الاتفاق النووي الإيراني: واشنطن تحضر “بدائل” وسوليفان في إسرائيل غداً
عربي تريند_ في الوقت الذي لم تحرز فيه المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي أي تقدم ملموس إلى الآن، تتوالى التحذيرات الأميركية والغربية لطهران من نفاد الوقت، وسط حديث أميركي عن التحضير لـ”بدائل” في حال فشل المفاوضات.
يأتي ذلك بينما يصل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، غداً الأربعاء، إلى إسرائيل لإجراء سلسلة من الاجتماعات حول الملف النووي الإيراني، في ظلّ محاولات من تل أبيب للضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لعدم العودة للاتفاق النووي مع طهران.
بلينكن: الاتفاق النووي الإيراني قد يصبح نصاً فارغاً
وأضاف بلينكن أنه “ما لم يحصل تقدم سريع… فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصاً فارغاً”، في تصريح يذكّر بموقف المفاوضين الألمان والبريطانيين والفرنسيين، وشدد على أن “ما نراه حتى الآن هو أن إيران تهدر وقتاً ثميناً في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع عودة” إلى اتفاق العام 2015.
وإذ اعتبر أن الدبلوماسية لا تزال “حتى اليوم” تعتبر “الخيار الأفضل”، أضاف “لكننا نناقش بشكل نشط بدائل مع حلفائنا وشركائنا”.
غير أن بلينكن لم يوضح ما إذا كان يعتبر على غرار ما قالته نظيرته البريطانية ليز تراس، أمس الإثنين، أن المفاوضات الحالية في فيينا تُشكل “الفرصة الأخيرة” لإيران.تقارير دولية
جيك سوليفان في إسرائيل غداً
في غضون ذلك، يصل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، غداً الأربعاء، إلى إسرائيل لإجراء سلسلة من الاجتماعات، حول الملف النووي الإيراني، في ظل المفاوضات الجارية في فيينا، وذلك بحسب ما نقل موقع “والاه” العبري عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، اليوم الثلاثاء.
وأشار الموقع إلى أن الزيارة تأتي على خلفية مخاوف إسرائيل من العودة إلى الاتفاق النووي، كما لفت إلى أن زيارة سوليفان إلى إسرائيل تأتي بعدما أطلعته وزارة الدفاع الأميركية، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على خطط عسكرية لشن هجوم محتمل على إيران.
وأضاف أنه من المتوقع أن يجتمع سوليفان مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، ووزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية يئير لبيد.
وأشار الموقع أيضاً إلى أن سوليفان سيزور رام الله، وسيجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وكان غانتس قد زار الولايات المتحدة، الخميس الماضي، لبحث الملف النووي الإيراني. وذكرت تقارير إعلامية أن غانتس أبلغ المسؤولين الأميركيين بأنه أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي بتجهيز خطة هجومية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
لكن التحذيرات في الولايات المتحدة من الاتجاه نحو هكذا خيار، إن كان من قبل أميركا أو حليفتها إسرائيل أو بالتنسيق بين الطرفين، تتعالى.
التعايش مع إيران نووية
وفي السياق، اعتبر الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” ماكس بوت، في مقال نشر أمس الإثنين، أنه يتعيّن على الولايات المتحدة في حال فشل إحياء الاتفاق النووي، “تعلّم كيفية التعايش مع إيران نووية”.
واعتبر بوت أن قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، هو “أسوأ سوء تقدير في السياسة الخارجية منذ غزو العراق في عام 2003″، مشيراً إلى أن هذا الانسحاب سمح لإيران بتكثيف برنامجها النووي.
وقال بوت إنه “حتى مسؤولي الأمن الإسرائيليين السابقين، الذين عارض معظمهم الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مع إيران، يعترفون الآن بأن الانسحاب من الاتفاق أدى إلى نتائج عكسية”.
ولفت بوت إلى أن “إدارة بايدن تحاول الآن إحياء الاتفاق النووي عبر المفاوضات الجارية في فيينا، لكن إيران ملسوعة من الانسحاب الذي أقدم عليه ترامب، فيما لم يُبد رئيسها الجديد المتشدد إبراهيم رئيسي الكثير من الاهتمام بالتسوية”.
ولفت بوت إلى قول بلينكن في وقت سابق من هذا الشهر إن “إيران في الوقت الحالي لا تبدو جادة بشأن القيام بما هو ضروري للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي”. وهذا يعني، وفق بوت، أن “الولايات المتحدة وإسرائيل ربما تقتربان من أحد القرارين اللذين لطالما خشتيا منهما: هل تقصفان إيران أم تسمحان لها بالحصول على القنبلة النووية؟”.
ورأى بوت أن “إيران أكبر وأقوى بكثير من الأعداء الذين لم تستطع أميركا هزيمتهم في العراق وأفغانستان، وبرنامجها النووي أكثر تطوراً بكثير من برنامجي العراق أو سورية، اللتين قصفت إسرائيل منشآت نووية مشتبه بها فيهما في عامي 1981 و2007 على التوالي”.
وتابع بوت “حتى الضربات الناجحة للمواقع النووية الإيرانية لن تؤدي إلا إلى تأخير برنامج إيران النووي، إذ يمكنك إزالة المنشآت النووية، ولكن لا يمكنك إزالة المعرفة النووية. علاوة على ذلك، هناك خطر حقيقي من أن أي هجوم يمكن أن يؤدي إلى حرب أكبر في الشرق الأوسط”.
واعتبر بوت أن “السماح لإيران بأن تصبح دولة نووية، إذا ثبت أن ذلك لا مفر منه، ربما يكون في الواقع الخيار الأقل خطورة”، مشدداً في الوقت نفسه على أنه “يجب أن تستمر إدارة بايدن في محاولة وقف البرنامج النووي الإيراني بشكل سلمي”.
وتساءل بوت أخيراً: “لكن ماذا لو فشلت تلك الجهود السلمية؟”، مجيباً “لقد عشنا مع الأسلحة النووية في أيدي أنظمة بغيضة، مثل الاتحاد السوفييتي/روسيا، وكوريا الشمالية والصين، ويمكننا أن نتعلم، إذا كان لا بد من ذلك، كيف نتعايش مع إيران نووية أيضاً”.
(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)