لوفيغارو: فرنسا تنشط لإنقاذ الانتخابات الليبية
عربي تريند_ تحت عنوان: “ليبيا.. فرنسا تَنشط لإنقاذ الانتخابات”، قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إنه كما كان متوقعاً، فإن الانتخابات في ليبيا لن تجري كما هو مقرر في 24 ديسمبر الجاري. لم يعلن أي مصدر رسمي عن ذلك حتى الآن، لكن في دوائر القرار الغربية، يعمل المختصون في الملف بالفعل على تأجيل الاقتراع. يمكن أن يؤجل إلى بداية العام المقبل، في يناير أو فبراير.
يعود التأخير المعلن في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الليبية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2570، إلى حقيقة أن القوائم الانتخابية التي انتهت، لا يمكن نشرها على الملأ بسبب الشكوى القانونية ضد العديد من المترشحين. علاوة على ذلك، ما يزال القانون الانتخابي لا يحظى بالإجماع، كما توضح “لوفيغارو”.
الصحيفة الفرنسية نقلت عن مصدر مطلع في هذا السياق، قوله إنه في حين أن الوضع ما يزال متوترا ومتفجرا في البلاد، فإن “الانتخابات قد تضر أكثر مما تنفع”. ناهيك عن أن المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيس، ألقى المنشفة الشهر الماضي، بعد خلاف مع أمينه العام حول موعد الانتخابات.
ومضت ”لوفيغارو” إلى القول إن تأجيل الانتخابات في حد ذاته لبضعة أسابيع أو حتى عدة أشهر، لا يطرح مشكلة، إذ سمح بذلك مؤتمر باريس، الذي يدعم الانتقال السياسي والذي جمع في 12 نوفمبر الماضي جميع اللاعبين الرئيسيين في الملف الليبي في العاصمة الفرنسية. وقد أقر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة نتائجه.
لكن التحديات في مكان آخر، وفق “لوفيغارو: “فالتحدي الأول داخلي، يتعلق الأمر بوجود مرشحين اثنين على القائمة الانتخابية يتمتعان بشعبية كبيرة في جزء من البلاد ومكروهين في الجزء الآخر، وهما المشير خليفة حفتر -الرجل القوي في شرق ليبيا والذي دعمته فرنسا لفترة، والذي يتم رفضه في طرابلس، خاصة أنه حاول عبثا غزو العاصمة عسكريا في عام 2019. والرجل الثاني هو سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق، والذي يعتبر إلى جانب حفتر أحد ثلاثة مرشحين يمكنهم الفوز، وفقا للمتخصصين”.
والتحدي الثاني، ينطلق من الأول، هو جيوسياسي ويتعلق بشكل أساسي في فرنسا، أكثر الدول الغربية التزاما بمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. وفي الخفاء تدعم روسيا حليفة بشار الأسد في سوريا سيف الإسلام القذافي سرا في ليبيا. إذا تم انتخاب نجل القذافي، ستكون روسيا قد فازت في البحر الأبيض المتوسط. كما ستستفيد من الفوضى الثورية الجديدة التي لن يفشل وصوله إلى السلطة في إثارتها”، كما يحلل دبلوماسي أوروبي.
فقد أحبطت روسيا الربيع العربي حيثما كان ذلك ممكنا، وهو النموذج الذي تكرهه والذي يمكن أن يكون يوما ما نموذجا لموسكو ويثير تساؤلات حول السلطة المطلقة تقريبا لفلاديمير بوتين.
ووسط انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط الكبير، تدفع روسيا بيادقها أكثر فأكثر على طول البحر الأبيض المتوسط وفي أفريقيا، حيث تطارد النفوذ الفرنسي وتحل محله، وجهزت نظام الدفاع الجزائري، وتتحدى اليوم فرنسا من خلال تعاون مرتزقتها من فاغنر مع المجلس العسكري في باماكو.
ورسخت روسيا نفسها في موريتانيا وفي بلدان أخرى في القارة من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى أنغولا عبر غينيا. ويبقى أن نرى ما إذا كان المجتمع الدولي، ولا سيما فرنسا، التي هي مصدر جزء كبير من المبادرات الخاصة في ليبيا، ستكون قادرة على تنظيف الوضع وحل قضية ترشيح سيف الإسلام.