أمير قطر يؤكد مساندة بغداد في ذكرى تأسيس الدولة العراقية
عربي تريند_ استذكر العراقيون مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وفيما استغل رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، المناسبة، للتأكيد أن “اللا دولة هي خيانة لأنفسنا أولاً وللأجيال القادمة من بعدنا”، جدد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، موقف بلاده الداعم للعراقيين، مؤكداً أن بلاده ستواصل مساندة العراق لتكريس الأمن والاستقرار.
وبعث أمير دولة قطر، برسالة إلى شعب وحكومة العراق، قال فيها: “يسرني بمناسبة احتفال جمهورية العراق بذكرى مرور مائة عام على تأسيس الدولة العراقية أن أتوجه باسم شعب دولة قطر وباسمي شخصياً، بخالص التهاني والتبريكات مقرونة بأطيب التمنيات لشعب العراق الشقيق وحكومته الموقرة”.
وأضاف: “لطاما كان العراق مهداً للحضارات ورافداً للإنسانية، أسهم بقدر كبير في النهضة العربية على مر العصور، وهو أهل لكل التقدير والوفاء من أمته ومن البشرية جمعاء”.
وأكد أن “دولة قطر لن تألو جهداً في الوقوف بجانب العراق ودعم الأشقاء العراقيين ومساندتهم في جهودهم الرامية لتكريس الأمن والاستقرار وتحقيق المزيد من الرفعة والتقدم والازدهار لبلدهم العزيز”.
كذلك، بحث رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس، العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان، إن الكاظمي، “تلقى اتصالاً هاتفياً من ولي عهد المملكة العربية السعودية، نائب رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز”.
وأضاف البيان، أن “ولي العهد السعودي قدم التهنئة لرئيس مجلس الوزراء بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية”.
وأشار إلى أن “الجانبين استعرضا خلال الاتصال العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون المشترك وسبل دعمه وتطويره، وبما يخدم مصالح شعبي البلدين الشقيقين”.
في السياق أيضاً، قال الكاظمي، في كلمة له بالمناسبة، إنه “لا يعني أنّ العراق قبل مئة عام من اليوم لم يكنْ دولة، فهنا على الأرض التي تقف أقدام العراقيين عليها بثبات كانت أول دولة عرفتْها البشرية، وأول قانون نظّم حياة البشر، وأول شرطي كانت وظيفته حماية الناس، وأول جندي نظامي دافع عن الحدود وضحى بنفسه”.
وأضاف: “هنا. على الأرض التي تحرسها أرواح آبائكم وأجدادكم كان أول تنظيم اقتصادي يحفظ الحقوق والملكية والبيع والشراء، وأول عقاب للمتجاوزين على حقوق الناس”.
وتابع: “هنا..كانت أول قصيدة شعر، والفن والثقافة. أول قاعدة في علوم الرياضيات. أول مخطط عمراني. وأول لحظة وحي ونبوة”.
واشار إلى أن “إدراك العراقيين لكل هذا الإرث، هو مسؤوليتهم التي تناقلتها الأجيال ووصلتنا، وسننقلها إلى أجيالنا القادمة لنقول لهم بكل وضوح وصراحة تليق بعصر التكنولوجيا الحديث: (هنا العراق. هنا الدولة . وليس أمامنا من خيار كعراقيين إلا الدفاع عنها وحفظ تاريخها ومنع المتلاعبين بمقدراتها)”.
ومضى يقول: “هذا النبع التأريخي المتدفق. اسمه العراق، التاريخ.. التنوع. الجغرافيا. الثقافة والعمارة والفن. التجارب المتراكمة بأحداثها السعيدة والمرة. اللغات المتفاعلة. كلها ليست مصادفات، بل هي جوهر مفهوم الدولة الذي فرض نفسه عام 1921 رغم كل المساجلات والاجتهادات”.
ولفت إلى أن “آن الأوان أن ننظر إلى دولتنا بموضوعية، وأن نفتخر بمنجزاتها، ونعترف بأخطائها. ونمضي إلى الأمام متسلحين بإرثنا وقدرات شعبنا لنكون جنباً إلى جنب مع كل الدول الناجحة”.
وأضاف: “شعبنا العاشق للدولة والمعادي لمن يعاديها، وقف مع بلده في أخطر مرحلة مرّ بها العراق، عرف في كل خطوة خطوناها أننا كنا مخلصين له ولمستقبله وأوفياء لإرثه. وحتى عندما كان يمارس حقه في نقدنا ومعاتبتنا، فإنه كان وما زال ينتظر منا ما يستحق. وما يستحقه العراقيون كبير”، مبينا أن “العراق يستعيد عافيته الكاملة وتشفى جراحه تباعاً وينهض من كبواته ليحتل مكانته بإرادة شعبه الذاتية. جيراننا وأشقاؤنا والعالم يتفاعل مع إرادتكم أنتم ويستمع إلى صوت العراق النابع من أعماقكم. أنتم أهل العراق وأصحاب القرار فيه وأنتم الدولة”.
«مظلتنا وبيتنا»
وأشار إلى أن، “بعد أيام سنشهد انسحاب جميع القوات القتالية للتحالف الدولي من العراق في نطاق الاتفاقية الاستراتيجية مع الجانب الأمريكي، وسيكون دورها في مجالات المشورة، كدلالة على قدرة القوات العراقية بكل صنوفها على حفظ أمن العراق واستقرار شعبه وتطورها المستمر في هذا المجال”، مبينا أن “وسط تجاذبات واجتهادات سياسية أفرزتها الانتخابات الأخيرة يجب أن يطمئن الجميع. لن نسمح بمس أمنكم واستقراركم”.
واستدرك بالقول: “رغم كل الخلافات فإن القوى السياسية والتيارات الجديدة والمستقلين والنخب هم أبناء هذا الوطن وهم حريصون عليه وعلى أمنه”، موضحاً أن “الاختلاف في وجهات النظر والتوجهات يتلاشى أمام إيمان الجميع بأن العراق هو مظلتنا وهو بيتنا، وأن العبث به وبمستقبله خط أحمر”.
وقال أيضاً: “على المستوى الشخصي، أقدر عالياً كل تعاطف ورسالة اطمئنان وتضامن وصلتني بعد العملية الإرهابية التي استهدفتني قبل أسابيع. وأقول بهذا الصدد: إن حياتي ليست بأغلى من حياة أي عراقي على امتداد الوطن، ولكنه طريق الدولة نعبّده معاً بإرادة عراقية خالصة ونقية، ومن أجله يسهل كل صعب، وترخص أمام عظمته أرواحنا”، موضحاً أن “طريق الدولة العراقية قد يكون صعباً ومؤلماً، لكنه الطريق الوحيد الذي يمكن لأولادنا وأحفادنا أن يمضوا إليه، لأن اللا دولة هي خيانة لأنفسنا أولاً وللأجيال القادمة من بعدنا، وقبل كل ذلك خيانة لإرثنا الحضاري من سومر حتى هذه اللحظة، والعراقي لا يخون ذاته، ولا وطنه”.
قرن من الزمان
وتابع: “في هذا اليوم المجيد ذكرى مئوية الدولة العراقية أقول لكم: قرن من الزمان مضى، وقبله قرون طويلة، وما زلنا على هذه الأرض، أرض دجلة والفرات وشط العرب، أرض الجبل والهضبة والصحراء والسهل الرحيب، أرض أجدادنا قبل ألف ألف عام وأرض أحفادنا بعد ألف ألف عام إن شاء الله”. وبين إن “هذا عراقكم موطئ آدم ومولد إبراهيم وأرض الأنبياء والصالحين، دولة السومريين والبابليين والآشوريين والأكديين، عاصمة أبي الحسنين علي ابن أبي طالب ومثوى جسده، ثورة الحسين وإرثها في دمائنا جيلاً بعد جيل، أرض الحضارة الإسلامية وأرض المرجعية الرشيدة في النجف، وطن الشعر والثقافة والفن والإبداع”.