اليمن: مطار صنعاء الدولي يخرج عن الخدمة إثر تعرضه لغارات جوية من مقاتلات التحالف
عربي تريند_ أعلن الحوثيون رسميا عن خروج مطار صنعاء الدولي في العاصمة اليمنية عن الخدمة، إثر تعرضه لثلاث غارات جوية من مقاتلات التحالف، الذي تقوده السعودية، مساء الاثنين، والذي تستخدمه طائرات الأمم المتحدة للأعمال الإغاثية، في حين أنه محظور تماما أمام الرحلات التجارية، منذ آب/ أغسطس 2016 على خلفية سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء.
وقال وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، النسخة الحوثية، رائد جبل، إن طيران التحالف “استهدف وبشكل مباشر مطار صنعاء الدولي بعدد من الغارات، ما أدى إلى خروجه عن الجاهزية”.
وذكر أن مقاتلات دول التحالف “استهدفت منذ اليوم الأول مطار صنعاء الدولي ومنعت دخول أجهزة ومنظومة الاتصالات الخاصة به واليوم استهدفت المطار بشكل مباشر”.
وأضاف جبل في تصريح رسمي نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، النسخة الحوثية، أن “تحالف العدوان بقيادة السعودية يهدف من خلال هذا الاستهداف إلى إعاقة المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب اليمني وعرقلة رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، متجاهلا كل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تجرم استهداف المطارات المدنية وفي مقدمتها اتفاقية شيكاغو”.
وأوضح أن “مطار صنعاء كان يقدم خدماته الملاحية لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بكل مهنية وجهوزية فنية حسب الاشتراطات والمتطلبات الدولية المعمول بها في المطارات العالمية”، مطالبا الأمم المتحدة بالتحرك الفوري لإيقاف هذا الاستهداف الممنهج لمطار صنعاء الذي سيعيق تحركاتها.
وكان مصدر أمني حوثي قال إن مقاتلات التحالف السعودي “شنت مساء اليوم (الإثنين) خمس غارات على العاصمة صنعاء”. وأعلن أن “طيران العدوان (السعودي) استهدف مطار صنعاء الدولي بثلاث غارات.. وشن غارتين على منطقة النهدين بمديرية السبعين”، حيث يقع قصر دار الرئاسة.
إلى ذلك ذكر موقع (المسيرة) الإخباري، لسان حال جماعة الحوثي، أن “طيران العدوان (السعودي) شن 3 غارات، على مطار صنعاء الدولي، وغارتين على منطقة النهدين بمديرية السبعين”. وقال إن “غارات طيران العدوان على مطار صنعاء أدّت إلى تدمير معهد الطيران المدني ومستودع الجمارك، وكذلك تدمير مركز الحجر الصحي”.
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية قال في بيان رسمي إن “قيادة القوات المشتركة للتحالف نفذت مساء الإثنين (20 كانون الأول/ ديسمبر 2021) عملية عسكرية محدودة لأهداف عسكرية مشروعة بمطار صنعاء بعد استخدامه للأغراض العسكرية من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران واستغلال المليشيا الحوثية للحماية الخاصة للمطار في إدارة وإطلاق العمليات العدائية والعابرة للحدود باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والمفخخة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية بالداخل اليمني ودول جوار اليمن”.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف “اتخذت كافة الإجراءات القانونية لإسقاط الحماية عن بعض المواقع داخل المطار بناءً على الفقرة 2 من المادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول، والقاعدتين 7 و8 من القانون الدولي الإنساني العرفي، وعليه تم تنفيذ العملية العسكرية لتحقيق الميزة العسكرية من الاستهداف”.
وأضاف أن “قيادة القوات المشتركة للتحالف اتخذت كافة الإجراءات والتدابير لحماية المدنيين والمتعلقة بالأعيان والتي يحق لها التمتع بحماية خاصة قبل التنفيذ، وذلك من خلال إصدارها وتوجيهها لإنذارات مسبقة وعبر وسائل مجدية”.
وأوضح المالكي أن الأهداف العسكرية التي تم قصفها “شملت 6 مواقع يتم استخدامها لإدارة نشاط هجمات الطائرات المسيّرة والمفخخة، وتدريب العناصر الإرهابية على الطائرات المسيّرة، ومقر سكن المدربين والمتدربين، بالإضافة لمخزنين للطائرات المسيّرة والمفخخة”.
وأشار إلى أن “تحييد وتدمير هذه الأهداف لن يكون له أي تأثير على القدرة التشغيلية للمطار، ولن يؤثر على إدارة المجال الجوي والحركة الجوية وعمليات المناولة الأرضية”. مؤكداً أن “إسقاط الحماية للمواقع المستهدفة بالمطار وعملية الاستهداف تتوافقان مع أحكام ونصوص القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية”.
وعلمت “القدس العربي” من مصدر عسكري يمني أن قوات التحالف قررت ضرب بعض الأهداف في حرم مطار صنعاء الدولي، بعد التأكد من استغلال الحوثيين للحماية الممنوحة له باستخدامه لأغراض عسكرية، وفي مقدمة ذلك إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، ضد أهداف مدنية وعسكرية داخل الأراضي اليمنية وكذا السعودية أيضا.
وأوضح المصدر أن جماعة “الحوثي استغلت المساحة الكبيرة لمخازن الجمارك وكذا المباني الملحقة بمطار صنعاء الدولي، والتداخل الجغرافي بين حرم المطار المدني وقاعدة الديلمي العسكرية، وذلك لممارسة أعمال عدائية، بواسطة هذه المواقع كمقار للتدريب وتجهيز الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية وإطلاقها ضد أهداف مدنية في الأراضي اليمنية والسعودية”.
وأضاف أن غارات التحالف على بعض الأهداف في مطار صنعاء الدولي تمت بعد “عمليات رصد استخبارية مكثفة والتوصل إلى معلومات مؤكدة، وهو ما حقق الغرض المقصود من هذه الغارات، والتي جاءت بعد توجيه إنذار للمدنيين بالابتعاد عن حرم المطار قبل توجيه تلك الضربات، والتي أسفرت عن تدمير الأهداف المرجوّة بدقة، دون وقوع أي خسائر في أرواح المدنيين”.