضخم المواطنين من شراء الطعام، ولم تعد لديهم القدرة على شراء “البنزين”.
هذا الانهيار لم يكن محتملاً فحسب، بل كان منتظراً، تقول “ليبراسيون”، مذكّرةً أنه حتى هذا الصيف، كانت أفغانستان إحدى أفقر دول العالم وأكثرها فساداً، وهي تعيش فقط على المساعدات الدولية، التي كانت تمثل 80 % من ميزانيتها السنوية المقدرة بنحو 6.2 مليار دولار في عام 2020. لكن هذا المساعدات الدولية توقفت فجأة منذ أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول والبلاد.
وأوضحت الصحيفة أن المانحين بقيادة الولايات المتحدة، يرفضون تمويل نظام سيطر على الحكم بالقوة العسكرية وليس من خلال المفاوضات مع الحكومة السابقة، ويعتقدون أن طالبان لم تظهر أي انفتاح، بعيداً عن الوعود التي قطعها العديد من مفاوضي الحركة بين عامي 2018 و2020 في العاصمة القطرية الدوحة، والتي أكدت أن حكمها الجديد سيشمل الجميع ويضمن حقوق المرأة، وذلك مقابل انسحاب الجيوش الأجنبية من أفغانستان.
إعلان طالبان عن حكومتها في أوائل شهر سبتمبر الماضي، المكونة من شخصيات متطرفة في الحركة، من بينها شخصيات مدرجة على قائمة عقوبات الأمم المتحدة، أدى إلى تحطيم كل الآمال في التغيير، وفقا للصحيفة، التي نقلت عن مسؤول قطري تابع عن كثب المفاوضات في الدوحة قوله: “قلنا لهم مراراً وتكراراً أن يبذلوا جهداً، لكن المشكلة هي أنهم منقسمون، والأكثر قسوة هم من فرضوا خياراتهم. في البداية تم اختيار المُلا عبد الغني بردار الذي قاد المحادثات مع الولايات المتحدة، كرئيس للوزراء، قبل أن يتم تخفيض رتبته واستبداله قبل أيام قليلة من إعلان الحكومة بمحمد حسن أخوند، وهو صديق مقرب من الملا عمر، مؤسس الحركة”.
وبالنسبة للصين وطالبان، أوضح المسؤول القطري أن بكين تريد إقامة موطئ قدم دائم في البلاد، سواء لطرق الحرير الجديدة أو للموارد المعدنية، وأخبروا طالبان أنهم لا يستطيعون تمويلهم فحسب، بل سيزودنهم بالمهارات التي يفتقرون إليها في الإدارة والوزارات.
وقد اتفق بعض قادة طالبان مع هذه الاقتراحات، ولكن البعض منهم رفضوا التعاون مع بكين بسبب قمع الإيغور، وقال المسؤول القطري: “من جانبنا طلبنا منهم توخي الحذر: إذا تحالفوا مع الصين، فلن تكون لديهم قدرة على إقامة علاقات مع الغرب”.
وفي ظل مشاعر اليأس في بلد فاشل، يحاول المزيد من الأفغان الفرار، ووفقاً للمجلس النرويجي للاجئين، دخل ما لا يقل عن 300 ألف أفغاني إلى إيران بشكل غير قانوني، أو حوالي 4000 شخص في اليوم، وقال حارس سابق في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي في كابول: “أعلم أنه لا توجد دولة غربية تمنحني تأشيرة دخول، لكن لا يمكنني البقاء هنا، لم يبق لي هنا أي شيء، سأذهب إلى باكستان أو إيران. سأرى ما إذا كنت سأحاول الوصول إلى أوروبا بعد ذلك”.